الاثنين، 15 يونيو 2015

بسم الله الرحمان الرحيم
والصلاة والسلام على المبعوث رحمة للعالمين

فقه الصيام المذهب المالكي

أركان الصـــــــــــــــوم

للصيام في مذهبنا المالكي، ركنان:

الركن الاول النية : والأظهر، أنها شرط صحة، في كل صوم... واجبا كان الصوم، أوتطوعا، معينا، كان أوغيرمعين... واعتبارها ركنا من أركان الصيام، فذلك تسامح، من فقهاء مذهبنا، ذلك أن الركن هو ماكان داخلا في ماهية الشيء، وأما الشرط فهوالخارج عن الماهية، فدخول وقت الصلاة ـ مثلا ـ شرط  في صحتها، خارج عن ماهيتها، وأما تكبيرة الاحرام، ونحوها، فركن من أركانها، لأنها تمثل ماهية الصلاة، وجوهرها.

ودليل اشتراط النية في الصوم، قوله تعالى: {لَن يَنَالَ اللَّهَ لُحُومُهَا وَلَا دِمَاؤُهَا وَلَكِن يَنَالُهُ التَّقْوَى مِنكُمْ كَذَلِكَ سَخَّرَهَا لَكُمْ لِتُكَبِّرُوا اللَّهَ عَلَى مَا هَدَاكُمْ وَبَشِّرِ الْمُحْسِنِينَ} ـ الحج:37.. أي، لايرفعان اليه، ولكن الذي يرفع اليه منكم، العمل الصالح الخالص له مع الايمان...  

هذا، وحتى لايقال: ان الصوم: انما هو ترك، وكف، وليس بعمل...؟ نقول: الكف، أوالترك، في حقيقته، عمل كسائرالاعمال، حيث قال ـ صلى الله عليه وسلم ـ راويا عن ربه ـ تعالى ـ :(كل عمل ابن آدم له، الاالصوم، فانه لي، وأنا أجزي به)...  

ومن أدلة شرط النية في الصوم ـ ايضا ـ قوله  ـ صلى الله عليه وسلم ـ:(انما الاعمال بالنيات) ـ متفق عليه...

وأما صفتها، فتتحقق، بان ينوي الصائم، التقرب الى الله ـ تعالى ـ بأداء ماافترض عليه، اوماعزم على صيامه تطوعا، من استغراق النهار كله، بالامساك عما يفطر.

ومحل النية، القلب، وتحريك اللسان بها، جائز، وأما رفع الصوت بها فبدعة منكرة.

وشرط صحة النية ، ان تكون جازمة، من غير تردد... فمن نوى ليلة الشك، صيام غد ان كان من رمضان ـ مثلا ـ لم يجزه صومه، لعدم الجزم...

وأن تكون مبيتة من الليل، حيث يجوز ايقاعها في أي جزء منه، ابتداء من غروب الشمس الى طلوع الفجر الصادق، أومع طلوعه، لقوله ـ صلى الله عليه وسلم ـ [ لاصيام لمن لم يبيت الصيام من الليل]، ولايضر ماحدث بعدها من أكل أوشرب، أوجماع، أونوم... وما الى ذلك من المباحات، كامل الليل.

وكفت نية واحدة لكل صوم يجب تتابعه، كصيام شهررمضان المعظم، وكفارته، وكفارة القتل الخطأ، أوالظهار، وكذا النذر المتتابع...
فان انقطع هذا الصيام الواجب التتابع، بمرض، أوحيض، أونفاس، أونحو ذلك مما يفسد تتابع الصوم، وجب تجديدها بعد زوال المانع، وفق الشروط المذكورة آنفا...

وكذلك يجب تجديدها، لوكان الصوم مسرودا، غيرمتتابع، بأن كان متفرقا، أوكان مما يجوز تفريقه، كقضاء صيام شهررمضان، أوصيامه في السفر، أوكفارة يمين، اوغيرذلك مما لايجب التتابع في صومه.

...يتبع ان شاء الله ـ تعالى ـ ...والحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على المبعوث رحمة للعالملين، وعلى آله، وصحبه، ومن والاه.

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق