الجمعة، 29 مارس 2013


بسم الله الرحمان الرحيم
والصلاة والسلام على المبعوث رحمة للعالمين
دراسات قرءانيـــة
الحلقة الثانية: تعريف القرءان الكريم


تعريف القرءان الكريم
القرءان لغة:

القرءان، مصدرمرادف، للقراءة، وهو، كما قال الزجاج:( وصف على وزن فعلان، مشتق من القرء، والقرء، جمع أقراء، وقروء، وأقرء).
ومن معانيه التي جرى بها اللسان العربي، الوقت، والقافية، والطهر،(كما هو عند بعض الفقهاء)، حيث قال تعالى:{وَالْمُطَلَّقَاتُ يَتَرَبَّصْنَ بِأَنفُسِهِنَّ ثَلاَثَةَ قُرُوَءٍ} ـ البقرة: 228
وقال الراغب الاصفهاني، في المفردات: [القرءان في الاصل، مصدر، نحوكفران، ورجحان، قال ـ تعالى ـ { لَا تُحَرِّكْ بِهِ لِسَانَكَ لِتَعْجَلَ بِهِ{16} إِنَّ عَلَيْنَا جَمْعَهُ وَقُرْآنَهُ{17} فَإِذَا قَرَأْنَاهُ فَاتَّبِعْ قُرْآنَهُ{18} ـ القيامة، قال ابن عباس ـ رضي الله عنهما ـ في معنى هذه الآية الكريمة:(أي، اذا جمعناه، واثبتناه في صدرك فاعمل به)، وقد خص بالكتاب المنزل على محمد ـ صلى الله عليه وسلم ـ فصارله كالعلم، كما ان التوراة لما انزل على موسى، والانجيل لما انزل على عيسى ـ صلى الله عليهم وسلم]. 

مخالفة تسميته، لما سمى به العرب كلامهم:

قال الجاحظ:( سمى الله ـ تعالى ـ كتابه، بأسماء مخالفة لما سمى به العرب كلامهم، جملة وتفصيلا.
*** فسمى ـ سبحانه ـ جملته [ قرءانا ] وسموا: ديوانا
*** وسمى، بعضه: [سورة ]  وسموا: قصيدة.
*** وسمى، بعض السورة: [ آية ] وسموا: بيتا.
*** وسمى آخرالاية: [ فاصلة ] وسوا: قافية,
هـــــــذا:
ولا تطلق الكلمة معرفة، هكذا(( القــــرءان))، الا على جميعه، اماكلمة ((قـــــرءان)) مجردة من حرف التعريف، فانها تطلق على كله، وعلى جزئه، فمن الاول، فوله ـ تبارك وتعالى ـ: {وَقُرْآناً فَرَقْنَاهُ لِتَقْرَأَهُ عَلَى النَّاسِ عَلَى مُكْثٍ وَنَزَّلْنَاهُ تَنزِيلاً }الإسراء106، ومن الثاني، قولنا للاية الواحدة، هذا قرءان، ولايصح ان يقال، هذه القرءان.

وجه تسميته قرءانا:

واما عن وجه تسميته (قرءانا) فلانه ـ كما قيل ـ :جمع السور، اوجمع ثمرات الكتب المقدسة...وقيل ـ ايضا ـ تسمية هذا الكتاب قرءانا، بين كتب الله ـ تعالى ـ لكونه جامعا لثمرة كتبه، وثمرة جميع العلوم، كما اشارالحق ـ سبحانه ـ اذقال تعالى: {لَقَدْ كَانَ فِي قَصَصِهِمْ عِبْرَةٌ لِّأُوْلِي الأَلْبَابِ مَا كَانَ حَدِيثاً يُفْتَرَى وَلَـكِن تَصْدِيقَ الَّذِي بَيْنَ يَدَيْهِ وَتَفْصِيلَ كُلَّ شَيْءٍ وَهُدًى وَرَحْمَةً لِّقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ }يوسف111، وقال ـ سبحانه ـ: {وَيَوْمَ نَبْعَثُ فِي كُلِّ أُمَّةٍ شَهِيداً عَلَيْهِم مِّنْ أَنفُسِهِمْ وَجِئْنَا بِكَ شَهِيداً عَلَى هَـؤُلاء وَنَزَّلْنَا عَلَيْكَ الْكِتَابَ تِبْيَاناً لِّكُلِّ شَيْءٍ وَهُدًى وَرَحْمَةً وَبُشْرَى لِلْمُسْلِمِينَ }النحل89، وقال ـ عزمن قائل ـ: {قُرآناً عَرَبِيّاً غَيْرَ ذِي عِوَجٍ لَّعَلَّهُمْ يَتَّقُونَ }الزمر28
... والله اعلم، والحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام، على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، ومن والاه.
... يتبع ان شاء الله ـ تعالى ـ

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق