الجمعة، 29 مارس 2013

الشك في سجود مجهول محله، حال التشهد


بسم الله الرحمان الرحيم
والصلاة والسلام على المبعوث رحمة للعالمين

فقه الصلاة على المذهب المالكي
أمثلة للشك المتوقع في الفرض المجهول المحل في غير الركعة الأخيرة

1/ الشك في سجود مجهول، محله حال التشهد الوسط:

        إذا شكّ، وأولى إذا تحقق، وكذا لو ظنّ، أو توهم، الإمام أو الفذ، وكان غير مستنكح، في سجود، ولم يدر محله، سجدة واحدة كانت، أو سجدتان، وهو جالس لدعاء التشهد الوسط، قطع دعاء تشهده حالا، وسجد السجود الذي لم يدر محله، مباشرة من جلوسه، وجوبا، لاحتمال أن يكون هذا السجود من الركعة الثانية الممكن إصلاحها، بيد أنه بعد الإتيان به، لا يعيد دعاء التشهد، لانقلاب هذه الركعة التي كانت ثانية ركعة أولى، حيث ألغيت الركعة الأولى الأصلية لانحصار الشك فيها، وفات محل تدارك إصلاحها بانعقاد الركعة التي بعدها.
       وحينئذ، يجب على الشاك، في هذه الحالة، أن يأتي بثلاث ركعات، إن كانت الصلاة التي هو فيها رباعية الركعات، يقرأ في الركعة الأولى، الفاتحة، وسورة، إن سرا فسرا، وإن جهرا فجهرا، ويجلس عقبها لدعاء التشهد، باعتبارها ركعة ثانية، ثم يأتي بالركعتين المتبقيتين على صفتيهما المعهودتين. ثم بعد السلام من الصلاة يسجد سجدتي السهو إن لم يكن قد نقص سنة ولو خفيفة، وإلا فقبله، وذلك على المشهور من المذهب.
       وأما إذا تحقق سلامة الركعة الثانية، ألغى الركعة الأولى، وقطع عما هو فيه من دعاء التشهد، وأتى بركعة عوضا عنها على صفتها المعهودة من الصلاة التي هو فيها، ثم يجلس عقبها ويعيد دعاء التشهد، ثم يتم صلاته على النحو الذي سبق ذكره سواء بسواء.
       وكذلك الحكم، والعمل لو كانت الصلاة ثلاثية الركعات.
       وأما المستنكح، فإنه غير مطالب بإصلاح ما شكّ فيه، وإنّما يستحب في حقه أن يسجد سجدتي السهو بعد السلام، ترغيما للشيطان.
... والله اعلم، والحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على المبعوث رحمة للعالمين، وعلى آله، وصحبه، ومن والاه.
... يتبع ان شاء الله ـ تعالى ـ
ــــــــــــــــــــــــــــ

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق