الأحد، 28 يونيو 2015

مفسدات الصوم: 12و 13و 14

بسم الله الرحمان الرحيم
والصلاة والسلام على المبعوث رحمة للعالمين

فقه الصيام المذهب المالكي

مفسدات الصوم مطلقا
ومايترتب عنها في صيام رمضان خاصة


12) استنشاق مادة البخار، أو الدخان (لاالرائحة):
وصول بخار الطعام، لحلق صانعه... أوغيرصانعه، باستنشاق... بل وكل بخار... يتكيف به الدماغ، ويتقوى، كما يتقوى بالأكل، والشرب... ومثله في الحكم، دخان البخور... والسجائر... والدخان الذي يمص بالقصب، ونحوه... مفسد للصوم... أي صوم كان... فرضا كان الصوم... أونفلا.
مايترتب عن فساد صوم رمضان:
واما مايترتب عن ذلك من احكام شرعية، فقد افردنا لها فصلا مستقلا، ضمن الحديث عما يتعلق بكل نوع من انواع الصيام.
الاانه اذا حصل ذلك في صيام رمضان، واستنشق الصائم شيئا مما ذكر، ووصل لحلقه، وان متعمدا، وجب عليه الامساك بقية اليوم، تعظيما لحرمة الشهر، والقضاء، فقط، وعلى الغار، والذي اكره غيره على ذلك اثمه، وحسابه على الله ـ تعالى ـ.
بخلاف مالووصل شيء من ذلك الى حلق الصائم، غلبة ومن غيراختيار، اواستنشاق، فانه غيرمفسد للصوم، صانعا كان لتك الاشياء، اولم يكن صانعا لها على المعتمد من المذهب.
اذ ضابط هذه المسألة، هووصول عين مادة الدخان الذي يتكيف به الدماغ، ويتقوى، باستنشاقها، لابشمها، اورائحتها.
وبناء على هذا، فانه لايفسد صوم الصائم بشم رائحة البخور، ونحوه، كالمسك، والعنبر، والزبد، والاعطار، والرياحين، والغلال، وان تعمد استنشاقها، ذلك ان الرائحة ليس لها جسم، ولامادة، وكذلك حكم الدخان الذي لايتكيف به الدماغ، ولايتقوى، كدخان الحطب، وان تعمد الصائم استنشاقه، ووصل الى حلقه... والله اعلم.
وأما الاستنشاق، فهو في اللغة: وضع الماء في الانف، وجذبه بالنفس الى أعلى، وفي هذا المعنى، يقول الرسول ـ صلى الله عليه وسلم ـ : (اذا توضأ أحدكم، فليستنشق بمنخريه من الماء، ثم فليستنثر) ـ متفق عليه
13) وصول الغبارللحلق، لغيرصانعه:
وصول غبارالدقيق، ونحوه، لحلق صائم، غيرصانعه... اوغبارميكل... اوخزن شعير... اوقمح... اوكان الغبارغبار دباغ... اوجبس... اوحفر... اونقل تراب...  اوكان غباركتان... اوفحم... اواي نوع من انواع الغباريمكن لغيرصانعه، التحفظ من وصوله لحلقه، مفسد للصوم... أي صوم كان... فرضا... اونفلا... عمدا حصل ذلك... اوكرها... اوتغريرا بالقول، كان يقال للصائم:(ان هذا القمح لاغبارله، وهو لايعلم انه كذوب)، اوتغريرا بالفعل:(كأن يدخله الى مكان زاعما خلوه من الغبار)...  تحقق من وصول الغبارلحلقه... اوشك فيه.
مايترتب عن فساد صوم رمضان:
واما مايترتب عن ذلك من احكام شرعية، فقد افردنا لها فصلا مستقلا، ضمن الحديث عما يتعلق بكل نوع من انواع الصيام.
الاانه اذا حصل ذلك في صيام رمضان، ووصل الغبارلحلق صائم غيرصانعه، وان متعمدا، وجب عليه الامساك بقية اليوم، تعظيما لحرمة الشهر، والقضاء، فقط، وعلى الغار، والذي اكره غيره على ذلك اثمه، وحسابه على الله ـ تعالى ـ.
14) غيبة العقـــل:
غياب العقل، بسبب الجنون... أوالاغماء... أوالسكرـ ولو بمشروب حلال ـ على المعتمد... أوكانت غيبة العقل بالاستغراق في حب الله ـ تعالى ـ اوبمخدر لأجل عملية جراحية ـ مثلا ـ أونحوها...... أوحصلت غيبة العقل بأي سبب يغيب العقل ويفقده الوعي، ويسلبه الادراك... سواءكان ذلك قبل البلوغ، اوبعده على المشهور... وسواء طالت مدتها، ام قصرت... اتخذ الصائم مايغيب عقله، سهوا... أوغلبة... أوكرها... أوعمدا...اوتغريرا بالقول، كان يقول الغارللصائم:(ان مثل هذا لايغيب العقل، وهولايعلم انه كذوب)، اوكان تغريرا بالفعل، كان يضع شخص للصائم، شيئا يغيب العقل، فغاب عقله).
 ففي جميع هذه الحالات يفسد الصوم... وتسقط النية السابقة في الصيام المتتابع... أي صوم كان... فرضا كان الصوم... أونفلا... اذلايصح صوم الا مع صحة العقل.
مايترتب عن فساد صوم رمضان(بغيرالسكر، والنوم):
 واما مايترتب عن ذلك من احكام شرعية، فقد افردنا لها فصلا مستقلا، ضمن الحديث عما يتعلق بكل نوع من انواع الصيام.
الاانه اذا حصلت غيبة العقل، بغيرالسكر، أوالنوم، في صيام رمضان، فانها تترتب عليها احكام شرعية، على النحوالاتي، وفق تصنيف فقهاء مذهبنا لها:
** اذا استمرت غيبة العقل، يوما... اواياما... اوسنة... اوسنين، قليلة كانت... اوكثيرة، فالقضاء واجب بامرجديد، كقضاء الحائض، والنفساء، على المعتمد، سواء حصلت غيبة العقل قبل البلوغ، اوبعده.

** اذاحصلت غيبة العقل قبل طلوع الفجر، اومع طلوعه، الذي هوآخروقت لاستحظارالنية، ولوبلحظة، واستمرت بعده ولو بلحظة، ولو كان العقل قبل طلوعه سليما، صاحيا، فالقضاء واجب ـ ايضا ـ
فان صحا، بعد ذلك مباشرة، اوفي اثناء اليوم لايجب عليه الامساك بقيته، ذلك ان كل من ابيح له الفطر، دونما اكراه، مع العلم بان ذلك اليوم من رمضان، ثم زال عذره في اثناء اليوم جازله التمادي على الفطر.

** اذا استمرت غيبة العقل يوما كاملا، من فجره لغروبه...سواء كان العقل سالما، صاحيا، قبل طلوع الفجر... أو لم يكن سالما، صاحيا قبل طلوعه، فالقضاء واجب.

** اذا استمرت غيبة العقل جل اليوم... سواء كان ـ ايضا ـ العقل سليما، صاحيا، قبل طلوع الفجر... أو لم يكن سليما، صاحيا قبل طلوعه، فالقضاء واجب.
 فان صحا، بعدها مباشرة، اوفيما تبقى من اليوم، فلايجب الامساك بقيته، ذلك ان كل من ابيح له الفطرمع العلم بان ذلك اليوم من رمضان، ثم زال عذره في اثناء اليوم جازله التمادي على الفطر.

** اذا استمرت غيبة العقل اقل اليوم، ولكن لم يكن سليما، صاحيا، وقت ايقاع النية، قبل طلوع الفجر، اومعه، الذي هوآخروقت استحظارها، فالقضاء واجب.
فان صحا، بعدها مباشرة، اوفي اثناء ما بقي من اليوم، لايجب عليه الامساك بقيته، ذلك ان كل من ابيح له الفطرمع العلم بان ذلك اليوم من رمضان، ثم زال عذره في اثناء اليوم جازله التمادي على الفطر.
بخلاف مالوسلم العقل قبل طلوع الفجرـ بمقدارايقاع النية ـ وطرأ غياب العقل، بعد طلوع الفجر، ودام أقل اليوم، فان الصوم لايفسد.

** اذا استمرت غيبة العقل نصف اليوم، ولكن لم يكن سليما، صاحيا، وقت ايقاع النية، قبل طلوع الفجر، اومعه، الذي هوآخروقت استحظارالنية، فالقضاء واجب.
فان صحا، بعدذلك مباشرة، اوبعدها فيما تبقي من اليوم، فانه لايجب عليه الامساك بقيته، ذلك ان كل من ابيح له الفطرمع العلم بان ذلك اليوم من رمضان، ثم زال عذره في اثناء اليوم جازله التمادي على الفطر.
بخلاف مالوسلم العقل قبل طلوع الفجرـ بمقدارايقاع النية ـ وطرأ غياب العقل، بعد طلوع الفجر، ودام مدة نصف يوم، فان الصوم لايفسد.

** غيبة العقل بالسكرالحلال:
اماغيبة العقل بالسكرالحلال، ليلا، فالمعتمد في مذهبنا، انها، كالاغماء، والجنون، مطلقا، سواء بسواء، في جميع الصور، والحالات، والاحكام، الانفة الذكر. وعلى الغار، والذي اكره غيره على ذلك اثمه، وحسابه على الله ـ تعالى ـ.
** غيبة العقل بالسكرالحرام:
واما غيبة العقل بالسكرالحرام ليلا، فهي ـ ايضا ـ على المعتمد من مذهبنا، كالاغماء، في جميع صوره، واحواله المتقدمة الذكر، الاانها موجبة للامساك حين يصحوالعقل نهارا، تعظيما لحرمة الشهر، مع قضاء اليوم الذي فسد صومه فقط، وجوبا. وعلى الغار، والذي اكره غيره على ذلك اثمه، وحسابه على الله ـ تعالى ـ.
** غيبة العقل بالنوم:
واما غيبة العقل بالنوم، فلاتفسد الصوم، ولاتوجب القضاء، اتفاقا، حصل ذلك يوما، اواياما، ان بيت الصائم نية الصوم ليلا، بل ولونام كامل الشهر، بشرط تبييت النية بعد ثبوته، وبذلك صح صومه، وبرئة ذمته، ان شاء الله ـ تعالى ـ ... والله اعلم.

وأما المراد بغيبة العقل في العرف الفقهي، هي: استتاره... وحبسه عن أداء وظيفته على الوجه الطبيعي... والله اعلم.
...يتبع ان شاء الله ـ تعالى ـ ...والحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على المبعوث رحمة للعالملين، وعلى آله، وصحبه، ومن والاه.

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق