السبت، 12 مارس 2011

لاتصلوا خلف هؤلاء، تنزيها لصلواتكم، واكراما لمقامي الرسول


بسم الله الرحمان الرحيم
لاتصلوا خلف هؤلاء، تنزيها لصلواتكم، واكراما لمقامي الرسول
صلى الله عليه وسلم

اذاكان لايخول لذي السوابق السيئة، جناحية كانت، اوجنائية، ان يتولى منصبا سياسيا، اواداريا خشية الحط من هيبة الدولة، والاضرار بالأمة، فما بالكم بمقامي الرسول، محمد ـ صلى الله عليه وسلم ـ (المنبر، والمحراب)،الشريفين، الذين نالهما من الاستخفاف، والمهانة، منذ فجر الاستقلال، ما يبعث على الحزن، والخجل، اذ رماهما عهدي الظلم، والاسبتداد، بفسقة مفضوحين، وجهلة ضالين، ومرتزقة مهرجين، فأقصى بهم الأئمة الا كفاء، وجفف بهم منابع الاسلام الحنيف، وحنط بهم تعاليمه السمحة.
فهذاامام قضى شطرا من عمره ـ وقد لفظته الساحة الفنية الشريفة، يشنف بصوته الاجش، اسماع ثملى النزل، وسكارى الحفلات الماجنة، بساقط الاغاني، وأفسق الالحان، وذاك يؤم مساكين القوم، بعد عودته من سهرة عربون ماجنة، نيابة عن الامام الراتب، المتهوان بصلاة الصبح، وأما الاخرفمبتدع فيما حرم فيه الابتداع، مما تعبدنا به الحق ـ تبارك، وتعالى ـ .
وانك لتراهم يلبسون على العامة، والدهماء، ان التوبة تجب ماقبلها، اوان ولي الامرالزمهم، وطاعته من طاعة الله، وما شابه  هذه التلبيسات المخزية، والتآويل الباطلة، والغوغائية المهلكة، اذهاهي البوماتهم متداولة في اكثرمن بيت، وأموالهم الحرام في اكثرمن مكان، لم تجبها توبتهم، وهاهوالذي سلطهم، قد ولى، وسقط، والذي اعتزوا به قدذل، واحتقر، وكان عليهم ان ينسحبوا، قبل ان يسحبوا، وان يغادروا قبل ان يخلعوا، ولكن من سلب الحياء، عمي عن الحق.
ذلك ان جمهور فقهاء المالكية، قيدوا الامامة بشرط العدالة، والا تكن، فبمسطور الحال على الاقل، كي لايستخف بمقامي رسول الله ـ صلى عليه وسلم ـ امثال هؤلاء السفهاء، والمضلين، ويتحول المشهد الى كوميد يا سوداء، مضحكة، مبكية، فلا موعظة تسمع، ولاامريطاع، وكيف يطاع فاسق محجوج بماضيه، اويسمع لمبتدع مدان بحاضره.
بل، وتشريفا لمقام الامامة، وهيبة العبادة، استبرأ الامام مالك ـ عليه سحائب الرحمة ـ من هؤلاء، حيث قال فيما رواه الامام سحنون، عن ابن القاسم ـ رحمها الله ـ بالمدونة الكبرى:(لاينكح أهل البدع، ولاينكح اليهم، ولايسلم عليهم، ولايصلي خلفهم، ولاتشهد جنائزهم)، وذكر العدوي في حاشيته على الخرشي:(أن الامام اللقاني قال: يحرم الدخول معه ـ أي: الفاسق ـ  ابتداء، ويحرم ان يتقدم للامامة مع علمه بفسقه)، وجاء في كتاب منهاج المسلم، لابي بكرجابرالجزائري:(يشترط في الامام ان يكون ذكرا، عدلا، فقيها، ولاتصح امامة الفاسق، المعروف الفسق، الا ان يكون سلطانا يخاف منه...)، وقال شيخ الاسلام ، ابن تيمية، في الفتاوى الكبرى، جوابا عن سؤال قوم :(اذا كانوا يكرهون هذا الامام، لأمرفي دينه، مثل: كذبه، أوظلمه، أوجهله، أوبدعته، ونحوذلك، ويحبون الاخر، لانه أصلح في دينه منه، مثل ان يكون اصدق، واعلم، وادين، فانه يجب ان يولى عليهم، هذا الامام الذي يحبونه، وليس لذلك الامام الذي يكرهونه، ان يؤمهم، كما في الحديث عن النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ انه قال:(ثلاثة لاتجاوزصلاتهم آذانهم، رجل ام قوما وهم له كارهون، ورجل لايأتي الصلاة الادبارا، ورجل اعتبد محررا، والله اعلم) ـ اهـ . ـ ودبارا: أي، اقامة في الوقت الضروري، وقال ـ رحمه الله ـ : (الأئمة متفقون على كراهة الصلاة خلف الفاسق لكن اختلفوا في صحتها : فقيل لا تصح . كقول مالك، وأحمد في إحدى الروايتين عنهما) اهـ ،
وانى لنا ان تكون ائمتنا شفعاءنا ـ كما جاء في الخبرـ وهم على ما وصفت، وما انت واصف.
فألا يا ثورة الكرامة، هبي، وارفعي الغبن، وطهري مقامي رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ وألا يا رياح القطيعة مع الماضي الاليم، اعصفي بسماسرة الدين، وسدنة الابتداع، كما عصفتي باذيال الطغاة، والمستبدين، آمين.
والحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، واصحابه، ومن والاه. 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق