الأربعاء، 14 يوليو 2010

مؤانسات وعظية، المجلس الثالث:شعبان شهرالرسول ـ عليه السلام ـ



شعبان شهر الرسول ـ عليه السلام ـ
بسم الله الرحمان الرحيم
الحمد لله رب العالمين
والصلاة والسلام على المبعوث رحمة للعالمين

يا رب، صل على الحبيب محمد
واجعله شافعنا بفضلك في غـد
فلقد عرفتك ربي منعما متفضلا


ولذا دعوتك فاستجب لي سيدي




فاللهم ارزقنا لذة النظر إلى وجهك الكريم، ومتعة الشوق إلى لقائك، والقرب من مجلس حبيبك محمد ـ صلى الله عليه وسلم ـ
ـ منزلة محمد ـ عليه السلام ـ عند الله، تعالى ـ
سبحانه، رفع منزلة نبيه ـ صلى الله عليه وسلم ـ وعظم شأنه، فقال ـ في الحديث القدسي الشريف ـ:(إذا ذكرت، ذكرت معي) وفي معنى هذا الحديث يقول ابن عطاء : أي، جعلت تمام الإيمان بذكري معك، وقال ـ أيضا ـ :أي : جعلتك ذكرا من ذكري ، فمن ذكرك ذكرني.
وقال قتادة:(رفع الله ذكره في الدنيا و الآخرة، فليس خطيب ولا متشهد، ولا صاحب صلاة، إلا يقول : (أشهد أن لا اله إلا الله، وأن محمدا رسول الله )... و قال جعفر بن محمد الصادق: (لا يذكرك أحد بالرسالة، إلا ذكرني بالربوبية )...
ومن ذكره معه ـ تعالى ـ أن قرن طاعته بطاعته ـ سبحانه ـ واسمه باسمه، إذ قال :( قُلْ أَطِيعُواْ اللّهَ وَالرَّسُولَ فإِن تَوَلَّوْاْ فَإِنَّ اللّهَ لاَ يُحِبُّ الْكَافِرِينَ{32}) ـ آل عمران...وقال عز من قائل: ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ آمِنُواْ بِاللّهِ وَرَسُولِهِ وَالْكِتَابِ الَّذِي نَزَّلَ عَلَى رَسُولِهِ وَالْكِتَابِ الَّذِيَ أَنزَلَ مِن قَبْلُ وَمَن يَكْفُرْ بِاللّهِ وَمَلاَئِكَتِهِ وَكُتُبِهِ وَرُسُلِهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ فَقَدْ ضَلَّ ضَلاَلاً بَعِيداً{136}) ـ النساء.
وفي هاتين الآيتين الكريمتين، يقول القاضي عياض، في، الشفاء:(فجمع ـ سبحانه ـ بينهما بواو العطف المشركة، ولا يجوز جمع هذا الكلام في غير حقه ـ عليه السلام ـ.
و إذن ...فلا غرو أن تكون صلاتنا عليه، شفاعة لنا يوم القيامة، كما أخبرنا هو بنفسه ـ صلى الله عليه وسلم ـ إذ قال:(زينوا مجالسكم بالصلاة علي، فان صلاتكم علي، نور لكم يوم القيامة )
ـ شعبان ، شهر الرسول ـ عليه السلام ـ:
وفي شهر شعبان يقول يحيى بن معاذ ـ رحمه الله، تعالى ـ:(شعبان خمسة أحرف، يعطى بكل حرف للمؤمنين عطية، بالشين شفاعة، وبالعين العزة، وبالباء البر، وبالألف الألفة، وبالنون النور).
هذا هو شهر شعبان: شفاعة، عزة، بر، ألفة، نور... إنه شعبان الخير والبركات ... شعبان العطيات الإلهية ...شعبان الفيوضات، والنفحات ، والتجليات الربانية...
ولكن، ما كان لشهر شعبان أن تكون له مثل هذه المنزلة ...وهذا التفضيل ... لو لم يكن شهر الحبيب محمد ـ صلى الله عليه وسلم ـ لقوله ـ عليه السلام ـ: ( رجب شهر الله، وشعبان شهري، ورمضان شهر أمتي ).
بل، ولأنه في لحظة من لحظاته المباركة، وفي ساعة من ساعاته الخيرة...تجلت فيها نفحات الرحمان...وأشرقت أنوار الجلال...وفاح الكون برائحة الجنان..وسبحت الكائنات بحمد خالقها الرحمان ... ودوى في سمع الزمان، النشيد الأزلي ... (الله اكبر كبيرا ... والحمد لله كثيرا ...وسبحان الله العظيم بكرة و أصيلا.لا الاه إلا الله ...محمد رسول الله )...
ـ الله ... ما الذي حدث...؟
ـ تقول وكالات الأنباء الإسلامية، التي تبث برامجها عبر إذاعات أسباب النزول...(أن الله ـ تبارك وتعالى ـ قد أنعم في هذا الشهر المبارك على رسوله، محمد ـ صلى الله عليه وسلم ـ بالإخبار عن شرف المكانة...ورفعة المقام...)
... وهاهو أمين وحي السماء، جبريل ـ عليه السلام ـ يشق السبع الطباق...ويتخطى صفوف الملائكة المتراصة بين الأرض والسماء...في طريقه إلى صاحب الرسالة العصماء، المبعوث رحمة للعالمين ... محمد ـ صلى الله عليه وسلم ـ مبشرا... تاليا:( إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيماً {56}) ـ الأحزاب .
الله ... ما هذا التشريف... وما هذا التكريم...
الله ـ جل جلاله ـ هو بذاته العلية يصلي على نبيه محمد ـ صلى الله عليه وسلم ـ الله، القاهر فوق عباده ...يصلي على رسوله محمد ـ عليه الصلاة والسلام ـ
أية منزلة ـ بربكم بعد هذه المنزلة ... وأي تكريم بعد هذا التكريم ...
ـ تشريف آدم ـ عليه السلام ـ:
إن آدم عليه السلام ـ الذي اسجد الله ـ تعالى ـ له الملائكة، تحية وتكريما ...لم يبلغ هذه المنزلة... ولم يحظ بهذا المقام، وإنما أكرمه الحق ـ تبارك وتعالى ـ بشرف سجود ملائكته الأبرار له ...إذ أمرهم قائلا:( وَإِذْ قُلْنَا لِلْمَلاَئِكَةِ اسْجُدُواْ لآدَمَ فَسَجَدُواْ إِلاَّ إِبْلِيسَ أَبَى وَاسْتَكْبَرَ وَكَانَ مِنَ الْكَافِرِينَ{34}) ـ البقرة...وقال ـ عز من قائل ـ:(ا ِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلَائِكَةِ إِنِّي خَالِقٌ بَشَراً مِن طِينٍ{71} فَإِذَا سَوَّيْتُهُ وَنَفَخْتُ فِيهِ مِن رُّوحِي فَقَعُوا لَهُ سَاجِدِينَ{72} فَسَجَدَ الْمَلَائِكَةُ كُلُّهُمْ أَجْمَعُونَ{73} إِلَّا إِبْلِيسَ اسْتَكْبَرَ وَكَانَ مِنْ الْكَافِرِينَ{74}) ـ ص، وأما نبينا محمد ـ صلى الله عليه وسلم ـ فالله ـ سبحانه ـ وهو في عليائه ... يصلي عليه... وكذا ملائكته الأطهار...
...وانه ـ لأعظم تشريف ...بل ولأنعم به من تكريم...
ـ معنى الصلاة من الله ـ تعالى ـ :
ومعنى صلاة الله ـ تبارك وتعالى ـ على رسوله ـ صلى الله عليه وسلم ـ: أي، رحمته ... وثناؤه ...وبركته... كما هو مذهب أهل الحق ...أي:إنه ـ تعالى ـ يثني على النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ عند ملائتكه المقربين...
ـ معنى صلاة الملائكة ـ عليهم السلام ـ:
وأما معنى صلاة الملائكة على رسول الله محمد ـ صلى الله عليه وسلم ـ فاستغفار...وثناء... ودعاء...
ـ الصلاة دائمة ومستمرة :
وإنها الصلاة دائمة...مستمرة...ورحمة متجددة...واستغفار متواصل..دونما انقطاع، أو فتور...ولذلك جاءت صيغة الصلاة في الآيـة الكريمة بصيغة المضارع الذي يفيد التجدد، والاستمرار دونما انقطاع، أو فتور...
(إن الله وملائكته يصلون على النبي....)الآية... هكذا بصيغة المضارع.
ـ الدعوة إلى الاقتداء :
...وفي الآية ـ أيضا ـ دعوة...ونداء...وحث على الاقتداء...(إن الله وملائكته يصلون على النبي يا أيها الذين آمنوا صلوا عليه وسلموا تسليما)
ـ معنى صلاة المؤمنين على النبي ـ عليه السلام ـ
والصلاة على النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ إخوة ـ الإيمان ـ من المؤمنين، دعاء... أي: قولوا اللهم صل على محمد وسلم... صدَّقوا الله ورسوله واعملوا بشرعه... صلُّوا على رسول لله, وسلِّموا تسليمًا, تحية... وتعظيمًا له...وتشريفا...
ـ سؤال الشراكة في الخير:
أحبتي في الله ، ولما نزلت هذه الآية الكريمة :(إن الله وملائكته يصلون على النبي يا أيها الذين آمنوا صلوا عليه وسلموا تسليما) قال أبو بكر الصديق ـ رضي الله عنه ـ:(يا رسول الله ما أنزل الله عليك خيرا إلا اشركناك فيه )...
وعلم الذي يعلم خائنة الأعين وما تخفيه الصدور، غرض الصديق ـ رضي الله تعالى عنه ـ وأمانيه ... فينزل قرءانا يشفي به صدره ... وصدور الذين أحبوا الله ـ تعالى ـ وأحبوا رسوله ـ صلى الله عليه وسلم ـ يقول فيه :( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اذْكُرُوا اللَّهَ ذِكْراً كَثِيراً{41} وَسَبِّحُوهُ بُكْرَةً وَأَصِيلاً{42} هُوَ الَّذِي يُصَلِّي عَلَيْكُمْ وَمَلَائِكَتُهُ لِيُخْرِجَكُم مِّنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ وَكَانَ بِالْمُؤْمِنِينَ رَحِيماً{43} تَحِيَّتُهُمْ يَوْمَ يَلْقَوْنَهُ سَلَامٌ وَأَعَدَّ لَهُمْ أَجْراً كَرِيماً{44}) ـ الأحزاب
ـ الرسول ـ عليه السلام ـ وسيلة كل خير:
وهكذا ... وبنزول هذه الآية الشريفة، يزيده ربه ـ سبحانه ـ فيجعله ـ صلى الله عليه وسلم ـ سبب كل خير... ووسيلة كل بر، وبركة...وفي هذا يقول ابن عوف ـ رضي الله عنه ـ:(جئت رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ وقد خرج فأتبعته، فدخل حائطا من حيطان الأشراف، فصلى فسجد، فأطال السجود، فبكيت وقلت، قبض الله روحه)...ويمضي ابن عوف ـ رضي الله عنه ـ قائلا :(فرفع رأسه، فقال:(مالك.؟) فقلت: يا رسول الله، أطلت السجود، فقلت، قبض الله روح رسوله، لا أراه أبدا، قال:(سجدت شكرا لربي فيما أبلاني في أمتي، من صلى علي صلاة، من أمتي، كتب الله له بها عشر حسنات، ومحا عنه عشر سيئات، فسجدت لله شكرا)
وهاهو ـ صلى الله عليه وسلم ـ يخرج على أصحابه ذات يوم والبشرى ترى في وجهه الشريف، فيسألونه ـ رضي الله عنهم ـ:(يا رسول الله، إنا لنرى البشرى في وجهك .؟) فيقول ـ صلى الله عليه وسلم ـ :(أتاني الملك، فقال: يا محمد، أما ترضى ما أحد من أمتك صلى عليك، إلا صليت عليه عشر صلوات، ولا سلم عليك أحد من أمتك إلا رددت عليه عشر مرات)
ـ صيغة الصلاة، على النبي ـ عليه السلام ـ:
ورجاء الفوز بخير الصلاة والسلام، على الرسول الكريم ـ صلى الله عليه وسلم ـ يسأل الصحابي الجليل، بشر بن سعد ـ رضي الله عنه ـ:(كيف نصلي عليك يا رسول الله .؟) فيقول له ـ صلوات ربي وسلامه عليه ـ :(قولوا، اللهم صل على محمد وعلى آل محمد، كما صليت على إبراهيم، وبارك على محمد، كما باركت على آل إبراهيم في العالمين، انك حميد مجيد، والسلام كما علمتم)
*(والسلام كما علمتم) : أي، الذي تقولونه في صلواتكم، حال التشهد:(السلام عليك أيها النبي ورحمة الله وبركاته....)
هذا، وللصلاة على النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ صيغ أخرى يمكن الرجوع إليها في مضانها.
ـ الصلاة على النبي ـ عليه السلام ـ تذهب الهم:
وما إن سمع أبي بن كعب ـ رضي الله عنه ـ بهذه الصيغة المباركة للصلاة والسلام، على حبيب القلوب محمد ـ صلى عليه وسلم ـ حتى اهتز فرحا، وقال بلسان صدوق:(يا رسول الله، أكثر الصلاة عليك، فكم أجعل لك منها ؟)
فيقول له الرسول ـ صلى الله عليه وسلم ـ : (ما شئت )
فيقول أبي ـ رضي الله عنه ـ :(الربع)
فيقول ـ عليه السلام ـ :(ما شئت، وان زدت فهو خير لك )
فيقول ـ رضي الله عنه ـ :(النصف)
فيقول له :(ما شئت، وإن زدت فهو خير لك)
فيقول أبي بن كعب ـ رضي الله عنه ـ :(يا رسول الله، أجعلها كلها لك)
فيقول الرسول ـ صلى الله عليه وسلم ـ :(إذن، تكفى همك، ويغفر لك ذنبك )
فيالها من نعمة...الصلاة على رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ تذهب الهم ... وتفرج الكرب... وتزيل الغم ...وتغفر الذنب...لا الاه إلا الله، محمد رسول، الصلاة والسلام عليك يا رسول الله .
ـ لطيفة وعظية:
ومما يروى من اللطائف:(أن شخصا أجبره القاضي على دفع ما تخلد بذمته لأحد الأشخاص، ولأنه كان معدما... عاجزا عن تسديد الدين الذي عليه، أمر القاضي بسجنه، أو إحضار ضامن ...
ولما لم يجد المسكين ضامنا، سيق إلى السجن، وفي أثناء الطريق تذكر، فطلب من السجان أن يعود به إلى القاضي ...وحين وقف بين يديه، أخبره قائلا:(إني وجدت ضامنا) فقال له القاضي :
(فمن ذا يكون، يا ترى.؟) فقال له المسكين :(النبي محمد ـ صلى الله عليه وسلم ـ).
وكانت المفاجأة...فأطرق القاضي يفكر... ويفكر، ثم قال: (نعم لهو أعظم كفيل... وأصدق ضامن. ..) ثم سأله:(لكم من يوم؟)، فقال: (لثلاثة أيام).........وأطلق القاضي سراحه .
وفي تلك الليلة، رأى المسكين رسول الله صلى الله عليه وسلم ـ في منامه، فقال له: (لقد ضمنت فيك، اذهب إلى فلان وقل له يقضي عنك دينك، و إذا لم يصدقك، فقل له، رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ يقول لك علامة صدقي، أنك تصلي علي كل ليلة مائة مرة قبل نومك)...
وذهب المدين إلى من أمره الرسول ـ صلى الله عليه وسلم ـ فحدثه ... وبعد أن سمع حديثه، فرح فرحا شديدا...فرح ببلوغ صلاته على الرسول ـ صلى الله عليه وسلم ـ ووصولها إليه ...وانطلق الرجل مع المدين إلى القاضي، وسلمه المال المطلوب...لكن الدائن لما علم حقيقة الأمر، تنازل عن حقه فيه ...أما صاحب المال فأقسم أن لا يسترجعه... فكبر القاضي، وكبر الحاضرون ... وقضى بالمال للمدين ).
وصدق رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ إذ قال لأبي بن كعب:(إذن تكفى همك، ويغفر لك ذنبك ).
ـ الله ـ تعالى ـ يؤمن :
وليس هذا فقط، بل هاهو أحد صحابة رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ يسأل، فيقول:(يا رسول الله، أرأيت قول الله ـ تعالى ـ:(إن الله وملائكته يصلون على النبي .....) الآية، فقال ـ صلى الله عليه وسلم ـ: (هذا من العلم المكنون، ولولا أنكم سألتموني عنه ما أخبرتكم به، إن الله وكل بي ملكين فلا أذكر عند عبد مسلم فيصلي علي إلا قالا ذانك الملكان :غفر الله لك، وقال الله ـ تعالى ـ وملائكته، جوابا لذينك الملكين: آمين )
ـ مبلغو الصلاة والسلام :
هذا، ولتبليغ، و إيصال صلاة، وسلام المؤمنين، لرسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ ملائكة كرام، برر، أخبر عنهم ـ عليه السلام ـ قائلا: ( إن لله ملائكة سياحين في الأرض، يبلغوني عن أمتي السلام ).
ـ أنت وجهدك:
وإذن، فأكثرـ أخي في الله ـ من الصلاة والسلام على حبيب القلوب ـ صلى الله عليه وسلم ـ و املأ فراغك بشذى عطرها، وزين مجلسك بنورها، لتكون من المقربين لحبيبك محمد ـ صلى الله عليه وسلم ـ فهاهو ـ عليه السلام ـ يحثنا مرغبا فيقول:( من صلى علي، صلت عليه الملائكة، فليقل من ذلك، أو ليكثر).
ـ هدية المجلس : (الصيام في شهر شعبان )
تقول، أم المؤمنين، السيدة عائشة ـ رضي الله عنها ـ:(كان رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ يصوم حتى نقول لا يفطر، ويفطر حتى نقول لا يصوم، وما رأيته استكمل صيام شهر قط، إلا رمضان وما رأيته أكثر صوما منه في شعبان).
وكفى بهذا دليلا على استحباب الصوم في شهر شعبان، وأنه أفضل من صيام سواه، في مذهبنا المالكي .
هذا، وقد رجح طائفة من العلماء، منهم ابن المبارك، وغيره، أن النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ لم يستكمل صيام شعبان، وإنما كان يصوم أكثره.
ـ مراجع المجلس :
القرءان الكريم ـ تفسير التحرير والتنوير، لمحمد الطاهر بن عاشورـ مختصر تفسير ابن كثير، للصابوني ـ تفسير الجلالين ـ تفسير الخازن ـ لباب النقول في أسباب النزول، للسيوطي ـ فتح الباري، شرح صحيح البخاري، للعسقلاني ـ صحيح مسلم، بشرح النووي ـ تنوير الحوالك، شرح موطأ الإمام مالك، للسيوطي ـ المستدرك على الصحيحين، للحاكم ـ سنن ابن ماجه ـ كتاب الشفاء، للقاضي عياض ـ رياض الصالحين، للنووي ـ تنبيه الغافلين، للنيسابوري ـ لطائف المعارف فيما لمواسم العام من الوظائف ، لزين الدين الحنبلي ـ مواهب الجليل، للحطاب ـ بلغة السالك، لأقرب المسالك، للصاوي ـ الفقه على المذاهب الأربعة، لعبد الرحمان الجزيري........
ـ ملاحظة :
حديث :( شعبان شهر الرسول ـ صلى الله عليه وسلم ـ....) السابق ذكره ، حيث ضعيف يمكن الرجوع إليه في المجلس الثاني.
فاللهم، ارزقنا حبك وحب حبيبك محمد ـ صلى الله عليه وسلم ـ وتقبل صيامنا وقيامنا، ولا تؤاخذنا إن نسينا أو أخطأنا، والحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وأصحابه، ومن والاه.


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق