الأحد، 21 يونيو 2015

مفسدات الصوم

بسم الله الرحمان الرحيم
والصلاة والسلام على المبعوث رحمة للعالمين

فقه الصيام المذهب المالكي

مفسدات الصوم مطلقا
ومايترتب عنها في صيام رمضان خاصة

(2 وصول المائع ـ نفسه،لاطعمه ـ الى الحلق(من منفذعلوي غيرالفـم): ان ثبت، وتحقق وصول المائع ـ ذاته ـ الى الحلق، نهارا... من منفذ علوي، غيرالفم، عن طريق العين، أوالأنف، أوالأذن... أومسام الرأس ـ كما افترض فقهاء مذهبنا ـ مفسد للصوم... أي صوم كان... فرضا، كان الصوم... أونفلا... سهوا، كان وصوله... أوغلبة... أوكرها...أو عمدا... اولضرورة شرعية... اوتغريرا بالقول، كان يقول الغارللصائم:(ان مثل هذاالمائع لايصل الى الحلق، وهولايعلم انه كذوب)، اوكان تغريرا بالفعل، كان يضع شخص للصائم، مائعا في احد المنافذ العلوية، فوصل الى حلقه)... وسواء كان الصائم نائما... أومستيقظا... رده بعد وصوله الى حلقه... أولم يرده...محققا كان وصوله... أومشكوكا فيه... جاوز الحلق، أو لم يجاوزه.
ففي جميع هذه الحالات، يفسد صوم الصائم... اذ المعتبر في ذلك كله، وصول المائع ـ نفسه ـ الى الحلق، من منفذ علوي، غير الفم، والا فلا فساد... والصوم صحيح ان شاء الله ـ تعالى ـ.
الا انه عند تحقق وصول المائع، الى الحلق، من هذه المنافذ، يحرم الاستعمال، وعند الشك في وصوله، يكره.
هذا، واشتراط ـ بعضهم ـ مجاوزة المائع للحلق، قول ضعيف، لايعول عليه... والله اعلم.
مايترتب عن فساد صوم رمضان:
واما مايترتب عن ذلك من احكام شرعية، فقد افردنا لها فصلا مستقلا، ضمن    الحديث عما يتعلق بكل نوع من انواع الصيام، الاتي ذكرها في مضانها ـ ان شاء الله ـ تعالى ـ.
الاانه اذا حصل ذلك في صيام رمضان، سهوا، اوغلبة، اوكرها، اوعمدا، اوكان لضرورة شرعية، اوتغريركذوب، كان ذلك حال اليقظة، اوالنوم، محققا كان وصوله، اومشكوكا فيه، وجب على الصائم ان يمسك بقية اليوم، تعظيما لحرمة الشهر، وان يقضي اليوم الذي فسد فقط، اذ لاكفارة في تلك الاحوال كلها على المعتمد من المذهب، وباء الغار، اوالذي اكره صائما على ذلك، باثمه، وحسابه على الله ـ تعالى ـ
وأما عن المائع، فهو في عرف الفقهاء: كل ماينماع... ويسيل... ويتحلل... ولوعند وصوله الى الحلق.

وبناء على هذا، فانه اذا تحقق الصائم عدم وصول المائع الى حلقه من هذه المنافذ، جاز له  استعمال الدهون... والمراهم... والادوية... ونحوها، كالكحل.... والقطرة... والمرهم... والحناء... والغاسول... وما شابه ذلك، في أي وقت من ليل، أونهار، ولا يفسد صومه ـ ان شاء الله تعالى ـ ولو وجد طعمه في حلقه، اذ الظاهرمن كلام فقهائنا، ان الذي يفسد الصوم، هووصول عين المائع، وذاته، واثره، لاطعمه.

وكذلك ـ ايضا ـ لايفسد صوم من اكتحل ليلا... أووضع دواء في أذنه... أوعينه... أوأنفه... فهبط شيء من الكحل، أوالدواء لحلقه، أثناْء النهار.

جاء في المدونة الكبرى، للامام، مالك، برواية الامام سحنون ـ  رحمهما الله، تعالى ـ قال:( قلت: أرأت الصائم يكتحل بالصبر، والذرور، والاثمد، وغيرهذا، في قول مالك.؟ قال: هوأعلم بنفسه، ان كان يصل الى حلقه، فلايكتحل، قلت:أرأيت من صب في أذنيه الدهن من وجع، فقال: قال مالك: ان كان يصل الى حلقه فعليه القضاء، قال ابن القاسم: ولاكفارة عليه، وان لم يصل الى حلقه، فلا شيء عليه، قال ابن وهب: وأخبرني الحارث بن أبي خالد، عن أنس بن مالك: أن رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ لم يكره الكحل للصائم، وكره له السعوط، أوشيئا يصبه في أذنيه). انتهى.

والاظهر، أن هذا الكحل، كانوا يتخذونه للعلاج، وتقوية البصر.

وفي هذا السياق، يعجبني ـ ايضا ـ جواب فضيلة الشيخ، محمد الحبيب النفطي، المنشوربجريدة البيان، التونسية، بتاريخ، السادس والعشرين، من رمضان، عام اثنى عشرة، واربعمائة، والف هجري، حيث قال:(هناك عدة امورلاتفطرالصائم، منها الاكتحال، أي: وضع الكحل في العين، سواء وجدت المرأة الصائمة المكتحلة طعم الكحل في حلقها، ام لم تجده، لان العينين ليستا منفذا طبيعيا تصل منه الاشياء الى داخل الجوف... وكذلك لايفطروضع القطرة بانواعها المختلفة في العين، وكذلك لاتفطرانواع المراهم التي توضع في العين، لان العين ليست مجرى طبيعيا لدخول الطعام، والشراب، ونحوه الى البطن). اهـ
                                                                                    
 وفيما تقدم يظهرالفرق للمتأمل، بين هذه المسألة، والتي قبلها، فيما يترتب عن وصول المائع الى الحلق، من أحكام شرعية فقط... والله اعلم.
...يتبع ان شاء الله ـ تعالى ـ ...والحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على المبعوث رحمة للعالملين، وعلى آله، وصحبه، ومن والاه.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق