الثلاثاء، 30 أغسطس 2011


ابسم الله الرحمان الرحيم

والصلاة والسلام على المبعوث رحمة للعالمين

عيد سعيـــــــــــد

الله اكبر، انبلج فجرالعيد، يعانق المؤمنين والمؤمنات...
واشرقت شمس اليوم السعيد تصافح الفائزين والفائزات...
ونادى منادي العزيز الغفار، ضيوف الرحمان، ان هبوا للهبات، للتجليات، لصلاة عيد الانتصارات... للعظات، للعطيات
ربي ان كان عفوك لايرجوه ذوخطأ...
فمن يجود للعاصين بالغفران...
*****
عيد برضوان من الله، هل// وببشائرالنصرالمبين، اطل//
فهنيئا للمؤمنين، بعيد لهم// منة من الله الكريم، وفضلا//
والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله واصحابه ومن والاه

الأربعاء، 24 أغسطس 2011

بدع يجب ان تزول احياءلسنة الرسول ـ عليه السلام ـ


بسم الله الرحمان الرحيم
والصلاة والسلام على المبعوث رحمة للعالمين
بدع يجب ان تزول
احياءلسنة الرسول ـ عليه السلام ـ
مستحدثات على المآذن
قراءة سور، اوآيات من القرءان الكريم ـ تسبيح ـ  تحميد ـ مواعظ ـ انشاد ـ تصلية ـ تذ كير...
... ونحو ذلك ـ ( سوى التأذين للصلوات المفروضة) ـ بدع، ومنكرات،  يجب على الذين نصبوا انفسهم ـ اونصبوا ـ للوعظ والارشاد، والامامة، والخطابة، بل وعلى كافة المسلمين، ان يضعوا حدالهذه المبتدعات، ويطهروا المآذن من هذه المستحدثات، التي لااصل لها في الشرع الحكيم، وان زعم ـ بعضهم ـ انها من بدع الخير الحسنة، والقرابات الخالصة، والمقاصد الشريفة، والحال انها باتت عند العامة وكانها جزء من الدين، الذي لايتم الواجب الابه، واماتت سننا شريفة، وحرمتهم خيرا جزيلا، بل وترتب عنها مفاسد كثيرة، اضرت بالدين الحنيف، وتعاليمه السمحة، وكان يكفي لتحريمها، قوله ـ صلى الله عليه وسلم ـ (... وكل بدعة ضلالة) ـ رواه مسلم،  وقوله ـ عليه السلام ـ ( من احدث في امرنا هذا ماليس منه فهورد) ـ متفق عليه، وفي رواية لمسلم:( من عمل عملا ليس عليه امرنا، فهو رد)
 اذ كلمة (كل) في الحديث الاول، اسم يدل على افادة التعميم، والشمول الكامل، للجمع، اومافي حكم الجمع، فضلا عن كونها، اقوى الفاظ التوكيد المعنوي، وكلمة ( من ) في الحديث الثاني، اسم موصول بمعنى الذي، يفيد تعميم الحكم على العاقل.
وبناء على هذا، فايا كانت البدعة، فيما هوموقوف على الوحي، وايا كانت اغراضها، وايا كان مبتدعها، فعمل ممقوت، وصاحبها آثم، متجن على دين اكمله الله ـ تعالى ـ واتم به نعمته على عباده، حيث قال ـ تعالى ـ في سورة المائدة:{ الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الإِسْلاَمَ دِيناً} .
واما عن نشأة هذه البدع، يقول المقريزي، في الخطط  /ج:2/ص:273  ، والمرادي، في سلك الدرر/ج:3/ص:159، كما جاء في كتاب: الاذان والمؤذنون /ص:108 ، للبيب السعيد ، مانصه:
(... وكان ابتداء التسبيح بمصر، ايام احمد بن طولون، فقد كان حسبما ورد في اخباره، جعل في حجرة تقرب منه، رجالايعرفون (بالمكبرين)، وكانت عدتهم اثنى عشررجلا، يبيت في هذه الحجرة، كل ليلة اربعة، يجعلون الليل بينهم عقبا، فكانوا يكبرون، ويسبحون، ويحمدون الله ـ تعالى ـ في كل وقت، ويقرؤون القرءان بالحان، ويتوسلون، ويقولون قصا ئد زهدية، ويؤذنون في اوقات الاذان، وجعل لهم ارزاقا واسعة، تجرى عليهم.
ولما قام من بعد ابن طولون ابنه، خمارويه، اقرهم على رسمهم مع ابيه.
ومن حينئذ اتخذ الناس قيام المؤذنين في الليل على المآذن، وصارذلك يعرف بالتسبيح على المآذن بالليل، يذكر العقيدة التي تعرف بالمرشدة، فواظب المؤذ نون على ذكرها في كل ليلة، بسائرجوامع مصر، والقاهرة، الى وقتنا هذا.) اهـ
وجاء في كتاب: تلبيس ابليس / ص: 137 لعبد الرحمان بن الجوزي، القرشي، البغدادي: قوله:(ــ ذكرتلبيسه عليهم في الآذان ــ ومن ذلك التلحين في الاذان، وقد كرهه مالك بن انس، وغيره من العلماء، كراهية شديدة، لانه يخرجه عن موضع التعظيم الى مشابهة الغناء.
ومنه: انهم يخلطون آذان الفجربالتذكير، والتسبيح، والمواعظ ، ويجعلون الاذان وسطا فيختلط ، وقد كره العلماء كل مايضاف الى الآذان.
وقد رأينا من يقوم بالليل كثيرا، على المنارة، فيعظ ، ويذكر، ومنهم من يقرأ سورا من القرءان، بصوت مرتفع، فيمنع الناس من نومهم، ويخلط على المتهجدين قراءتهم، وكل ذلك من المنكرات) ـ انتهى
وقال الشيخ، احمد بن غنيم بن سالم النفراوي، المالكي ـ صاحب الفواكه الدواني على رسالة ابن ابي زيد القيرواني /ج:1/ص:173:(... وهذا آخرالاذان الشرعي، ومازاد على ذلك، من ذكر، اوتسبيح، مما يقوله المؤذنون، من الدعاء، والتسبيح، فغيرمشروع، بل قال ابن شعبان، انه بدعة) ـ انتهى.
وقال محققو هذا المرجع المالكي، تعليقا على قول من قال ان ذلك بدعة حسنة:( قدعلمت مما مرأنه يسن اذان الفجرفي سدس الليل، قبل الفجر، فاحداث بعض المؤذنين، تسبيحا، اوغيره، آخرالليل، هو اماتة سنة، واحياء بدعة، والله الموفق، اهـ ، مصححه)
وقال امام المالكية، في عصره، ابو عبد الله محمد بن عبد الرحمان المغربي، المعروف بالحطاب، في مواهب الجليل، لشرح مختصرخليل، ج:1/ ص:429: (فرع: قال الجزولي: انما شرع لها الآذان فقط ـ أي، صلاة الصبح ـ واما غيره من الدعاء والتسبيح، وغيره ممايقوله المؤذنون، فغيرمشروع، ـ ابن شعبان: بدعة) انتهى.
وقال في المدخل:( وينهى الامام المؤذنين، عما احدثوه من التسبيح بالليل، وان كان ذكر الله حسنا، سرا، وعلنا، لكن في المواضع التي ذكرها الشارع، ولم يعين فيها شيئا معلوما، وقد رتب الشارع للصبح، اذانا قبل طلوع الفجر، وأذانا عند طلوعه، ثم ذكر: انه يترتب على ذلك مفاسد، منها: التشويش على من في المسجد يتهجد، او يقرأ القرءان، ومنها اجتماع العوام لسماع تلك الالحان، فيقع منهم زعقات وصياح عند سماعها، ومنها خوف الفتنة بصوت الشباب، الذين يصعدون على المآذن للتذكار، ثم قال بعد ذلك: وينهى المؤذنون عما احدثوه في شهررمضان من التسحير، لأنه لم يكن في عهد النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ ولا امربه، ولم يكن من فعل من مضى، وذكراختلاف عوائد الناس في التسحير: فمنهم من يسحربالايات، والاذكار، على المواذن، ومنهم من يسحربالطبلة، ومنهم من يسحربدق الابواب، ويقولون قوموا كلوا، ومنهم من يسحر بالطا ر، والشبابة، والغناء، ومنهم من يسحربالبوق، والنفير، وكلها بدع، وبعضها اشنع من بعض، ورد على من يقول انها بدعة مستحسنة، وانكر ـ ايضا ـ تعليق الفوانيس في المنا ئرعلما على جوازالاكل والشرب في رمضان، وعلى تحريمها اذا انزلوها، قال: وكذلك يمنع لوجوه، منها ان الصحابة ـ رضي الله عنهم ـ ارادوا ان يعلموا وقت الصلاة بان ينوروا نارا، فامررسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ بالاذان بدلا من ذلك، ومنها ان في ذلك تغريرا للصائم، لانه قد ينطفئ في اثناء الليل فيظن من لايراه ان الفجرقد طلع، فيترك الاكل والشرب، وقد ينساه من هوموكل به، فيظن من يراه ان الفجرلم يطلع، فياكل، اويشرب، فيفسد صومه، ثم قال: وينهى المؤذنون عما احدثوه من التذكاريوم الجمعة، لما تقدم من ان النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ لم يفعله، ولاامربه، ولافعله احد بعده من السلف الماضيين، بل هو قريب العهد بالحدوث، احدثه بعض الامراء، وهو الذي احدث التغني بالاذان.) انتهى.
وقال السيد سابق، في كتابه، فقه السنة /ج:1/ ص:122:( قال في الاقناع، وشرحه، من كتب الحنابلة: وما سوى التأ ذين قبل الفجر، من التسبيح، والنشيد، ورفع الصوت بالدعاء، ونحو ذلك، في المآذن، فليس بمسنون، وما من احد من العلماء، قال انه يستحب، بل هو من جملة البدع المكروهة، لانه لم يكن في عهده ـ صلى الله عليه وسلم ـ ولافي عهد اصحابه ـ رضي الله عنهم ـ وليس له اصل فيما كان على عهدهم يرد اليه، فيليس لاحد ان يأمربه، ولاينكرعلى من تركه، ولايعلق استحقاق الرزق به، لانه اعانة على بدعة، ولايلزم فعله، ولوشرطه الواقف، لمخالفته السنة، و في كتاب: تلبيس ابليس، لعبد الرحمان بن الجوزي: (وقد رايت من بليل كثير،على المنارة، فيعظ ، ويذكر، ويقرأ سورة من القرءان، بصوت مرتفع ، فيمنع الناس من نومهم، ويخلط على  المتهجدين قراءتهم ، وكل ذلك من المنكرات)، وقال الحافظ في الفتح: ما احدث من التسبيح قبل الصبح، وقبل الجمعة، ومن الصلاة على النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ ليس من الاذان ، لالغة، ولاشرعا)) ـ انتهى.
هذا، ويكفي صاحب البدعة، ماجاء فيه عن الامام، مالك ـ رحمه الله ـ تعالى ـ بالمدونه الكبرى، للامام سحنون ـ عليه سحائب الرحمة ـ/ج:1/ص:84 / :( وقال مالك: لاينكح اهل البدع، ولاينكح اليهم، ولايسلم عليهم، ولايصلى خلفهم، ولاتشهد جنائزهم).
الا فهل من مميت للبدعة، ومحيي للسنة الشريف...؟ والرسول عليه السلام يقول:( من احيا سنتي فقد احياني، ومن احياني كان معي في الجنة) ـ رواه الاصفهاني في ترغيبه/ الشفا بتعريف حقوق المصطفى، للقاضي عياضن، ج:2/ص:554، وعن عمروبن عوف المزني، ان النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ قال لبلال بن الحارث:( من احيا سنة من سنتي قد اميتت بعدي، فان له من الاجرمثل من عمل بها من غير ان ينقص من اجورهم شيئا، ومن ابتدع بدعة ضلالة لاترضي الله ورسوله، كان عليه مثل آثام من عمل بها ، لاينقص ذلك من اوزارالناس شيئا) ـ رواه الترمذي/ وابن ماجه.
والله اعلم... والحمد لله رب العالمين، والصلاة، والسلام، على رسول الله، وعلى آله، واصحابه، ومن والاه. 

الأحد، 21 أغسطس 2011

شروط صحة الصـــوم


بسم الله الرحمان الرحيم
والصلاة والسلام على المبعوث رحمة للعالمين

فقه الصيام على المذهب المالكي

شروط صحة الصـــوم
المراد بشرط الصحة، هو مايتوقف عليه صحة العبادة، والتي منها الصيام، بحيث لو انعدم شرط الصحة، بطل الصوم، وشروط صحة الصوم هي على التفصيل:
** الاســـــــلام:
الاسلام: هو الدين الذي ارتضاه الله ـ تعالى ـ دينا للناس جميعا، وجعله خاتما، وناسخا للديانات التي سبقته، واعتباره شرطا لصحة الصوم، امر مجمع عليه، فلا يصح من الكافر، وبناء على القول، بمخاطبة الكفاربفروع الشريعة، فانهم يعاقبون على تركه، وعلى كفرهم، يوم القيامة.
قال ابن رشد في المقدمات:
(... لان الكافر، لايجب عليه الصيام، ولايصح منه، ان فعله، ولايجب عليه قضاؤه اذا اسلم، لقوله ـ تعالى ـ:{ قُل لِلَّذِينَ كَفَرُواْ إِن يَنتَهُواْ يُغَفَرْ لَهُم مَّا قَدْ سَلَفَ وَإِنْ يَعُودُواْ فَقَدْ مَضَتْ سُنَّـت الأَوَّلِينِ{38} ـ الانفال، وانما استحب ما لك، قضاء اليوم الذي اسلم في بعضه، والامساك في بقيته عن الاكل، مراعاة لقول من يرى انه مخاطب بالصيام في حال كفره)ـ انتهى .
والله اعلم ، والحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على المبعوث رحمة للعالمين وعلى وآله، وصحبه، ومن والاه.
يتبع...ان شاء الله ـ تعالى ـ

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ 

الثلاثاء، 16 أغسطس 2011



مؤانسات وعظية، المجلس السادس:
من نفحات ليلةالقدرالمباركة
بسم الله الرحمان الرحيم
والصلاة والسلام على المبعوث رحمة للعالمين
يارب
ان ذنوبي في الورى عظمت
وليس لي من عمل في الحشرينجيني
ولقد أتيتك بالتوحيد يصحبه
حب النبـــي، وهذا القدر يكفينــــــــي
احباب محمد
هاهو ـ صلوات ربي وسلامه عليه ـ  يباهي بأمته، التي كرمها الله ـ تعالى ـ وخصها بليلة القدرالمباركة، فيقول:( ان الله وهب لأمتي ليلة القدر، ولم يعطها من كان قبلهم)، ولذلك دعوتكم لحضور مجلسنا هذا، لأتنسم واياكم شذى نفحاتها الزكية، ونتلمس الطريق الى أنوارها القدسية، فلعل الله ـ  جل جلاله ـ يتكرم علينا بموافقتها، ويغمرنا بعبيرلطائفها.
 قصة ليلة القدر:
ان لليلة القدرـ اخوة الايمان ـ قصة... ويالها من قصة... قصة رجل هام بأمته حبا... وهامت أمته به، عشقا... وهياما...
قصة قائد، لم يشهد التاريخ البشري، اطلاقا، قائدا... أعطف... وأحن... وأرحم، بشعبه منه.
انه رسول الله، محمد ـ صلى الله عليه وسلم ـ الذي قال عنه ربه ـ سبحانه ـ :{لَقَدْ جَاءكُمْ رَسُولٌ مِّنْ أَنفُسِكُمْ عَزِيزٌ عَلَيْهِ مَا عَنِتُّمْ حَرِيصٌ عَلَيْكُم بِالْمُؤْمِنِينَ رَؤُوفٌ رَّحِيمٌ } التوبة128
أوما سعمتموه ـ عليه الصلاة والسلام ـ وهو يحدث أصحابه ـ رضي الله عنهم ـ فيما رواه جلال الدين السيوطي، في كتابه، أسباب النزول، اذ قال: (ذكر لأصحابه أن أربعة من بني اسرائيل، عبدوا الله ثمانين سنة، ولم يعص أحد منهم ربه طرفة عين، فاستعظموا الأمر، وعجبوا أن فاتهم ذلك لقصر أعمارهم، فنزل جبريل ـ عليه السلام ـ وقال:( يامحمد، ان اصحابك عجبوا من عبادة هؤلاء، ثمانين سنة، لم يعصوه طرفة عين فيها، فقد أنزل الله خيرا من ذلك)، وقرأ ـ سورة القدرـ فسرالرسول ـ صلى الله عليه وسلم ـ وجميع أصحابه بذلك) اهـ
وروى الخازن ـ رحمه الله ـ تعالى ـ في تفسيره، أن ابن عباس ـ رضي الله عنهما ـ قال:(ذكرلرسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ رجل من بني اسرائيل، حمل السلاح على عاتقه في سبيل الله، ألف شهر، فعجب رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ لذك، وتمنى ذلك لأمته، فقال:(يارب، جعلت أمتي أقصر الأمم أعمارا، وأقلها أعمالا) ، فأعطاه الله ـ تبارك وتعالى ـ  ليلة القدر، فقال ـ سبحانه ـ: {لَيْلَةُ الْقَدْرِ خَيْرٌ مِّنْ أَلْفِ شَهْرٍ }القدر3، التي حمل فيها الاسرائلي السلاح في سبيل الله، لك ولأمتك، الى يوم القيامة) اهـ.
وجاء في موطأ الامام مالك ـ عليه سحائب الرحمة ـ قال:(حدثني زياد عن مالك: أنه سمع من يثق به من أهل العلم، يقول: ان رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ أري أعمار الناس قبله، أو ماشاء الله من ذلك، فكأنه تقاصرأعمار أمته أن لايبلغوا من العمل مثل الذي بلغ غيرهم في طول العمر، فأعطاه الله، ليلة القدر خيرمن ألف شهر) اهـ.
 الحب العظيم:
انه الحب الأعظم... والشفقة التي لاشفقة بعدها...
ذاك هوقلب محمد ـ صلى الله عليه وسلم ـ  نبع الرحمة الفياض...  ومورد السالكين في طريق رب العالمين.
( لقد سمعته ـ صلى الله عليه وسلم ـ أم المؤمني، السيدة عائسة ـ رضي الله عنها ـ يدعو، وهوساجد بين يدي ربه: ( يارب أمتي) ، فلما قضى صلاته، سألته ـ رضي الله عنها ـ : ( أتقول يارب أمتي وأنت في الدنيا.؟) ، فقال لها ـ صلى الله عليه وسلم ـ :(دعيني ياعائشة أقول يارب أمتي في حياتي، فاذا دخلت قبري قلت يارب أمتي، فاذا نفخ في الصورقلت يارب أمتي).
ثم هاهو ـ صلى الله عليه وسلم ـ حين جاوز سدرة المنتهى، ووقف في مقام المناجاة، قال: (ربي، اني لاأسألك فاطمة ابنتي، ولاخديجة زوجتي، ولاصفية عمتي، ولاالعباس عمي، ولكن أسألك أمتي، أمتي).
هذا هومحمد ـ صلى الله عليه وسلم ـ الرحمة المهداة... والنعمة  المسداة... لكافة خلق الله ـ سبحانه ـ القائل: {وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِّلْعَالَمِينَ} ـ الأنبياء107
ـ منزلة ليلة القدر:
واما عن منزلة ليلة القدرالمباركة فيكفها  منزلة، وتشريفا، ان انزل الله ـ تبارك وتعالى ـ في شأنها سورة كاملة، سميت باسمها، تتلى الى يوم القيامة، حيث قال ـ تعالى ـ :
بسم الله الرحمان الرحيم
إِنَّا أَنزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ{1} وَمَا أَدْرَاكَ مَا لَيْلَةُ الْقَدْرِ{2} لَيْلَةُ الْقَدْرِ خَيْرٌ مِّنْ أَلْفِ شَهْرٍ{3} تَنَزَّلُ الْمَلَائِكَةُ وَالرُّوحُ فِيهَا بِإِذْنِ رَبِّهِم مِّن كُلِّ أَمْرٍ{4} سَلَامٌ هِيَ حَتَّى مَطْلَعِ الْفَجْرِ{5}
معنى القــدر:
والقدر، وان ورد في القرءان الكريم بعدة معان، الا انه، كما قال علماء الامة، جاء في هذه السورة، بمعنى، المنزلة، والشرف، وذلك من قولهم: فلان ذو قدر.
ومرجع قدرهذه اللية المباركة، يرجع ـ كما قيل ـ : الى نزول القرءان الكريم ليلتها، جملة، من اللوح المحفوظ الى بيت العزة، من سماء الدنيا، والتي نزل منها، بعدذلك، منجما على رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ على مدى ثلاث وعشرين سنة، وفي هذا يقول ابن عباس ـ رضي الله عنهما ـ:(انزل الله القرءان جملة واحدة من اللوح المحفوظ الى بيت العزة من السماء الدنيا، ثم نزل مفصلا بحسب الوقائع في ثلاث وعشرين سنة، على رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ)
وقال غيرواحد: ان مرجع قدرها، يعود الى ان فاعل الطاعات فيها، يصير ذا شرف، وقدر.
وقيل: ان الطاعات نفسها، لها في تلك الليلة، قدر زائد، وشرف زائد.
وقال الامام النووي: ( سميت ليلة القدر، لعظم قدرها، وشرفها)، وقال ـ ايضا ـ :( قال العلماء: وسميت ليلة القدر، لما يكتب فيها للملائكة، من الاقدار، والارزاق، والآجال، التي تكون في تلك السنة، كقوله ـ تعالى ـ:(يفرق فيها كل امرحكيم)، وقوله ـ تعالى ـ:( تنزل الملائكة والروح فيها باذن ربهم من كل امر)، ومعناه، يظهر الله للملائكة ماسيكون فيها، ويأمرهم بفعل ماهو من وظيفتهم، وكل ذلك مما سبق علم الله ـ تعالى ـ به وتقديره له) اهـ .
واما ابوبكرالوراق ـ رحمه الله ـ تعالى ـ  فقد قال:(سميت ليلة القدر، لأنه: نزل فيها كتاب ذوقدر، على لسان ملك ذي قدر، وعلى رسول ذي قدر، وعلى امة ذات قدر)
هذا، وقد وصفها الحق ـ تبارك وتعالى ـ في سورة الدخان، بالليلة المباركة، عند جمهورالعلماء، اذقال ـ سبحانه ـ: {حم{1} وَالْكِتَابِ الْمُبِينِ{2} إِنَّا أَنزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةٍ مُّبَارَكَةٍ إِنَّا كُنَّا مُنذِرِينَ{3} فِيهَا يُفْرَقُ كُلُّ أَمْرٍ حَكِيمٍ{4} أَمْراً مِّنْ عِندِنَا إِنَّا كُنَّا مُرْسِلِينَ{5} رَحْمَةً مِّن رَّبِّكَ إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ{6} رَبِّ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَمَا بَيْنَهُمَا إِن كُنتُم مُّوقِنِينَ{7}.
 زمن ليلة القدر:
وأما عن زمانها، فقد تواترالاحاديث الصحيحة، على أنها في شهررمضان، المعظم، وأنها في العشر ألأواخرمنه، وأنها في الوترمنها، ومن ذلك ماروي عن أبي هريرة ـ رضي الله عنه ـ أنه قال: قال رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ :(أريت لية القدر، فأيقظني بعض أهلي فنسيتها، فالتمسوها في العشرالأواخرمن رمضان)
وقال ـ صلى الله عليه وسلم ـ فيما روته، أم المؤمنين، السيدة عائشة ـ رضي الله عنها ـ:( اني أريت ليلة القدر، فأنسيتها، فالتمسوها في العشر الأواخر، في الوتر)
 موعد مع الاجتهاد في العبادة:
ولمنزلة ليلة القدر المباركة، وعظيم فضلها، خص رسول ـ صلى الله عليه وسلم ـ العشرالأواخر، من رمضان المعظم، بمزيد من الاجتهاد في العبادة... فتراه متبلا... ساجدا... ذاكرا... داعيا... متوسلا... شاكرا... وهو الرسول الذي غفرالله ـ تعالى ـ له ماتقدم من ذنبه وما تأخر... بل وانك لترى قدميه الشريفتين، وقد تفطرتا من شدة الوقوف مناجيا ربه ـ عزوجل ـ  متذللا... مستعطفا... رجاء فضل ليلة الخير، والبركة، التي غيبها الحق ـ سبحانه ـ بين هذه الليالي المباركة، عن جميع خلقه، كي يجتهد المؤمنون في طلبها، بكثرة العبادة، وان يتوفر العمال في جميع الليالي على الطاعة، وكثرة الادعية، ليوافقوها، كما كان دأب السلف الصالح.
وعندي ـ ايضا ـ ان من حكم اخفائها، هي : تقوية الروح المعنوية ، كي لايشعرالمؤمن بالملل، بعد اذ قضى عشرين يوما متعبدا بصيامه، محتسبا، وشحذ همته لاتمام هذه العبادة العظيمة، على الوجه الشرعي، المطلوب، ويخرج منها، كيوم ولدته امه، ظافرا، غانما.
وهاهي، السيدةعائشة، أم المؤمنين ـ رضي الله عنها ـ تتحدث عن اجتهاده ـ  صلى الله عليه وسلم ـ في هذه الليالي، فتقول:( كان رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ يجتهد في العشرالأواخرما لايجتهد في غيره)... وروي عنها ـ أيضا فيما رواه الامام البخاري ـ رحمه الله ـ أنها ـ رضي الله عنها ـ قالت:(كان رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ اذا دخل العشر، شد مئزره، وأحيا ليله، وأيقظ أهله)... وفي رواية لأنس ـ رضي الله عنه ـ :( وطوى فراشه، واعتزل النساء)... وورد من طرق أخرى، أنه ـ صلى الله عليه وسلم  ـ :(لم يأو الى فراشه، حتى ينسلخ رمضان)...
اعتكافه ـ صلى الله عليه وسلم ـ:
ومن رواية الامام البخاري ـ رحمه الله ـ تعالى ـ عن عبد الله بن عمرـ رضي الله عنهما ـ قال:( كان رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ يعتكف العشر الاواخرمن رمضان)، وعن عائشة ـ رضي الله عنها ـ ان:( النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ كان يعتكف العشرالاواخرمن رمضان، حتى توفاه الله، ثم اعتكف ازواجه من بعده)، وعن ابي سعيد الخدري ـ رضي الله عنه ـ ان:( رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ كان يعتكف في العشرالاوسط من رمضان، فاعتكف عاما، حتى اذا كان ليلة احدى وعشرين، وهي الليلة التي يخرج من صبيحتها من اعتكافه، قال:( من كان اعتكف معي فليعتكف العشرالاواخر، وقد اريت هذه الليلة ثم انسيتها، وقد راتني اسجد في ماء وطين من صبيحتها، فالتمسوها في العشرالاواخر، والتمسوها في الوتر)، يقول ابوسعيد الخدري ـ رضي الله عنه ـ:( فمطرت السماء تلك الليلة، وكان المسجد على عريش، فوكف المسجد، فبصرت عيناي رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ على جبهته اثر الماء والطين، من صبح احدى وعشرين).
الجود ومدارسة القرءان الكريم:
بل، ولم يقتصراجتهاده ـ صلى الله عليه وسلم ـ في العبادة على هذه القرب، والطاعات، وانما كان ـ عليه السلام ـ يكثرمن الصدقة ، وتلاوة القرءان الكريم، اذ وصفه ابن عباس ـ رضي الله عنهما ـ فيما رواه الشيخان ـ عيهما سحائب الرحمة ـ قائلا:(كان رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ اجود الناس، وكان اجود مايكون في رمضان، حين يلقاه جبريل في كل ليلة من رمضان، فيدارسه القرءان، فلرسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ حين يلقاه جبريل اجود بالخير من الريح المرسلة).
اشراك الأهل:
وحتى لايحرم الأهل من خير هذه اللية الشريف، وفضائلها، كان ـ صلى الله عليه وسلم ـ (يوقظ أهله للصلاة في ليالي العشر، دون غيرها من الليالي)... بل وقد صح عنه ـ عليه الصلاة والسلام ـ :(أنه كان يطرق باب فاطمة وعلي ليلا، ويقول لهما:(ألا تقومان فتصليان)...
وفي نور هذا المنهج النبوي الشريف، سار الصحابة ـ رضي الله عنهم ـ وبسنته اقتدوا، اذ قد روى الامام مالك ـ رحمه الله تعالى ـ في موطأه:( أن عمربن الخطاب ـ رضي الله عنه ـ كان يصلي من الليل ماشاء الله أن يصلي، حتى اذاكان نصف الليل، يقول لأهله : الصلاة ، الصلاة، ويتلوهذه الاية الكريمة: {وَأْمُرْ أَهْلَكَ بِالصَّلَاةِ وَاصْطَبِرْ عَلَيْهَا لَا نَسْأَلُكَ رِزْقاً نَّحْنُ نَرْزُقُكَ وَالْعَاقِبَةُ لِلتَّقْوَى } ـ طه132 وهاهي امرأة حبيب أبي محمد، تقول لزوجها، بالليل:(قد ذهب الليل، وبين ايدينا طريق بعيد، وزاد قليل، وقوافل الصالحين قدسارت أمامنا، ونحن قد بقينا).
 نفحات ليلة القدر:
هذا، ولليلة القدر المباركة نفحات، شذية، نثرها علماء صا لحي امتنا ـ عليهم سحائب الرحمة ـ عرض بساتين تراثهم الفكري، فكانت بحق جداول زكية، وينابيع زلال، لسالكي الطريق، وناشدي العبر، والعظات، حيث جاء عنهم، اخبارا، ( والخبرعند بعض علماء الحديث، مرادف للحديث النبوي الشريف، وخص بعضهم، الخبربما جاء عن غيره ـ صلى الله عليه وسلم ـ وعلى هذه التفرقة، بني التلقيب بمحدث لمن يشتغل بعلم الحديث، والتلقيب باخباري لمن يشتغل بالتوايخ ونحوها)، ومن ذلك، هذا الذي روي عن نفحات ليلة القدرالمباركة، حيث قيل: روي في الخبر، انه:( ينزل في هذه الليلة  اربعة الوية: لواء الحمد ـ ولواء الرحمة ـ ولواء المغفرة ـ ولواء الكرامة، ومع كل لواء سبعون الف ملك، وعلى كل لواء مكتوب، لاالاه الا الله، محمد رسول الله)، وروي ـ ايضا ـ في الخبر:( ان جبريل ـ عليه السلام ـ ينزل الى الارض، ومعه كثير من الملائكة، فيركزون الويتهم في اربعة مواطن: عند الكعبة، الشريف ـ وعند قبر الرسول ـ صلى الله عليه وسلم ـ وعند مسجد بيت المقدس ـ وعند طور سيناء، ثم يتفرقون، فلا يبقى دار، ولابيت، ولاسفينة فيها مؤمن، اومؤمنة، الادخلته الملائكة، ويسبحون، ويقدسون، ويهللون، ويستغفرون، لأمة محمد ـ صلى الله عليه وسلم ـ)، وروي ـ كذلك ـ:( ان جبريل ـ عليه السلام ـ يقسم تلك الليلة ماينزل من رحمة الله ـ تعالى ـ حتى يستغرق احياء المؤمنين، فيقول جبريل: يارب بقي من الرحمة كثير، فما اصنع به، فيقول ـ عزوجل ـ:(قسم على اموات امة محمد)، فيقسم حتى يستغرقهم، فيقول: يارب، بقي من الرحمة كثير، فما اصنع به؟ فيقول ـ سبحانه ـ:(قسم على الكفار)، فيقسم عليهم، فمن اصابه فيهم شيء من تلك الرحمة، مات على الايمان)، وقيل:( ان الملائكة تكون في تلك الليلة، اكثرمن عدد الحصى، وان الله ـ تعالى ـ يقبل التوبة فيها من كل تائب، وانها من غروب الشمس، الى طلوع الفجر).
(سلام هي حتى مطلع الفجر)
وقال الامام الرازي:( فاذا طلع الفجر، نادى جبريل ـ عليه السلام ـ :(يامعشر الملائكة، الرحيل، الرحيل، فيقولون: ياجبريل، ماصنع الله بالمسلمين من امة محمد ـ صلى الله عليه وسلم ـ في هذه الليلة.؟ فيقول: ان الله ـ تعالى ـ نظر اليهم بالرحمة، وعفا عنهم، الا اربعة نفر، قالوا: من هؤلاء.؟ قال: مدمن خمرـ وعاق الوالدين ـ وقاطع الرحم ـ والمشاحن ) اهـ
دعاء ليلة القــدر:
وفي دعاء ليلة القدر، روى الامام الترمذي ـ رحمه الله، تعالى ـ عن عائشة ـ رضي الله عنها ـ قالت:( قلت يارسول الله، اذا وافقت ليلة القدر، ما اقول.؟ قال:( قولي، اللهم انك عفوتحب العفو، فاعف عني).
فاللهم لاتحرمنا نفحات ليلة القدر، ووفقنا لاحيائها، وتقبل صيامنا، وقيامنا، واشف مرضانا، وارحم موتانا، واهد قومنا، يا ارحم الراحمين.
هدية المجلس:
زكاة الفطر، واجبة بسنة رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ حيث روي عن عبد الله بن عمرـ رضي الله عنهما ـ :( ان رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ فرض زكاة الفطرمن رمضان، على الناس، صاعا من شعير، على كل حر، أو عبد، ذكر، أوانثى، من المسلمين) ـ اخرجه الامام مالك في الزكاة، والامام البخاري، في الزكاة، باب، صدقة الفطر.
والله اعلم، والحمد لله رب العالمين , والصلاة والسلام على رسول الله , وعلى اله واصحابه ومن والاه.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ



الاثنين، 15 أغسطس 2011

شروط وجوب الصوم ** الاقامـــــــــة:


بسم الله الرحمان الرحيم
والصلاة والسلام على المبعوث رحمة للعالمين

فقه الصيام على المذهب المالكي

شروط وجوب الصوم

** الاقامـــــــــة:
المراد بالاقامة، هوالحضور، وعدم السفر، خلال شهررمضان المعظم، وذلك لان المسافر، سفرقصر، مباح، وان كان مخاطبا بصيام رمضان، الاانه، لايجب عليه فعله، حال السفر، وجازله الفطر، ان توفرت شروطه، ثم قضاء ما افطر.
قال ابن رشد في المقدمات:(... ومنها ماهوشرط في وجوب الصيام، لافي جوازفعله، ولافي وجوب قضائه، وهما الاقامة، والصحة، لان المسافر، والمريض، مخاطبان با لصوم، مخيران بينه وبين غيره) اهـ .
اما غيره من انواع الصيام، كصيام الكفارات، وصيام التطوع، أونحوذلك، فانه لايجوزللمسافران يفطرفيها، لان جوازالفطرفي السفر، محتص برمضان، لافي غيره.
والله اعلم ، والحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على المبعوث رحمة للعالمين وعلى وآله، وصحبه، ومن والاه.
يتبع...ان شاء الله ـ تعالى ـ
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

الثلاثاء، 9 أغسطس 2011

شــروط وجــوب الصيـــام ** القدرة على الصوم:


بسم الله الرحمان الرحيم
والصلاة والسلام على المبعوث رحمة للعالمين
فقه الصيام على المذهب المالكي
شــروط وجــوب الصيـــام

** القدرة على الصوم:
المراد بالقدرة على الصوم، الصحة، والعافية، والاطاقة.
فالمريض غيرمخاطب بالصوم، حال مرضه، بل هو مخيربين الصوم، والافطار، فان صام صح صومه، واثيب عليه، وان افطر، فذلك جائز في حقه.
وكذلك العاجزعن الصوم، فانه ـ ايضا ـ غيرمخاطب به، سواء كان عجزه حيقيقة، كالمريض، الذي اقعده المرض عن الصوم، اوكان عجزه، حكما، كالمرضعة القادرة على الصوم، ولكنها تخاف على رضيعها، هلاكا، اوشدة ضرر، اوخافت على نفسها مثل ذلك، اوخافت على رضيعها وعلى نفسها، في آن.
ومثلها في الحكم، الحامل.
ودخل في حكم العاجزـ ايضا ـ المكره، الى ان يزول عنه الاكراه.
والله اعلم ، والحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على المبعوث رحمة للعالمين وعلى وآله، وصحبه، ومن والاه.
يتبع...ان شاء الله ـ تعالى ـ