الأربعاء، 24 أغسطس 2011

بدع يجب ان تزول احياءلسنة الرسول ـ عليه السلام ـ


بسم الله الرحمان الرحيم
والصلاة والسلام على المبعوث رحمة للعالمين
بدع يجب ان تزول
احياءلسنة الرسول ـ عليه السلام ـ
مستحدثات على المآذن
قراءة سور، اوآيات من القرءان الكريم ـ تسبيح ـ  تحميد ـ مواعظ ـ انشاد ـ تصلية ـ تذ كير...
... ونحو ذلك ـ ( سوى التأذين للصلوات المفروضة) ـ بدع، ومنكرات،  يجب على الذين نصبوا انفسهم ـ اونصبوا ـ للوعظ والارشاد، والامامة، والخطابة، بل وعلى كافة المسلمين، ان يضعوا حدالهذه المبتدعات، ويطهروا المآذن من هذه المستحدثات، التي لااصل لها في الشرع الحكيم، وان زعم ـ بعضهم ـ انها من بدع الخير الحسنة، والقرابات الخالصة، والمقاصد الشريفة، والحال انها باتت عند العامة وكانها جزء من الدين، الذي لايتم الواجب الابه، واماتت سننا شريفة، وحرمتهم خيرا جزيلا، بل وترتب عنها مفاسد كثيرة، اضرت بالدين الحنيف، وتعاليمه السمحة، وكان يكفي لتحريمها، قوله ـ صلى الله عليه وسلم ـ (... وكل بدعة ضلالة) ـ رواه مسلم،  وقوله ـ عليه السلام ـ ( من احدث في امرنا هذا ماليس منه فهورد) ـ متفق عليه، وفي رواية لمسلم:( من عمل عملا ليس عليه امرنا، فهو رد)
 اذ كلمة (كل) في الحديث الاول، اسم يدل على افادة التعميم، والشمول الكامل، للجمع، اومافي حكم الجمع، فضلا عن كونها، اقوى الفاظ التوكيد المعنوي، وكلمة ( من ) في الحديث الثاني، اسم موصول بمعنى الذي، يفيد تعميم الحكم على العاقل.
وبناء على هذا، فايا كانت البدعة، فيما هوموقوف على الوحي، وايا كانت اغراضها، وايا كان مبتدعها، فعمل ممقوت، وصاحبها آثم، متجن على دين اكمله الله ـ تعالى ـ واتم به نعمته على عباده، حيث قال ـ تعالى ـ في سورة المائدة:{ الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الإِسْلاَمَ دِيناً} .
واما عن نشأة هذه البدع، يقول المقريزي، في الخطط  /ج:2/ص:273  ، والمرادي، في سلك الدرر/ج:3/ص:159، كما جاء في كتاب: الاذان والمؤذنون /ص:108 ، للبيب السعيد ، مانصه:
(... وكان ابتداء التسبيح بمصر، ايام احمد بن طولون، فقد كان حسبما ورد في اخباره، جعل في حجرة تقرب منه، رجالايعرفون (بالمكبرين)، وكانت عدتهم اثنى عشررجلا، يبيت في هذه الحجرة، كل ليلة اربعة، يجعلون الليل بينهم عقبا، فكانوا يكبرون، ويسبحون، ويحمدون الله ـ تعالى ـ في كل وقت، ويقرؤون القرءان بالحان، ويتوسلون، ويقولون قصا ئد زهدية، ويؤذنون في اوقات الاذان، وجعل لهم ارزاقا واسعة، تجرى عليهم.
ولما قام من بعد ابن طولون ابنه، خمارويه، اقرهم على رسمهم مع ابيه.
ومن حينئذ اتخذ الناس قيام المؤذنين في الليل على المآذن، وصارذلك يعرف بالتسبيح على المآذن بالليل، يذكر العقيدة التي تعرف بالمرشدة، فواظب المؤذ نون على ذكرها في كل ليلة، بسائرجوامع مصر، والقاهرة، الى وقتنا هذا.) اهـ
وجاء في كتاب: تلبيس ابليس / ص: 137 لعبد الرحمان بن الجوزي، القرشي، البغدادي: قوله:(ــ ذكرتلبيسه عليهم في الآذان ــ ومن ذلك التلحين في الاذان، وقد كرهه مالك بن انس، وغيره من العلماء، كراهية شديدة، لانه يخرجه عن موضع التعظيم الى مشابهة الغناء.
ومنه: انهم يخلطون آذان الفجربالتذكير، والتسبيح، والمواعظ ، ويجعلون الاذان وسطا فيختلط ، وقد كره العلماء كل مايضاف الى الآذان.
وقد رأينا من يقوم بالليل كثيرا، على المنارة، فيعظ ، ويذكر، ومنهم من يقرأ سورا من القرءان، بصوت مرتفع، فيمنع الناس من نومهم، ويخلط على المتهجدين قراءتهم، وكل ذلك من المنكرات) ـ انتهى
وقال الشيخ، احمد بن غنيم بن سالم النفراوي، المالكي ـ صاحب الفواكه الدواني على رسالة ابن ابي زيد القيرواني /ج:1/ص:173:(... وهذا آخرالاذان الشرعي، ومازاد على ذلك، من ذكر، اوتسبيح، مما يقوله المؤذنون، من الدعاء، والتسبيح، فغيرمشروع، بل قال ابن شعبان، انه بدعة) ـ انتهى.
وقال محققو هذا المرجع المالكي، تعليقا على قول من قال ان ذلك بدعة حسنة:( قدعلمت مما مرأنه يسن اذان الفجرفي سدس الليل، قبل الفجر، فاحداث بعض المؤذنين، تسبيحا، اوغيره، آخرالليل، هو اماتة سنة، واحياء بدعة، والله الموفق، اهـ ، مصححه)
وقال امام المالكية، في عصره، ابو عبد الله محمد بن عبد الرحمان المغربي، المعروف بالحطاب، في مواهب الجليل، لشرح مختصرخليل، ج:1/ ص:429: (فرع: قال الجزولي: انما شرع لها الآذان فقط ـ أي، صلاة الصبح ـ واما غيره من الدعاء والتسبيح، وغيره ممايقوله المؤذنون، فغيرمشروع، ـ ابن شعبان: بدعة) انتهى.
وقال في المدخل:( وينهى الامام المؤذنين، عما احدثوه من التسبيح بالليل، وان كان ذكر الله حسنا، سرا، وعلنا، لكن في المواضع التي ذكرها الشارع، ولم يعين فيها شيئا معلوما، وقد رتب الشارع للصبح، اذانا قبل طلوع الفجر، وأذانا عند طلوعه، ثم ذكر: انه يترتب على ذلك مفاسد، منها: التشويش على من في المسجد يتهجد، او يقرأ القرءان، ومنها اجتماع العوام لسماع تلك الالحان، فيقع منهم زعقات وصياح عند سماعها، ومنها خوف الفتنة بصوت الشباب، الذين يصعدون على المآذن للتذكار، ثم قال بعد ذلك: وينهى المؤذنون عما احدثوه في شهررمضان من التسحير، لأنه لم يكن في عهد النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ ولا امربه، ولم يكن من فعل من مضى، وذكراختلاف عوائد الناس في التسحير: فمنهم من يسحربالايات، والاذكار، على المواذن، ومنهم من يسحربالطبلة، ومنهم من يسحربدق الابواب، ويقولون قوموا كلوا، ومنهم من يسحر بالطا ر، والشبابة، والغناء، ومنهم من يسحربالبوق، والنفير، وكلها بدع، وبعضها اشنع من بعض، ورد على من يقول انها بدعة مستحسنة، وانكر ـ ايضا ـ تعليق الفوانيس في المنا ئرعلما على جوازالاكل والشرب في رمضان، وعلى تحريمها اذا انزلوها، قال: وكذلك يمنع لوجوه، منها ان الصحابة ـ رضي الله عنهم ـ ارادوا ان يعلموا وقت الصلاة بان ينوروا نارا، فامررسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ بالاذان بدلا من ذلك، ومنها ان في ذلك تغريرا للصائم، لانه قد ينطفئ في اثناء الليل فيظن من لايراه ان الفجرقد طلع، فيترك الاكل والشرب، وقد ينساه من هوموكل به، فيظن من يراه ان الفجرلم يطلع، فياكل، اويشرب، فيفسد صومه، ثم قال: وينهى المؤذنون عما احدثوه من التذكاريوم الجمعة، لما تقدم من ان النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ لم يفعله، ولاامربه، ولافعله احد بعده من السلف الماضيين، بل هو قريب العهد بالحدوث، احدثه بعض الامراء، وهو الذي احدث التغني بالاذان.) انتهى.
وقال السيد سابق، في كتابه، فقه السنة /ج:1/ ص:122:( قال في الاقناع، وشرحه، من كتب الحنابلة: وما سوى التأ ذين قبل الفجر، من التسبيح، والنشيد، ورفع الصوت بالدعاء، ونحو ذلك، في المآذن، فليس بمسنون، وما من احد من العلماء، قال انه يستحب، بل هو من جملة البدع المكروهة، لانه لم يكن في عهده ـ صلى الله عليه وسلم ـ ولافي عهد اصحابه ـ رضي الله عنهم ـ وليس له اصل فيما كان على عهدهم يرد اليه، فيليس لاحد ان يأمربه، ولاينكرعلى من تركه، ولايعلق استحقاق الرزق به، لانه اعانة على بدعة، ولايلزم فعله، ولوشرطه الواقف، لمخالفته السنة، و في كتاب: تلبيس ابليس، لعبد الرحمان بن الجوزي: (وقد رايت من بليل كثير،على المنارة، فيعظ ، ويذكر، ويقرأ سورة من القرءان، بصوت مرتفع ، فيمنع الناس من نومهم، ويخلط على  المتهجدين قراءتهم ، وكل ذلك من المنكرات)، وقال الحافظ في الفتح: ما احدث من التسبيح قبل الصبح، وقبل الجمعة، ومن الصلاة على النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ ليس من الاذان ، لالغة، ولاشرعا)) ـ انتهى.
هذا، ويكفي صاحب البدعة، ماجاء فيه عن الامام، مالك ـ رحمه الله ـ تعالى ـ بالمدونه الكبرى، للامام سحنون ـ عليه سحائب الرحمة ـ/ج:1/ص:84 / :( وقال مالك: لاينكح اهل البدع، ولاينكح اليهم، ولايسلم عليهم، ولايصلى خلفهم، ولاتشهد جنائزهم).
الا فهل من مميت للبدعة، ومحيي للسنة الشريف...؟ والرسول عليه السلام يقول:( من احيا سنتي فقد احياني، ومن احياني كان معي في الجنة) ـ رواه الاصفهاني في ترغيبه/ الشفا بتعريف حقوق المصطفى، للقاضي عياضن، ج:2/ص:554، وعن عمروبن عوف المزني، ان النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ قال لبلال بن الحارث:( من احيا سنة من سنتي قد اميتت بعدي، فان له من الاجرمثل من عمل بها من غير ان ينقص من اجورهم شيئا، ومن ابتدع بدعة ضلالة لاترضي الله ورسوله، كان عليه مثل آثام من عمل بها ، لاينقص ذلك من اوزارالناس شيئا) ـ رواه الترمذي/ وابن ماجه.
والله اعلم... والحمد لله رب العالمين، والصلاة، والسلام، على رسول الله، وعلى آله، واصحابه، ومن والاه. 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق