بسم الله الرحمان الرحيم
والصلاة والسلام على المبعوث رحمة للعالمين
فقه الحيض والنفاس على المذهب المالكي
ثالث موانع الحيض والنفاس
مس المصحف الشريف
وإكراما للقرءان الكريم، لا يحل، في مذهبنا، للحائض،أو النّفساء، مس المصحف الشريف، أو كتابته، أو حمله بعلاقته، أو بغلافه، بل، ويمنع ـ عندنا ـ حمل، أو لمس ما وضع عليه، صندوقا كان، أو كرسيا، أو وسادة.
بيد أنه، إن صادف أن كان المصحف الشريف، موضوعا، في أمتعة، أو نحوها، جاز للحائض، أو النّفساء حملها دون قصد حمله، وإلا حرّم ذلك.
ويستمر المنع إلى أن ينقطع سيلان الدم، وتغتسل،وتتوضأ.
وأمّا قراءة القرءان، عن ظهر قلب، أو ختمه، دونما مس للمصحف، فإنها جائزة للحائض، أو النّفساء، حال سيلان الدم، ولو كانت متلبسة بجنابة قبل طروء الحيض، أو النفاس، وحرّم عليها ذلك بعد انقطاعه، مطلقا، جنبا كانت ـ أم لا، حتى تغتسل، إلا إذا خافت النسيان، وتعذر عليها الاغتسال، أو التيمم، على المعتمد من المذهب.
وأما إذا كانت الحائض، أو النّفساء، معلّمة،أو متعلمة، فإنّه يجوز لها، حينئذ، مس المصحف الشريف، بقدر حاجتها.
هذا، وقد أجاز فقهاء أجلاء، مس، وحمل، ما كتب من القرءان الكريم، بغير اللغة العربية، أو الدراهم التي كتب عليها شيء منه، أو نحوها مما نقش عليها، بعض من آي الذكر الحكيـم، ومثـل هـذا في الحـكم، الأشرطة، والاسطوانات، والأقراص، والهواتف، التي سجل بها القرءان الكريم، وان كان الأفضل عدم حملها، كما قال بعضهم، اتقاء للشبهات، وتعظيما لكلام رب العالمين.
والله اعلم، والحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على المبعوث رحمة للعالمين وعلى وآله، وصحبه، ومن والاه.
...يتبع، ـ ان شاء الله تعالى ـ
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ