الاثنين، 17 أكتوبر 2011

الضابط الثاني: الشك في تكبيرة الإحرام:


بسم الله الرحمان الرحيم
والصلاة والسلام على المبعوث رحمة للعالمين
فقه الصلاة على المذهب المالكي
الضوابط الفقهيّة للشكّ في فرائض الصلاة

الضابط الثاني: الشك في تكبيرة الإحرام:
          وأما من شك في تكبيرة الإحرام، أو ظن، أو توهم، وكان غير مستنكح، ألغى ما فعل من صلاته، وكبّر للإحرام من جديد، وأعاد الصلاة التي دخلها بتكبيرة إحرام، طرأ عليها ما أفسد عليه يقينه الذي لا تبرأ ذمته إلا به، و ذلك على النحو التالي :
أـ بالنسبة للإمام:
          إذا شك الإمام، في تكبيرة الإحرام، أو ظنّ أو توهم، فعلى قول الإمام سحنون ـ رحمه الله تعالى ـ "يمضي في صلاته، ثم إذا سلم       سأل المأمومين، هل كبّر تكبيرة الإحرام، أم لم يكبر، فإن قالوا له، أحرمت، أخذ بقولهم، وصحت صلاة الجميع، وإن قالوا له، لم تحرم، أو شكوا هم ـ أيضا ـ في تكبيرة الإحرام، بطلت عليهم جميعا، وأعادها بهم".
          وقال غيره: "يقطع الصلاة حين طروء الشك عليه مباشرة، ويعيدها بهم".
          وثالث الأقوال في المسألة، هو: "أنه إن كان قبل الركوع قطع صلاته وأعادها بهم بعد أن يكبّر للإحرام، وإن ركع تمادى، فإذا سلم أعادها بهم".
          إلاّ أن القول الأول هو عندي أريح للنفس، والله أعلم.
ب ـ بالنسبة للمأموم:
          وأمّا بالنسبة للمأموم، فإنّه إذا شك، أو ظنّ، أو توهم في تكبيره للإحرام قبل أن يركع، قطع بسلام، وكبّر للإحرام، وتبع إمامه فيما بقي من الصلاة، ثم قضى  ما فاته بعد سلام إمامه.
          وأمّا إن حصل له الشك في تكبيرة الإحرام، بعد أن ركع وكبّر للركوع، واصل صلاته مع إمامه، فإذا سلم الإمام أعادها بعد سلامه، على المشهور من المذهب.
          فإن كبّر للركوع ونوى بها الإحرام، أجزأه ذلك التكبير.
وأمّا إذا حصل له الشك في تكبيرة الإحرام، أثناء صلاة الجمعة، فقد قال ابن القاسم، في المجموعة: "يتمّها، ويعيدها ظهرا".
ج ـ بالنسبة للفذّ:
          وأمّا الفذّ، فإنّه إذا شكّ، هل كبر تكبيرة الإحرام أو لم يكبر، قبل الركوع، وكذا لو ظنّ، أو توهم، وجب عليه أن يقطع عما هو فيه بغير سلام، ثم يكبر للإحرام، ويستأنف القراءة من جديد.
          فإذا حصل له الشك أو شبهه، بعد الركوع، فقد قال ابن القاسم : "يقطع بسلام، ويبتدئ صلاته".
          وأمّا المستنكح، فحكمه في كل ما تقدم ذكره، وجوب البناء على التمام، بل وفي جميع صور الشك، وما شابهه، إذ لا عبرة بشكه، أو ظنه، أو وهمه. إلا أنه يستحب له أن يسجد سجدتي السهو بعد السلام، ترغيما للشيطان.
والله أعلم، والحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على المبعوث رحمة للعالمين وعلى وآله، وصحبه، ومن والاه.
...يتبع ان شاء الله ـ تعالى ـ
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق