الجمعة، 16 سبتمبر 2011

اوقات صلاة الحائض والنفساء


بسم الله الرحمان الرحيم
والصلاة والسلام على المبعوث رحمة للعالمين
فقه الحيض والنفاس على المذهب المالكي
الأحكام الفقهيّة للنّفاس

اوقات صلاة الحائض والنفساء
لما كانت الحائض او النفساء، مطالبة بالصلاة، في بعض الحالات المتزامنة، مع طروء سيلان الدم، أو عند الطهر منه، خلال الوقت الضروري للصلاة، على النحو الآتي بيانه، إن شاء الله تعالى.
آثرت التذكير، أولا، بأوقات الصلاة، بشيء من الاقتضاب، لتعلقها المباشر، بتلك الحالات، وملازمتها لها، فضلا عن وجوب معرفتها، وجوبا عينيا، كما قرر صاحب المدخل.
تحديد أوقات الصلوات

الوقت الاختياري، لصلاة الظهر:
       يبتدئ الوقت الاختياري ـ لصلاة الظهر، حين تميل الشمس عن وسط السماء، لجهة الغروب، حيث يحدث لكل شيء على وجه الأرض، ظل، آخذ في الزيادة، في اتجاه موقع شروقها، وهو المعبر عنه، بظل الزوال، أو الفيء، فإذا ما صار ظل كل شيء مثله في القامة، مع شيء قليل من الفيء، خروج الوقت الاختياري لصلاة الظهر.

الوقت الضروري، لصلاة الظهر:
       فإذا ما خرج الوقت الاختياري ـ لصلاة الظهر، ابتدأ عقبه مباشرة، وقتها الضروري، الذي يمتد إلى ما قبل غروب الشمس، بزمن يسع صلاة أربع ركعات، خاصة بصلاة العصر.

الوقت الاختياري، لصلاة العصر:
       وأما الوقت الاختياري، لصلاة العصر، فيبتدئ، عقب خروج الوقت الاختياري لصلاة الظهر، مباشرة،  ويستمر إلى أن يصير ظل كل شيء مثليه، مع الفيء، وفيه، قال الإمام مالك ـ رحمه الله، تعالى ـ : أن الوقت فيها ما لم تصفر الشمس"، وهو المعتمد في المذهب. 

الوقت الضروري، لصلاة العصر:
       فإذا ما صار ظل كلّ شيء مثليه، مع الفيء، وابتدأ اصفرار الشمس، دخل الوقت الضروري لصلاة العصر، ويستمر إلى أن تغرب الشمس، ويغيب جميع قرصها.

الوقت الاختياري، لصلاة المغرب:
      وأما الوقت الاختياري، لصلاة المغرب، فيبتدئ حين تغرب الشمس، ويغيب جميع قرصها، ويمتد إلى غروب الشفق الأحمر، على المشهور من المذهب، إذ لا إثم على من شرع فيها، وطوّل، مثلا، ثم غاب الشفق، ولم يفرغ منها، وهو عند فقهاء المذهب مقدّر، بزمن يسع فعلها، مع تحصيل شروطها، من طهارة مائية، كبرى، وطهارة خبث، وستر عورة، وأذان، وإقامة، واستقبال قبلة.

      وبناء على هذا، فإنه وإن كان وقتها، هذا، مضيقا، فإنه لا ينافي أن لها وقتا ضروريا، ذلك أن المنفي، هو وقت التوسعة، الموجود في غيرها من الصلوات.

الوقت الضروري، لصلاة المغرب:
       وإذن فالوقت الضروري، لصلاة المغرب، يبتدئ عقب مضي ما يسعها، بشروطها، التي تقدم ذكرها، ويمتد إلى ما قبل طلوع الفجر، بقدر صلاة أربع ركعات، تخص صلاة العشاء.

الوقت الاختياري، لصلاة العشاء:
       وأما الوقت الاختياري لصلاة العشاء، فأوله حين تغيب الحمرة الباقية في جهة الغروب، من بقايا شعاع الشمس، والمعبر عنها، بالشفق الأحمر، ويستمر إلى مضي الثلث الأول من الليل، ويعرف ذلك بقسمة ساعات الليل، ابتداء من غروب الشمس إلى طلوع الفجر، على ثلاث.

الوقت الضروري، لصلاة العشاء:
       فإذا ما مضى الثلث الأول من الليل، دخل الوقت الضروري لصلاة العشاء، ويمتد إلى طلوع الفجر الصادق.

الوقت الاختياري، لصلاة الصبح:
       وأما الوقت الاختياري، لصلاة الصبح. فمبدأه انصداع الفجر المنتشر بالضياء في أقصى المشرق، والذاهب من جهة القبلة، إلى دبرها، طالبا وسط السماء، إلى أن يعم الأفق، وهو المسمى :"الفجر الصادق". احترازا من الفجر الكاذب الذي يسبقه في الظهور، على شكل بياض، دقيق، مستطيل، مختلط بالسواد، دون أن ينتشر ضياؤه، وإن كان هو ـ أيضا ـ يطلب وسط السماء.

الوقت الضروري لصلاة الصبح:
       فإذا ما اسفر الكون، اسفرارا بينا، ووضحت الرؤية، وتمايزت الوجوه، لأصحاب البصر المتوسط، خارج كل ما هو مسقوف، انتهى وقت صلاة الصبح الاختياري، ودخل وقتها الضروري، الذي يمتد إلى طلوع الشمس.

الصلوات المشتركة الوقت:
       هذا، واعتمادا على النصوص الشرعية المحددة لهذه الأوقات، حصل الإجماع، على أن صلاتي الظهر، والعصر، اشتركتا في الوقت الضروري، واختصاص الصلاة الثانية به، إذا ضاق، ومثلهما في الحكم، صلاتي المغرب، والعشاء.
والله اعلم ، والحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على المبعوث رحمة للعالمين وعلى وآله، وصحبه، ومن والاه.        
...يتبع، ـ ان شاء الله تعالى ـ
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق