الخميس، 16 أغسطس 2012

جامع الزيتونة المعمور... والمطاردة



بسم الله الرحمان الرحيم

والصلاة والسلام على المبعوث رحمة للعالمين

جامع الزيتونة المعمور...والمطاردة
لعلهم كانواصغارا، ولعلهم ـ يومها ـ لم يكن لهم اهتمام باالشأن الديني العام، ببلد الزيتونة العظيم، ولعله ـ ايضا ـ هذا عذرهم حين لايستسيغون استقلالية جامع الزيتونة، ومؤسسته التعلمية، وقيامها بواجبها الذي اسند اليها منذ قرون خلت، بل وكأني اراهم يضربون عرض الحائط ، قرار الحكم القضائي، القاضي بازلة اقفال ابوابه، واطلاق سراحه، ثم هاهم يقاضون شيخه، لتغييره هذه الاقفال.
لخبطة... خصومات... مغالطات... لغز... طلسم، شغل الرأي العام، فتن الامة، وماكان لماصارعليه الامر، ان يصاراليه ـ كما اظن ـ لولا عقدة الانا، وغياب الحوار، ونسيان الماضي المقيت، والتنكر لشهداء ثورة الكرامة.
ولعلي بعدهذا، احسب ان التذكير بما آلت اليه المساجد بتونسنا العزيزة، بعد غلق جامع الزيتونة، يخفف شيئا من التوتر، ويجبربعض ماتصدع، ان شاء الله ـ تعالى ـ
اذ ـ وتنفيذا للمخطط الاستعماري البغيض، وتسلط الفكر العلماني المقيت ــ الذي ابى الاان يحاصر الاسلام في هذا البلد العريق، ويطمس هويته، العربية، الاسلامية ــ استحدثت تلك الاليات القمعية، والهيئات المشبوهة، وسنت هاتيك القوانين الظالمة، وكتبت تلكم المناشيرالوضيعة، واما عن الدين الاسلامي ذاته، فقد تحول الى شأن، وباتت مساجده معابد، هي في عرف النظام الحاكم، كغيرها من المعابد غير الاسلامية، ان لم تكن اقلها شأنا، واكثرها اضطهادا.
وهكذاكانت للاسلام،العظيم، بكتابة الدولة للرئاسة، مؤسسة اطلق عليها( مصلحة الشؤون الاسلامية)، ثم تحولت هذه المصلحة، يوم استحدثت الوزارة الاولى، الى ادارة اطلق عليها( ادارة الشعائرالدينية)، ثم غير اسمها، واضحت تسمى( ادارة الشؤون الدينية)، ثم وفي عهد مخلوع الثورة المباركة، استحدثت( كتابة الدولة للشؤون الدينية)، فــ (وزارة للشؤون الدينية)
فهل ياترى، هي الان، على ماكانت عليه قبلا : وزارة للشؤون الدينية... قانون المساجد... ابلغناعن تبديل الاقفال...عوضا عن استفيد... مهمة الوعاظ... ضوابط اختيارالقائمين على الشعائر... الخطاب الديني ... الائمة المناشدون ... الائمة المطعون في عدالتهم... وكأن نفحات ثورة الكرامة، لم تمرمن هنا... فيعزل شيخ جامع الزيتونة، واحد العترة المتبقية من علمائه...؟
ثم هاهو جامع الزيتونة المعمور، منذ ان فك اسره، واطلق سراحه، كأني به قد كتبت عليه المطاردة كلما حاول تلمس طريقه الى الحياة... وكأن غربة سنوات الجمر، حالت الصغار دون احتضانه، وتضميد جراحه، واحترام استقلاليته، التي كانت، وماكانت ابدا هبة من وزير، اومنة من باي، او رئيس، على مر العصور.
ولذك فأنا اسأل : كيف كان جامع الزيتونة وفروعة،(قبل غلقه) يعمل، وينشط...؟ واين... ؟ وماهي الوسيلة التي اعتمدت حتى برز اولئك العلماء الفطاحل، الذين نفخربهم...؟ والا فاللغز محير، والطلسم عجيب، والانا مستأسدة.
وان كان لي ـ اخيرا ـ من امل في تمكين المظلوم من حقه ، واعادة الاعتبارلجامع الزيتونة، ومشيخته ـ بعد الله ـ عزوجل ـ هومناشدتي مناصري الحق، وحماة العدل، وعقلاءالامة ورعاتها، وعلى الله ـ تعالى ـ التكلان.
الشيخ، الهادي الغربي
واعظ متقاعد
طالب زيتوني السنة الدراسية:// 54 1955
خريج الجامعة الزيتونية سنة:1967