السبت، 3 سبتمبر 2011

جبر الفرائض وتلفيقها


بسم الله الرحمان الرحيم
والصلاة والسلام على المبعوث رحمة للعالمين
فقه الصلاة على المذهب المالكي

جبر الفرائض وتلفيقها

                  هـذا، ولا يجوز جبر الفرائض المسهو عنها، وذلك بضم  أفعال ركعة لأخرى، أو كما يسميه بعضهم، تلفيقا، إذ قال الشيخ خليل بن إسحاق في متنه: "ولا يجبر ركوع أولاه بسجود ثانيته" وجاء في الذخيرة للقرافي: "في الجواهر: لو أخل بالسجود من الأولى، وبالركوع من الثانية لم يجزه سجود الثانية عن الأولى، وكذلك لو أخل بالركوع من الأولى والسجود من الثانية، لافتقار الترقيع إلى نية تقارن الفعل".
      وبناء على هذا، فإنه لو ركع المصلي، إماما كان أو فذا، ونسي السجدتين، ثم قام للركعة التي تليها، فسجد ولم يركع، ثمّ تذكر خطأه، فيجب عليه حينئذ أن يأتي بالسجدتين المسهو عنهما،  لإصلاح الركعة الأولى، ويلغي ما فعل من  الركعة الثانية، بيد أنه  إن حصل تذكره للسجدتين حال الجلوس ، أو السجود، قام لينـحط لهما من قيام، ثم بعد الفراغ من الصلاة يسجد سجدتي السهو بعد السلام، إن لم يكن قد نقص ولو سنة خفيفة، وأما إن أتى بالسجدتين المسهو عنهما من جلوس، سجد، سجدتي السهو قبل السلام، ما لم يكن مستنكحا إذ المستنكح غير مطالب بسجود السهو أصلا.
      وأما إذا كان المسهو عنه سجدة واحدة، فإن تذكرها جالسا، أو ساجدا، سجدها حال تذكره لها مباشرة،  وسجد سجدتي السهو بعد السلام، ما لم يكن معه نقص سنة ولو خفيفة، وكان غير مستنكح.
      وأما لو حدث العكس، فسجد المصلي إماما كان أو فذا، ولم يركع، ثم قام للركعة التي بعدها، فركع، فاته حينئذ تدارك ركوع الركعة المنسي ركوعها، ووجب عليه إلغاء الركعة صاحبة النقص، وإتمام الصلاة التي هو فيها وفق الصورة الثانية لحصول السهو في ركعة والتذكر في التي بعدها، سواء بسواء.
والله اعلم ، والحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على المبعوث رحمة للعالمين وعلى وآله، وصحبه، ومن والاه.
...يتبع ان شاء الله ـ تعالى ـ
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق