الأحد، 22 مايو 2016

بسم الله الرحمان الرحيم
والصلاة والسلام على المبعوث رحمة للعالمين

من خصائص الخطبة الجمعية
على المذهب المالكي
الخاصية الرابعــــــــة

أنهــا خطبتـــان: لما رواه الإمام البخاري في صحيحه عن ابن عمرـ رضي الله عنهمـا ـ أنه قال:" كان النبي صلى الله عليه وسلم يخطب قائما ثم يقعد ثم يقوم كما تفعلون الآن. "
وعنه رضي الله عنه ـ فيما رواه الإمام مسلم في صحيحه ـ أنه قال: "كان رسول الله صلى الله عليه وسلم, يخطب يوم الجمعة قائما ثم يجلس ثم يقوم" قال: " كما تفعلون اليوم".
وله أيضا عن جابر بن سمرة ـ رضي الله عنه ـ قال:" كانت للنبي صلى الله عليه وسلم خطبتان يجلس بينهما يقرأ القرآن ويذكر الناس"
وفي هذا الحديث, قال الإمام النووي: " فيه دليل على أن الجمعة لا تصح إلا بخطبتين, وقال القاضي: " ذهب عامة العلماء إلى اشتراط الخطبتين لصحة الجمعة " إهـ.
وقال ابن أبي زيد القيرواني في متنه:" والخطبة فيها واجبة قبل الصلاة " و- ألــ - فــــي قوله " والخطبة " للجنس, فلا ينافي أنه لا بد من خطبتين يجلس بينهما, كما قال الشارح الشيخ أحمد بن غنيم بن سالم بن مهنا النفراوي المالكي, صاحب الفواكه الدواني على رسالة ابن أبي زيد القيرواني.
وجاء في التاج والإكليل لمختصر متن خليل, للمواق: " قول خليل: شرط الجمعة وقوع كلها بالخطبة وقت الظهر" قال ابن عرفه: " الخطبتان فرض, لقول ابن القاسم: إذا لم يخطب في الثانية ما له بال, أعادوا" قال ابن يونس:" لأن الخطبة بدل من الركعتين, فلما كانـــت الركعتان فرض, فكذلك ما هو بدل منهما."
ثم قال ابن عرفه: " والمعروف على وجوبهما شرطيتهما, ومعنى الشرط, ما لا يـوجد المشروط بدونه, وقد يوجد الشرط دون المشروط كالصلاة لا توجد بدون طهارة, والطهارة توجد بدون الصلاة " فالطهارة شرط في الصلاة"
وقال الإمام أبو حامد الغزالي في الإحياء: " الشرط السادس- الخطبتان, فهما فرض."
     وبناء على ما تقدم, إن خطب الإمام واحدة وصلى, أعاد الجمعة بعد الإتيان بخطبة ثانية مما تسميه العرب خطبة, إذا لم يطل الفصل بين الخطبتين, وذلك لاشتراط وصل بعضهما ببعض, فإن لم يطل الفصل بأن كان يسيرا, فمغتفر, ومنه الفصل بين الخطبتيـن بالصـلاة, وهذا هو المشهور في مذهبنا. ... والله اعلم.
... يتبع ان شاء الله ـ تعالى ـ ... والحمد لله رب العالمين، والصلاة، والسلام، على سيدي، وقائدي، وقرةعيني، وشفيعي، محمد رسول الله، وعلى آله، واصحابه، ومن والاه.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ