الجمعة، 16 سبتمبر 2011

الشك في الفرائض


بسم الله الرحمان الرحيم
والصلاة والسلام على المبعوث رحمة للعالمين
فقه الصلاة على المذهب المالكي
الشك في الفرائض
         
          ولما كان الشك يصدق على مطلق التردّد، ونقيضا لليقين، في جميع صوره وأشكاله، وكان الشاك هو ذاك الذي استوى عنده التصديق والتكذيب، والقطع بالشيء ونفيه، لعدم وجود مرجح  لديه، يعتمده لترجيح أحدهما على الآخر.
       ثمّ ولما كان الظن، والوهم، شبيهين للشك، وملحقين به، في تقرير الجزم بالشيء أو نفيه، كان ولابد من إبراء الذمة بالإتيان بما يطمئن إليه القلب، وعمل ما تقرّ به النفس، وخاصّة إذا تعلق الأمر بفرائض الصلاة التي إن شابها شيء من ذلك، بطلت، وأدين صاحبها إذا لم يصلحها أو يعيدها.
       ولكي لا يقع المؤمن في مثل هذا الحرج، وهذه الحيرة، حين طروء الشك عليه أثناء صلاته، أو عندما يداخله الظنّ، أو الوهم، شرّع الشارع الحكيم لأصحاب هذه الحالات النفسيّة، ما يرفع عنهم الحرج، ويخرجهم من دائرة الاضطراب نعمة منه ـ جلّ وعلا ـ وتيسيرا على عباده المؤمنين.
       وفيما يلي خلاصة ما استنبطه فقهاء المالكيّة من ضوابط وأحكام تتعلق بكيفيّة تدارك ما نشأ عن هاتيك الحالات المتوقع حصولها في الفرائض السالفة الذكر. وفق قاعدة البناء على اليقين المحقق عند المصلي غير المستنكح، والتي بمقتضاها يبني الشاك ومن ألحق به، وجوبا على النقص، ثمّ بعد الفراغ من صلاته يسجد سجدتي السهو، إن قبليا فقبليا، وإن بعديا فبعديا. وفق الأحكام الموجبة لسجود السهو وصوره السالفة الذكر.
       كما قرّروا أيضا ـ أنّه لو بنى الشاك ومن شابهه على الكمال، بطلت صلاته، ووجبت إعادتها أبدا.
       وأمّا بالنسبة للمستنكح، فالمعتمد في المذهب أن يبني على الكمال، ويسجد سجدتي السهو بعد السلام، استحبابا، وذلك ترغيما للشيطان، وعليه أن يلهي عمّا طرأ عليه أثناء الصلاة من شكّ، أو ظنّ، أو وهم، بما هو فيه من عبادة تستوجب الخشوع، واستحضار عظمة الخالق ـ سبحانه ـ والتدبّر فيما يقرأ من آيات القرءان الكريم، والله أعلم.
 والحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على المبعوث رحمة للعالمين وعلى وآله، وصحبه، ومن والاه.
...يتبع ان شاء الله ـ تعالى ـ
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق