الجمعة، 26 أبريل 2013

تعريف القرءان الكريم اصطلاحا


بسم الرحمان الرحيم
والصلاة والسلام على المبعوث رحمة للعالمين

دراسات قرءانية... الحلقة الثالثة

تعريف القرءان الكريم اصطلاحا:

ليس من نافلة القول، ان قلت، ان القرءان الكريم، ليس في حاجة الى ان يضع له العلماء تعريفا، اويحدونه بحد، به يعرف، ويسمى، اذ هو الكتاب الوحيد، من بين كتب الدنيا كلها، الذي طبقت شهرته آفاق السموات، والارض، واستقر عند كافة الخلق، بانه  هذه السورالكريمة، وتلك الايات البليغة، التي انتظمها المصحف الشريف، وتناقلها المسلمون منذ نزوله، تدوينا، ونسخا، وحفظا، ورواية، ونشرا، وتوزيعا، الى يوم الناس هذا، وانه لكذلك ـ ان شاء الله ـ تعالى ـ حتى يلج الجمل في سم الخياط.
وانما حب المسلمين لكتاب ربهم العزيز، وهيامهم به، وتقديسهم اياه، باعتباره حبل وصالهم بربهم، وصمام الامان في هذه الدار، وفي تلك الدار، هو الذي بعث الرغبة في اهل العلم منهم، واستنهض هممهم لوضع تعريف له، يجمع خواصه، ويظهرعناصره، ويشرح قرءانيته التي كانت وما زالت، معجزة الرسالة المحمدية، ودعوة للتحدي على مرالعصور.
وهاهي اقلام الاشياخ الافاضل، قد تسابقت، تدوينا، وشرحا، وتدريسا، حتى كانت اكثرمن تعريف، وازيد من حد، وهي وان اختلفت صيغها، وتنوعت مصطلحاتها، ما اضاعت مقصدا، ولاجانبت غرضا، ومن تلك الفيوضات الربانية، آثرت هذا الذي اسنده بسندي، الى شيخي العلامة، محمد الفاضل بن عاشورـ رحمه ـ الله تعالى ـ وبسماعي منه مباشرة، وهو يحاضرنا نحن معاشرطلبة الجامعة الزيتونية، عام:1963 ميلادية، حيث قال:(القرءان الكريم، هو كلام الله ـ تعالى ـ الذي نزل به الوحي، على سيدنا محمد ـ صلى الله عليه وسلم ـ مقصودا به الاعجاز، ونقل الينا بالتواتر).
ثم قال ـ رحمه الله ـ تعالى ـ:( فهذا التعريف، جمع اركان، اوعناصرالقرءانية، التي باختلالها كلها، اوبعضها لاتتحقق حقيقة القرءانية، ولايكون القرءان قرءانا، الا وهي: اولا، كونه لفظا، أي كلاما، ثانيا، كونه عربيا، ثالثا، كونه منزلا على سيدنا محمد ـ صلى الله عليه وسلم ـ ، رابعا، كونه نقل الينا بالتواتر، خامسا، كونه وحيا، سادسا، كونه مقصودا به الاعجاز.
... والله اعلم... والى ان نلتقي ـ ان شاء الله ـ تعالى ـ مع مجلس شرح عناصر القراءانية، استودعكم الله، الذي لاتضيع عنده الودائع.
والحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحابته، ومن والاه.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

الأربعاء، 24 أبريل 2013

الشك في سجود مجهول محله حال القيام للركعة الثالثة


بسم الله الرحمان الرحيم
والصلاة والسلام على المبعوث رحمة للعالمين

فقه الصلاة على المذهب المالكي
أمثلة للشك المتوقع في الفرض المجهول المحل في غير الركعة الأخيرة

2/ الشك في سجود مجهول محله حال القيام للركعة الثالثة:
        فإذا ما حصل  الشك، ونحوه، في السجدة المجهول محلها حال القيام للركعة الثالثة، وجب ـ أيضا ـ على الشاك إماما كان أو فذا، وكان غير مستنكح، أن يسجدها مباشرة  من قيامه هذا، بعد الجلوس لها أولا، ولو كان قد جلس قبل القيام، وذلك لاحتمال أن تكون هذه السجدة من الركعة الثانية، التي لم يفت بعد محل تدارك إصلاحها، إلا أنه لا يعيد دعاء التشهد بعد سجودها، لانقلابها ركعة أولى بدلا عن الركعة الأصلية الملغاة بسبب فوات محل تدارك إصلاحها، ثم يأتي بركعة يقرأ فيها الفاتحة وسورة إن سرا فسرا، وإن جهرا فجهرا، ثم يجلس بعدها لدعاء التشهد باعتبارها ركعة ثانية، ثم يتم الصلاة التي هو فيها على صفتها المعلومة.
      وكذلك العمل لو كان السجود المجهول محله سجدتين، إلا أنه عند الإتيان بهما لا يجلس قبلهما، بل ينحط لهما من قيام مباشرة، ثم بعد السلام من الصلاة يسجد سجدتي السهو، إن لم يكن معه نقص سنة ولو خفيفة، وإلا فقبله.
      وأما إذا تيقن سلامة الركعة الثانية، ألغى الركعة الأولى، وجعل الركعة التي هو قائم لها ثانية ركعات الصلاة التي هو فيها، وأتم صلاته على صفتها المعهودة، ثم بعد الفراغ منها يسجد سجدتي السهو بعد السلام، إن لم يكن معه نقص سنة ولو خفيفة، وإلا فقبله.
      وأما المستنكح، فإنه غير مطالب بهذا أصلا، وإن استحب له أن يسجد سجدتي السهو بعد السلام، ترغيما للشيطان.
... والله اعلم، والحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على المبعوث رحمة للعالمين، وعلى آله، وصحبه، ومن والاه.
... يتبع ان شاء الله ـ تعالى ـ
ــــــــــــــــــــــــــــ