الثلاثاء، 7 سبتمبر 2010

الصيام المستحب: صيام ست من شوال


بسم الله الرحمان الرحيم

والصلاة والسلام على المبعوث رحمة للعالمين


مسألة فقهية، رقم:4
في فقه الصيام على المذهب المالكي
الصيام المستحب

ـ صيام ست من شوال:
صيام ستة أيام خلال شهرشوال، مستحب في مذهبنا، لصحة ماورد  فيه من أحا ديث شريفة، حيث قال ـ صلى الله عليه وسلم ـ فيما رواه الامام مسلم ـ رحمه الله ـ تعالى ـ بسنده عن أبي أيوب الأنصاري، في باب استحباب صيام، ستة أيام من شوال:( من صام رمضان ثم أتبعه ستا من شوال، كان كصيام الدهر)... ولما رواه ابن ماجه، في سننه ـ أيضا ـ عن  أبي أيوب الأنصاري، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ـ :(من صام رمضان، ثم أتبعه بست من شوال، كان كصوم الدهر)
وانما كان ذلك كصيام الدهرـ كما قال العلماء ـ لأن الحسنة بعشر أمثالها، فرمضان بعشرة أشهر، والست من شوال، بشهرين.
ولكن الامام مالك ـ رحمه الله تعالى ـ كره صومها مخافة أن يلحق أهل الجها لة والجفاء، رمضان، ماليس منه، وان دل هذا على شيء فانما يدل على كراهيته الشديدة ـ رحمه الله ـ للابتداع في الدين، وبغضه للمبتدعين، حتى أنه ـ عليه سحائب الرحمة ـ نهى عن القاء السلام عليهم، وعدم مخالطتهم.
ومع هذا استحب في مذهبنا، صوم الست من شوال، اذا رفعت الكراهة، والكراهة لاترفع عن الصيام في شوال، الا بالشروط الاتية:
** أن لايوصلها صائمها في نفسها، وذالك بأن يفرق صيامها، فلا يصومها متتابعة.
** أن لا يوصل صومها بيوم العيد، بل عليه أن يصومها بعده ببضعة أيام.
** أن لايظهرها من يقتدى به، وانما عليه أن يصومها في نفسه، خفية.
** أن لايعتقد سنيتها لرمضان، ويشبهها برواتب الصلوات البعدية.
فاذا صامها وفق هذه الظوابط، ارتفعت الكراهة، ان شاء الله، لانتفاء علل كراهيتها.
ولذلك فانه لما سئل الامام الشاطبي ـ رحمه الله ـ عن صيام ستة أيام من شوال، أجاب ـ في فتاويه ـ قائلا:( الحمد لله،  ظاهر النقل عن مالك كراهتها مطلقا، لأنه اما أن يكون عند الجهال ملحقا برمضان، كما حكى القرافي، عن العجم، واما عرضة أن يلحقوه به، فالعلة مستصحبة، والله أعلم. اهـ .
قال القرافي ـ رحمه الله ، تعالى ـ في الفروق، قال لي الشيخ، زكي الدين عبد العظيم، المحدث ـ رحمه الله، تعالى ـ:( ان الذي خشي منه مالك ـ رحمه الله، تعالى ـ قد وقع بالعجم، فصاروا يتركون المسحرين على عاداتهم، والقوانين، وشعائررمضان، الى آخرالستة الايام، فحينئذ يظهرون شعائر العيد) ا هـ .
وعن الامام القرافي ـ رحمه الله، تعالى ـ قال أبو العباس أحمد بن ادريس، بن عبد الرحمان، الصنهاجي، معرفا:( القرافي، من علماء المالكية، بمصر، له مصنفات هامة في الفقه والاصول، منها أنوار البروق في أنواء الفروق، ت، سنة:684 هـ). اهـ . والله أعلم.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق