الثلاثاء، 16 أغسطس 2011



مؤانسات وعظية، المجلس السادس:
من نفحات ليلةالقدرالمباركة
بسم الله الرحمان الرحيم
والصلاة والسلام على المبعوث رحمة للعالمين
يارب
ان ذنوبي في الورى عظمت
وليس لي من عمل في الحشرينجيني
ولقد أتيتك بالتوحيد يصحبه
حب النبـــي، وهذا القدر يكفينــــــــي
احباب محمد
هاهو ـ صلوات ربي وسلامه عليه ـ  يباهي بأمته، التي كرمها الله ـ تعالى ـ وخصها بليلة القدرالمباركة، فيقول:( ان الله وهب لأمتي ليلة القدر، ولم يعطها من كان قبلهم)، ولذلك دعوتكم لحضور مجلسنا هذا، لأتنسم واياكم شذى نفحاتها الزكية، ونتلمس الطريق الى أنوارها القدسية، فلعل الله ـ  جل جلاله ـ يتكرم علينا بموافقتها، ويغمرنا بعبيرلطائفها.
 قصة ليلة القدر:
ان لليلة القدرـ اخوة الايمان ـ قصة... ويالها من قصة... قصة رجل هام بأمته حبا... وهامت أمته به، عشقا... وهياما...
قصة قائد، لم يشهد التاريخ البشري، اطلاقا، قائدا... أعطف... وأحن... وأرحم، بشعبه منه.
انه رسول الله، محمد ـ صلى الله عليه وسلم ـ الذي قال عنه ربه ـ سبحانه ـ :{لَقَدْ جَاءكُمْ رَسُولٌ مِّنْ أَنفُسِكُمْ عَزِيزٌ عَلَيْهِ مَا عَنِتُّمْ حَرِيصٌ عَلَيْكُم بِالْمُؤْمِنِينَ رَؤُوفٌ رَّحِيمٌ } التوبة128
أوما سعمتموه ـ عليه الصلاة والسلام ـ وهو يحدث أصحابه ـ رضي الله عنهم ـ فيما رواه جلال الدين السيوطي، في كتابه، أسباب النزول، اذ قال: (ذكر لأصحابه أن أربعة من بني اسرائيل، عبدوا الله ثمانين سنة، ولم يعص أحد منهم ربه طرفة عين، فاستعظموا الأمر، وعجبوا أن فاتهم ذلك لقصر أعمارهم، فنزل جبريل ـ عليه السلام ـ وقال:( يامحمد، ان اصحابك عجبوا من عبادة هؤلاء، ثمانين سنة، لم يعصوه طرفة عين فيها، فقد أنزل الله خيرا من ذلك)، وقرأ ـ سورة القدرـ فسرالرسول ـ صلى الله عليه وسلم ـ وجميع أصحابه بذلك) اهـ
وروى الخازن ـ رحمه الله ـ تعالى ـ في تفسيره، أن ابن عباس ـ رضي الله عنهما ـ قال:(ذكرلرسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ رجل من بني اسرائيل، حمل السلاح على عاتقه في سبيل الله، ألف شهر، فعجب رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ لذك، وتمنى ذلك لأمته، فقال:(يارب، جعلت أمتي أقصر الأمم أعمارا، وأقلها أعمالا) ، فأعطاه الله ـ تبارك وتعالى ـ  ليلة القدر، فقال ـ سبحانه ـ: {لَيْلَةُ الْقَدْرِ خَيْرٌ مِّنْ أَلْفِ شَهْرٍ }القدر3، التي حمل فيها الاسرائلي السلاح في سبيل الله، لك ولأمتك، الى يوم القيامة) اهـ.
وجاء في موطأ الامام مالك ـ عليه سحائب الرحمة ـ قال:(حدثني زياد عن مالك: أنه سمع من يثق به من أهل العلم، يقول: ان رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ أري أعمار الناس قبله، أو ماشاء الله من ذلك، فكأنه تقاصرأعمار أمته أن لايبلغوا من العمل مثل الذي بلغ غيرهم في طول العمر، فأعطاه الله، ليلة القدر خيرمن ألف شهر) اهـ.
 الحب العظيم:
انه الحب الأعظم... والشفقة التي لاشفقة بعدها...
ذاك هوقلب محمد ـ صلى الله عليه وسلم ـ  نبع الرحمة الفياض...  ومورد السالكين في طريق رب العالمين.
( لقد سمعته ـ صلى الله عليه وسلم ـ أم المؤمني، السيدة عائسة ـ رضي الله عنها ـ يدعو، وهوساجد بين يدي ربه: ( يارب أمتي) ، فلما قضى صلاته، سألته ـ رضي الله عنها ـ : ( أتقول يارب أمتي وأنت في الدنيا.؟) ، فقال لها ـ صلى الله عليه وسلم ـ :(دعيني ياعائشة أقول يارب أمتي في حياتي، فاذا دخلت قبري قلت يارب أمتي، فاذا نفخ في الصورقلت يارب أمتي).
ثم هاهو ـ صلى الله عليه وسلم ـ حين جاوز سدرة المنتهى، ووقف في مقام المناجاة، قال: (ربي، اني لاأسألك فاطمة ابنتي، ولاخديجة زوجتي، ولاصفية عمتي، ولاالعباس عمي، ولكن أسألك أمتي، أمتي).
هذا هومحمد ـ صلى الله عليه وسلم ـ الرحمة المهداة... والنعمة  المسداة... لكافة خلق الله ـ سبحانه ـ القائل: {وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِّلْعَالَمِينَ} ـ الأنبياء107
ـ منزلة ليلة القدر:
واما عن منزلة ليلة القدرالمباركة فيكفها  منزلة، وتشريفا، ان انزل الله ـ تبارك وتعالى ـ في شأنها سورة كاملة، سميت باسمها، تتلى الى يوم القيامة، حيث قال ـ تعالى ـ :
بسم الله الرحمان الرحيم
إِنَّا أَنزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ{1} وَمَا أَدْرَاكَ مَا لَيْلَةُ الْقَدْرِ{2} لَيْلَةُ الْقَدْرِ خَيْرٌ مِّنْ أَلْفِ شَهْرٍ{3} تَنَزَّلُ الْمَلَائِكَةُ وَالرُّوحُ فِيهَا بِإِذْنِ رَبِّهِم مِّن كُلِّ أَمْرٍ{4} سَلَامٌ هِيَ حَتَّى مَطْلَعِ الْفَجْرِ{5}
معنى القــدر:
والقدر، وان ورد في القرءان الكريم بعدة معان، الا انه، كما قال علماء الامة، جاء في هذه السورة، بمعنى، المنزلة، والشرف، وذلك من قولهم: فلان ذو قدر.
ومرجع قدرهذه اللية المباركة، يرجع ـ كما قيل ـ : الى نزول القرءان الكريم ليلتها، جملة، من اللوح المحفوظ الى بيت العزة، من سماء الدنيا، والتي نزل منها، بعدذلك، منجما على رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ على مدى ثلاث وعشرين سنة، وفي هذا يقول ابن عباس ـ رضي الله عنهما ـ:(انزل الله القرءان جملة واحدة من اللوح المحفوظ الى بيت العزة من السماء الدنيا، ثم نزل مفصلا بحسب الوقائع في ثلاث وعشرين سنة، على رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ)
وقال غيرواحد: ان مرجع قدرها، يعود الى ان فاعل الطاعات فيها، يصير ذا شرف، وقدر.
وقيل: ان الطاعات نفسها، لها في تلك الليلة، قدر زائد، وشرف زائد.
وقال الامام النووي: ( سميت ليلة القدر، لعظم قدرها، وشرفها)، وقال ـ ايضا ـ :( قال العلماء: وسميت ليلة القدر، لما يكتب فيها للملائكة، من الاقدار، والارزاق، والآجال، التي تكون في تلك السنة، كقوله ـ تعالى ـ:(يفرق فيها كل امرحكيم)، وقوله ـ تعالى ـ:( تنزل الملائكة والروح فيها باذن ربهم من كل امر)، ومعناه، يظهر الله للملائكة ماسيكون فيها، ويأمرهم بفعل ماهو من وظيفتهم، وكل ذلك مما سبق علم الله ـ تعالى ـ به وتقديره له) اهـ .
واما ابوبكرالوراق ـ رحمه الله ـ تعالى ـ  فقد قال:(سميت ليلة القدر، لأنه: نزل فيها كتاب ذوقدر، على لسان ملك ذي قدر، وعلى رسول ذي قدر، وعلى امة ذات قدر)
هذا، وقد وصفها الحق ـ تبارك وتعالى ـ في سورة الدخان، بالليلة المباركة، عند جمهورالعلماء، اذقال ـ سبحانه ـ: {حم{1} وَالْكِتَابِ الْمُبِينِ{2} إِنَّا أَنزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةٍ مُّبَارَكَةٍ إِنَّا كُنَّا مُنذِرِينَ{3} فِيهَا يُفْرَقُ كُلُّ أَمْرٍ حَكِيمٍ{4} أَمْراً مِّنْ عِندِنَا إِنَّا كُنَّا مُرْسِلِينَ{5} رَحْمَةً مِّن رَّبِّكَ إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ{6} رَبِّ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَمَا بَيْنَهُمَا إِن كُنتُم مُّوقِنِينَ{7}.
 زمن ليلة القدر:
وأما عن زمانها، فقد تواترالاحاديث الصحيحة، على أنها في شهررمضان، المعظم، وأنها في العشر ألأواخرمنه، وأنها في الوترمنها، ومن ذلك ماروي عن أبي هريرة ـ رضي الله عنه ـ أنه قال: قال رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ :(أريت لية القدر، فأيقظني بعض أهلي فنسيتها، فالتمسوها في العشرالأواخرمن رمضان)
وقال ـ صلى الله عليه وسلم ـ فيما روته، أم المؤمنين، السيدة عائشة ـ رضي الله عنها ـ:( اني أريت ليلة القدر، فأنسيتها، فالتمسوها في العشر الأواخر، في الوتر)
 موعد مع الاجتهاد في العبادة:
ولمنزلة ليلة القدر المباركة، وعظيم فضلها، خص رسول ـ صلى الله عليه وسلم ـ العشرالأواخر، من رمضان المعظم، بمزيد من الاجتهاد في العبادة... فتراه متبلا... ساجدا... ذاكرا... داعيا... متوسلا... شاكرا... وهو الرسول الذي غفرالله ـ تعالى ـ له ماتقدم من ذنبه وما تأخر... بل وانك لترى قدميه الشريفتين، وقد تفطرتا من شدة الوقوف مناجيا ربه ـ عزوجل ـ  متذللا... مستعطفا... رجاء فضل ليلة الخير، والبركة، التي غيبها الحق ـ سبحانه ـ بين هذه الليالي المباركة، عن جميع خلقه، كي يجتهد المؤمنون في طلبها، بكثرة العبادة، وان يتوفر العمال في جميع الليالي على الطاعة، وكثرة الادعية، ليوافقوها، كما كان دأب السلف الصالح.
وعندي ـ ايضا ـ ان من حكم اخفائها، هي : تقوية الروح المعنوية ، كي لايشعرالمؤمن بالملل، بعد اذ قضى عشرين يوما متعبدا بصيامه، محتسبا، وشحذ همته لاتمام هذه العبادة العظيمة، على الوجه الشرعي، المطلوب، ويخرج منها، كيوم ولدته امه، ظافرا، غانما.
وهاهي، السيدةعائشة، أم المؤمنين ـ رضي الله عنها ـ تتحدث عن اجتهاده ـ  صلى الله عليه وسلم ـ في هذه الليالي، فتقول:( كان رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ يجتهد في العشرالأواخرما لايجتهد في غيره)... وروي عنها ـ أيضا فيما رواه الامام البخاري ـ رحمه الله ـ أنها ـ رضي الله عنها ـ قالت:(كان رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ اذا دخل العشر، شد مئزره، وأحيا ليله، وأيقظ أهله)... وفي رواية لأنس ـ رضي الله عنه ـ :( وطوى فراشه، واعتزل النساء)... وورد من طرق أخرى، أنه ـ صلى الله عليه وسلم  ـ :(لم يأو الى فراشه، حتى ينسلخ رمضان)...
اعتكافه ـ صلى الله عليه وسلم ـ:
ومن رواية الامام البخاري ـ رحمه الله ـ تعالى ـ عن عبد الله بن عمرـ رضي الله عنهما ـ قال:( كان رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ يعتكف العشر الاواخرمن رمضان)، وعن عائشة ـ رضي الله عنها ـ ان:( النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ كان يعتكف العشرالاواخرمن رمضان، حتى توفاه الله، ثم اعتكف ازواجه من بعده)، وعن ابي سعيد الخدري ـ رضي الله عنه ـ ان:( رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ كان يعتكف في العشرالاوسط من رمضان، فاعتكف عاما، حتى اذا كان ليلة احدى وعشرين، وهي الليلة التي يخرج من صبيحتها من اعتكافه، قال:( من كان اعتكف معي فليعتكف العشرالاواخر، وقد اريت هذه الليلة ثم انسيتها، وقد راتني اسجد في ماء وطين من صبيحتها، فالتمسوها في العشرالاواخر، والتمسوها في الوتر)، يقول ابوسعيد الخدري ـ رضي الله عنه ـ:( فمطرت السماء تلك الليلة، وكان المسجد على عريش، فوكف المسجد، فبصرت عيناي رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ على جبهته اثر الماء والطين، من صبح احدى وعشرين).
الجود ومدارسة القرءان الكريم:
بل، ولم يقتصراجتهاده ـ صلى الله عليه وسلم ـ في العبادة على هذه القرب، والطاعات، وانما كان ـ عليه السلام ـ يكثرمن الصدقة ، وتلاوة القرءان الكريم، اذ وصفه ابن عباس ـ رضي الله عنهما ـ فيما رواه الشيخان ـ عيهما سحائب الرحمة ـ قائلا:(كان رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ اجود الناس، وكان اجود مايكون في رمضان، حين يلقاه جبريل في كل ليلة من رمضان، فيدارسه القرءان، فلرسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ حين يلقاه جبريل اجود بالخير من الريح المرسلة).
اشراك الأهل:
وحتى لايحرم الأهل من خير هذه اللية الشريف، وفضائلها، كان ـ صلى الله عليه وسلم ـ (يوقظ أهله للصلاة في ليالي العشر، دون غيرها من الليالي)... بل وقد صح عنه ـ عليه الصلاة والسلام ـ :(أنه كان يطرق باب فاطمة وعلي ليلا، ويقول لهما:(ألا تقومان فتصليان)...
وفي نور هذا المنهج النبوي الشريف، سار الصحابة ـ رضي الله عنهم ـ وبسنته اقتدوا، اذ قد روى الامام مالك ـ رحمه الله تعالى ـ في موطأه:( أن عمربن الخطاب ـ رضي الله عنه ـ كان يصلي من الليل ماشاء الله أن يصلي، حتى اذاكان نصف الليل، يقول لأهله : الصلاة ، الصلاة، ويتلوهذه الاية الكريمة: {وَأْمُرْ أَهْلَكَ بِالصَّلَاةِ وَاصْطَبِرْ عَلَيْهَا لَا نَسْأَلُكَ رِزْقاً نَّحْنُ نَرْزُقُكَ وَالْعَاقِبَةُ لِلتَّقْوَى } ـ طه132 وهاهي امرأة حبيب أبي محمد، تقول لزوجها، بالليل:(قد ذهب الليل، وبين ايدينا طريق بعيد، وزاد قليل، وقوافل الصالحين قدسارت أمامنا، ونحن قد بقينا).
 نفحات ليلة القدر:
هذا، ولليلة القدر المباركة نفحات، شذية، نثرها علماء صا لحي امتنا ـ عليهم سحائب الرحمة ـ عرض بساتين تراثهم الفكري، فكانت بحق جداول زكية، وينابيع زلال، لسالكي الطريق، وناشدي العبر، والعظات، حيث جاء عنهم، اخبارا، ( والخبرعند بعض علماء الحديث، مرادف للحديث النبوي الشريف، وخص بعضهم، الخبربما جاء عن غيره ـ صلى الله عليه وسلم ـ وعلى هذه التفرقة، بني التلقيب بمحدث لمن يشتغل بعلم الحديث، والتلقيب باخباري لمن يشتغل بالتوايخ ونحوها)، ومن ذلك، هذا الذي روي عن نفحات ليلة القدرالمباركة، حيث قيل: روي في الخبر، انه:( ينزل في هذه الليلة  اربعة الوية: لواء الحمد ـ ولواء الرحمة ـ ولواء المغفرة ـ ولواء الكرامة، ومع كل لواء سبعون الف ملك، وعلى كل لواء مكتوب، لاالاه الا الله، محمد رسول الله)، وروي ـ ايضا ـ في الخبر:( ان جبريل ـ عليه السلام ـ ينزل الى الارض، ومعه كثير من الملائكة، فيركزون الويتهم في اربعة مواطن: عند الكعبة، الشريف ـ وعند قبر الرسول ـ صلى الله عليه وسلم ـ وعند مسجد بيت المقدس ـ وعند طور سيناء، ثم يتفرقون، فلا يبقى دار، ولابيت، ولاسفينة فيها مؤمن، اومؤمنة، الادخلته الملائكة، ويسبحون، ويقدسون، ويهللون، ويستغفرون، لأمة محمد ـ صلى الله عليه وسلم ـ)، وروي ـ كذلك ـ:( ان جبريل ـ عليه السلام ـ يقسم تلك الليلة ماينزل من رحمة الله ـ تعالى ـ حتى يستغرق احياء المؤمنين، فيقول جبريل: يارب بقي من الرحمة كثير، فما اصنع به، فيقول ـ عزوجل ـ:(قسم على اموات امة محمد)، فيقسم حتى يستغرقهم، فيقول: يارب، بقي من الرحمة كثير، فما اصنع به؟ فيقول ـ سبحانه ـ:(قسم على الكفار)، فيقسم عليهم، فمن اصابه فيهم شيء من تلك الرحمة، مات على الايمان)، وقيل:( ان الملائكة تكون في تلك الليلة، اكثرمن عدد الحصى، وان الله ـ تعالى ـ يقبل التوبة فيها من كل تائب، وانها من غروب الشمس، الى طلوع الفجر).
(سلام هي حتى مطلع الفجر)
وقال الامام الرازي:( فاذا طلع الفجر، نادى جبريل ـ عليه السلام ـ :(يامعشر الملائكة، الرحيل، الرحيل، فيقولون: ياجبريل، ماصنع الله بالمسلمين من امة محمد ـ صلى الله عليه وسلم ـ في هذه الليلة.؟ فيقول: ان الله ـ تعالى ـ نظر اليهم بالرحمة، وعفا عنهم، الا اربعة نفر، قالوا: من هؤلاء.؟ قال: مدمن خمرـ وعاق الوالدين ـ وقاطع الرحم ـ والمشاحن ) اهـ
دعاء ليلة القــدر:
وفي دعاء ليلة القدر، روى الامام الترمذي ـ رحمه الله، تعالى ـ عن عائشة ـ رضي الله عنها ـ قالت:( قلت يارسول الله، اذا وافقت ليلة القدر، ما اقول.؟ قال:( قولي، اللهم انك عفوتحب العفو، فاعف عني).
فاللهم لاتحرمنا نفحات ليلة القدر، ووفقنا لاحيائها، وتقبل صيامنا، وقيامنا، واشف مرضانا، وارحم موتانا، واهد قومنا، يا ارحم الراحمين.
هدية المجلس:
زكاة الفطر، واجبة بسنة رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ حيث روي عن عبد الله بن عمرـ رضي الله عنهما ـ :( ان رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ فرض زكاة الفطرمن رمضان، على الناس، صاعا من شعير، على كل حر، أو عبد، ذكر، أوانثى، من المسلمين) ـ اخرجه الامام مالك في الزكاة، والامام البخاري، في الزكاة، باب، صدقة الفطر.
والله اعلم، والحمد لله رب العالمين , والصلاة والسلام على رسول الله , وعلى اله واصحابه ومن والاه.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ



ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق