الأحد، 24 مارس 2013

الشك وشبهه في الفرض المجهول المحل


بسم الله الرحمان الرحيم
والصلاة والسلام على المبعوث رحمة للعالمين

فقه الصلاة على المذهب المالكي
ضابط
الشك وشبهه في الفرض المجهول المحل

          لابن القاسم ـ رحمه الله تعالى، في هذه المسألة قاعدة فقهية هامة، مضمونها، أنه :
       إذا شك، وأولى إذا تحقق، وكذا لو ظن أو توهم، الإمام أو الفذ، وكان غير مستنكح، في سجود، أو ركوع، أو رفع منه، ولم يدر محله في ركعات صلاته، أتى به مكانه، وجوبا، ما لم يتحقق تمام الركعة التي هو فيها، وذلك لاحتمال أن يكون ذلك الفرض المجهول محله من هذه الركعة التي هو متلبس بها، فإذا ما أتى به، حصل له اليقين في سلامتها، وتمامها، وانحصر الشك في الركعات التي قبلها، وحينئذ وجبت إزالته بإلغاء إحداهنّ لاحتمال أن تكون هي الركعة صاحبة الشك في الفرض المجهول محله، ثم البناء على المحقق من الركعات المتبقية،  وذلك بإتمام الصلاة التي هو فيها على هيئتها المعهودة، وقد انقلبت ركعاتها، فصارت، مثلا، الركعة الثانية أولى، والركعة الثالثة ثانية، والركعة الرابعة ثالثة، وهذه الركعة المضافة، والبديلة للركعة الملغاة، رابعة، ثم بعد الفراغ من الصلاة يسجد الشاك سجدتي السهو، إن قبليا فقبليا، وإن بعديا فبعديا، وفق قاعدة ما بعد التدارك المذكورة بالضابط الثالث لتدارك الفرض المنسي من غير الركعة الأخيرة.
       وحينئذ، لو ترك الشاك في الفرض المجهول محله، إصلاح ما شك فيه، بطلت صلاته لتعمده ترك إصلاح ركعة ممكن إصلاحها، إماما كان الشاك أو فذا.
       وأمّا إذا تحقق سلامة وتمام الركعة التي هو فيها، فإنّه لا يأتي بذلك الفرض المجهول محله، وإنّما عليه إلغاء إحدى الركعات التي قبلها، لانحصار الشك فيها، ثم يواصل الإمام أو الفذ صلاته بانيا على المحقق من الركعات المتبقية، على النحو المتقدم ذكره، سواء بسواء.
       وأمّا بالنسبة للمستنكح، إماما كان أو فذا، فإنه غير معني بهذا أصلا، وإن استحب في حقه أن يسجد سجدتي السهو بعد السلام، ترغيما للشيطان.
       وهذه أمثلة متوقعة، للشك في الفرض المجهول محله أثناء الصلاة.

... والله اعلم، والحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على المبعوث رحمة للعالمين، وعلى آله، وصحبه، ومن والاه.
... يتبع ان شاء الله ـ تعالى ـ
ــــــــــــــــــــــــــــ



ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق