الثلاثاء، 8 مارس 2011

وقت صلاة الجمعة


بسم الله الرحمان الرحيم
والصلاة والسلام على من لانبي تعده

اجوبة للسائلين
وقت صلاة الجمعة
اجابة الشيخ، الواعظ: الهادي الغربي، خريج الجامعة الزيتونية، سنة:1967
وقت صلاة الجمعة، هو نفس الوقت المقررشرعا لصلاة الظهر، وهو كغيره من أوقات الصلوات التي تعبدنا بها الحق ـ تبارك وتعالى ـ حين قال: {فَإِذَا قَضَيْتُمُ الصَّلاَةَ فَاذْكُرُواْ اللّهَ قِيَاماً وَقُعُوداً وَعَلَى جُنُوبِكُمْ فَإِذَا اطْمَأْنَنتُمْ فَأَقِيمُواْ الصَّلاَةَ إِنَّ الصَّلاَةَ كَانَتْ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ كِتَاباً مَّوْقُوتاً }النساء103، وبناء على هذا، فانه ليس لأحد مهما عظم شأنه، ان يغيرها، أويعدل بعضا منها، بعد اذ تظافرت الادلة على صحتها، واجمعت الامة على العمل بها، منذ ان فرضت الصلاة، وكفى ائمة البلاطات، واقزام الوعاظ ، تهريجا، وتلبيسا، وغوغائية، فثورة الكرامة يجب ان تعيد للدين قدسيته، وللعبادة خلوصها، وللمساجد دورها، ولاطاراتها كرامتهم، ومن ذلك ايقاع صلاة الظهرفي وقتها الذي حدده لها الشارع الحكيم،اذقال ـ سبحانه ـ {أَقِمِ الصَّلاَةَ لِدُلُوكِ الشَّمْسِ إِلَى غَسَقِ اللَّيْلِ وَقُرْآنَ الْفَجْرِ إِنَّ قُرْآنَ الْفَجْرِ كَانَ مَشْهُوداً }الإسراء78، ودلوك الشمس ـ كما جاء في التحريروالتنوير، لشيخ الجماعة، المرحوم: محمد الطاهربن عاشور, (هولفظ مشترك بين ثلاثة أوقات، من بينها، زوال الشمس عن كبد السماء)اهـ . وفي الحديث الصحيح، عن جابر بن عبد الله، فيما رواه، الامام  الترمذي:(جاء جبريل الى النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ حين زالت الشمس، فقال، قم يامحمد فصل الظهر، حين مالت الشمس، ثم مكث حتى اذا كان فيء الرجل مثله، جاء للعصر، فقال، قم يامحمد فصل العصر....)الحديث، والى هنا قد بين الحديث، أول وقت صلاتي الظهروالعصر.
وأما باقيه، فقد جاء فيه:(أنه جاءه في اليوم التالي، وأمره بصلاة الظهر حين بلغ ظل كل شيء مثله، وأمره بصلاة العصرحين بلغ ظل كل شيء مثليه....) الحديث.
وعن ابن عباس ـ رضي الله عنهما ـ من رواية الامام، ابي داود ـ عليه سحائب الرحمة ـ :(أن النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ قال:(أمني جبريل عند البيت مرتين، فصلى بي الظهر، الأولى منهما، حين كان الفيء ـ أي: ظل الشمس بعد الزوال ـ مثل الشراك ـ أي:شراك النعل ـ ثم صلى العصرحين كان ظل كل شيء مثله....) الى ان قال:(...وصلى المرة الثانية الظهر، حين كان ظل كل شيء مثله لوقت العصربالامس، ثم صلى العصرحين كان ظل كل شيء مثليه...) الحديث.
وبناء على هذا، حدد الفقيه المالكي، العلامة، ابن ابي زيد القيرواني ـ رحمه الله ـ وقت الظهر، قائلا:(وقت الظهراذا زالت الشمس عن كبد السماء، وأخذ الظل في الزيادة، ويستحب ان تؤخر في الصيف الى ان يزيد ظل كل شيء ربعه بعد الظل الذي زالت عليه الشمس، وقيل انما يستحب ذلك في المساجد، ليدرك الناس الصلاة، واما الرجل في خاصة نفسه، فأول الوقت افضل، وقيل اما في شد الحرفالافضل له ان يبرد بها وان كان وحده، لقول النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ:(ابردوا بالصلاة فان شدة الحرمن فيح جهنم)، واخرالوقت ان يصيرظل كل شيء مثله، بعد ظل نصف النهار، وأول وقت العصر، آخر وقت الظهر، وآخره، ان يصيرظل كل شيء مثليه بعد نصف النهار.) ـ اهـ .
وفي ضوء هذا التوقيت، قسم فقهاؤنا المجتهدون وقت صلاة الظهر، الى وقت اختياري، يكون فيه المكلف مخيرا في ايقاع الصلاة في أي جزء منه، دونما اثم، ووقت ضروري، يحرم تأخير الصلاة اليه، مالم يكن معذورا.
وانى لمؤخري صلاة الظهرلوقتها الضروري، بالمساجد العامة، من عذر، مالم يتوبوا.
علامة الزوال
هذا، ويعرف الزوال، بان ينصب عود مستقيم في ارض مستوية، فاذا ماتناهى الظل في النقصان، اوذهب الظل جملة ثم شرع في الزيادة، اوحدث بعد ذهابه، فهذا هو وقت الزوال، وذلك لأن الشمس اذا طلعت يظهرلكل شاخص ظل في جانب المغرب، وكلما ارتفعت ينقص، واذا وصلت وسط السماء، وهي حالة الاستواء، وقف عن النقصان مدة من الزمان، وعند الزوال قد يبدو للعود ظل قليل، وقد لايبقى شيء من الظل، فاذا مامالت الشمس، عن وسط السماء لجانب المغرب، يتحول الظل الى جانب المشرق ويأخذ في الزيادة، فعند شروعه في الزيادة، او حدوثه في جهة المشرق، تجب صلاة الظهر.
افضل اوقات الصلوات
وأما عن افضل اوقات الصلوات، فايقاعها في اول وقتها المختار، مطلقا، لما روي عن ابن عبد الله بن مسعود ـ رضي الله عنه ـ مما اخرجه الشيخان، انه قال:(سألت رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ أي الاعمال احب الى الله ؟ قال:(الصلاة لوقتها), وفي رواية:(الصلاة في اول وقتها).
والحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على المبعوث رحمة للعالمين، وعلى آله، ومن والاه.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق