بسم الله الرحمان الرحيم
والصلاة والسلام على المبعوث رحمة للعالمين
فقه الحيض والنفاس على المذهب المالكي
الاستحــاضـة
(أ) استمرار الدم المميّز في السيلان: فإن استمر هذا الدم في السيلان، وهو على صفته التي ميزته به المستحاضة، استظهرت على أكثر أيّام عادتها، بثلاثة أيام، ما لم تتجاوز أقصى مدة الحيض، الخمسة عشر يوما، ثم هي مستحاضة، يجب عليها ما يجب على الطاهرات من غسل وصلاة وصيام ونحو ذلك من الواجبات.
(ب) توقف الدم المميّز عن السيلان: وأما إذا لم يستمر في السيلان، هذا الدم المميز بإحدى علامات دم الحيض، وعاد لصفته التي كان عليها، قبل التغير، اقتصرت المستحاضة على أكثر أيام عادتها فقط، دونما استظهار، ثم هي بعد ذلك طاهر، كغيرها من الطاهرات، إذ لا فائدة ترجى من الاستظهار، وقد غلب على ظنها استمرار سيلان الدم على تلك الصفة.
(ج) استمرار دم الاستحـاضة في السيلان: فإن لم يتغير دم الاستحاضة أصلا، ولم يتميز بأية علامة من علامات دم الحيض، بقيت المستحاضة على حالها، طاهرا، ولو مكثت طول عمرها، بيد أنها بالنسبة للعدّة و الاستبراء تعتدّ عدّة المرتابة، بسنة بيضاء.
(د) تغيّر دم الاستحـاضة قبل تمـام مدّة الطهـر: وكذالك، هي مستحاضة، لو تغير دم استحاضتها، وميزته بإحدى علامات دم الحيض، قبل تمام مدة طهرها، المحدّدة بخمسة عشر يوما، وإن بساعة، إذ لا عبرة بهذا التمييز، وذاك التغيّر الحاصل في دم الاستحاضة قبل انقضاء أقصى مدّة الطهر.
(هـ) انقطاع دم الاستحاضة: لا غسل على المستحاضة، إذا انقطع دم استحاضتها، إذ غسلها عند الحكم عليها بالاستحاضة يكفي، وذلك على قول ابن شاس، والذي رجع إليه الإمام مالك ـ رحمه الله ـ هو استحباب الغسل.
والله اعلم ، والحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على المبعوث رحمة للعالمين وعلى وآله، وصحبه، ومن والاه.
...يتبع، ـ ان شاء الله تعالى ـ
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق