الأحد، 21 فبراير 2016

بسم الله الرحمان الرحيم
والصلاة والسلام على المبعوث رحمة للعالمين

من خصائص الخطبة الجمعية
على المذهب المالكي

الخاصية الثانيـــــة
أنها واجبـــــة: ووجوبها خصيصة انفردت بها دون سائر الخطب إطلاقا, ومنهـــــا الخطب الدينية كخطبتي العيدين والإستسقاء وغيرهما.
وكونها واجبة، أي أنها واجبة وجوب الفرائض, إذ لا تصح صلاة الجمعة إلا بعدها, لأمره تعالى بالسعي إليها وحضورها, حيث قال جل من قائل: {يا أيها الذين آمنوا إذا نــــــــودي للصلاة من يوم الجمعة فاسعوا إلى ذكر الله} وذكر الله كما مر، فسر بالخطبة، والآية كما يقول القرافي:" دلت على وجوب الخطبة" وقال الفاكهاني:"لا خلاف بين الأئمة فــــــــــي وجوب الخطبة" وهي عندنا شرط في صحة الجمعة.
وإنها لكذلك واجبة بسنة النبي صلى الله عليه وسلم , حيث لم ينقل عنه أنه صلى الله عليه وسلم صلى الجمعة بغير خطبة, فعن جابر بن سمرة ـ رضي الله عنه ـ فيما رواه الإمام مسلم, قال: كانت للنبي صلى الله عليه وسلم خطبتان يجلــــس بينهما, يقرأ القرآن ويذكر الناس"
يقول الإمام النووي في هذا الحديث الشريف: " فيه أن الجمعة لا تصح إلا بخطبتين, قــــال القاضي: ذهب عامة العلماء إلى اشتراط الخطبتين لصحة الجمعة"
وعلى هذا جرى عمل الخلفاء من بعده ـ صلى الله عليه وسلم ـ وعمل التابعين،  وأتباعهم, وأجمعت الأمة على ذلك.
وبناء على هذا, فانه لو صليت الجمعة بغير خطبة, كانت الصلاة باطلة ووجبت إعادتها بعد خطبة أن اتسع الوقت, وإلا صليت ظهرا فرادى آخر الوقت المختار.
وأما إن صليت الجمعة قبل الخطبة - لجهل الإمام ـ مثلا - ثم خطب, أعيدت الصلاة فقط , على ما قال الإمام مالك في المدونة, وهو مقتضى الآية الكريمة: {فإذا قضيت الصلاة فانتشروا في الأرضِ} فالفــــاء للترتيب والتعقيب, وهو- أيضا - مقتضى فعله عليه الصلاة والسلام, وفعل الخلفاء والتابعين رضي الله عنهم أجمعين.
  هذا, وأقل الخطبة, ما يسمى خطبة عند العرب, وقيل: أقلها حمد الله تعالى، والصلاة على سيدنا ـ محمد صلى الله عليه وسلم ـ وتحذير، وتبشير، وقرآن في الخطبة الأولى, واستحب في مذهبنا أن يختم الخطبة الثانية بـــ:" يغفر الله لي ولكم ولجميع المسلمين". وهذا هو الأصـوب عند ابن القاسم.
... والله اعلم... يتبع ان شاء الله ـ تعالى ـ ... والحمد لله رب العالمين، والصلاة، والسلام، على سيدي، وقائدي، وقرةعيني، وشفيعي، محمد رسول الله، وعلى آله، واصحابه، ومن والاه.

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق