الأربعاء، 24 ديسمبر 2014

مقدمة اصولية ، تعلق الخطاب الشرعي

بسم الله الرحمان الرحيم
والصلاة والسلام على المبعوث رحمة للعالمين

مقدمة اصولية

تعلق الخطاب الشرعي

متن ابن عاشـــــــــــر
تاليف، العلامة: عبد الواحد بن عاشر
تحقيق، الشيخ: محمد الشاذلي النيفر


قال الشيخ، عبد الواحد بن عاشرـ رحمه الله تعالى ـ:

..................................
المقتضي فعل المكلف افطنا

المختص المفيد من الدر الثميــــن

تأليف:الشيخ، محمد بن احمد ميارة، المالكي
اقتباس، وتحقيق: الشيخ، الهادي الغربي

قال الشيخ: محمد بن احمد ميارة:

[...] وقوله: المتعلق بأفعال المكلفين يخرج أربعة أشياء:
 (الأول) خطابه ــ تعالى ــ المتعلق بذاته العلية، نحو (لا إله إلا الله).
 و(الثانى) الخطاب المتعلق بفعله، نحو (الله خالق كل شىء).
 و(الثالث) الخطاب المتعلق بالجمادات، نحو{ويوم نسير الجبال}.
 (الرابع) الخطاب المتعلق بذوات المكلفين، نحو {ولقد خلقناكم ثم صورناكم}.
 والمراد بفعل المكلف، ما يصدر منه، ليشمل: القول، والنية) اهــ .
[...]ثم قال في شرح المقدمات والمكلف هو (البالغ، العاقل)، ومن هنا يعلم أن الصبى لا يتعلق به حكم، هكذا قيل. [...] اهـ
 وقال المحلى فى شرح جمع الجوامع: (ولا يتعلق خطاب بفعل غير البالغ، العاقل، وولى الصبى، والمجنون، بأداء ما وجب فى ما لهما منه، كالزكاة، وضمان المتلف، كما يخاطب صاحب البهيمة، بضمان ما أتلفته، حيث فرط فى حفظها، لتنزل فعلها فى هذه الحالة، منزلة فعله، وصحة عبادة الصبي كصلاته، وصومه، المثاب عليهما، ليس لانه مأموربها كما في البالغ، بل ليعتادها فلا يتركها بعد بلوغه، ان شاء الله ذلك.
ولا يتعلق الخطاب بفعل كل بالغ، عاقل كما يعلم مما سيأتي، من امتناع تكليف الغافل، والملجأ، والمكره، ويرجع ذلك في التحقيق إلى انتفاء تكليف العاقل، البالغ، فى بعض أحواله) اهـ. [...]

 المؤنس المعين
على المختصرالمفيدمن الدرالثمين

تاليف الشيخ: الهادي الغربي

تعلق الخطاب الشرعي

المؤنــــس:

هذا، واما عمن يتعلق به الخطاب الشرعي، فقد اشار الناظم ـ رحمه الله، تعالى ـ اليه، قائلا:
.................................
(المقتضي فعل المكلف افطنا)

ومعنى قوله:(المقتضي فعل المكلف...الخ) يفيد أن الخطاب الشرعي،  لايتعلق الا بأفعال المكلفين، لابغيرهم.

 ويفهم منه ـ  ايضا ـ انه قيد أخرج به:

 خطاب الله- تعالى- المتعلق بذاته العلية، نحو: (لا إلاه إلا الله).
وخطابه ـ سبحانه ـ المتعلق بفعله، نحو: (الله خالق كل شيء).
وخطابه ـ عزوجل ـ المتعلق بالجمادات، نحو: (ويوم نسيَر الجبال). وخطابه ـ جل شأنه ـ المتعلق بذوات المكلفين، نحو: (ولقد خلقناكم ثم صورناكم).

وأما المراد بفعل المكلف، فهو ما يصدر منه، من قول، ونية.

والمكلف: هو ذاك الإنسان، البالغ، العاقل، واما غيره، فلا يتعلق به الخطاب اصلا،  كالصبي، والمجنون، ونحوهما، ومن كان مشابها لهما، كالغافل، والمكره، وحينئذ ينتفي تكليف العاقل البالغ في بعض احواله.

وبناء على هذا فانه يجب على ولي الصبي ـ مثلا ـ اوالمجنون ان يخرج زكاة مالهما، باعتباره هو المخاطب شرعا، بأداء ما وجب عليهما في مالهما، من زكاة.

  ومثله في الحكم، خطاب صاحب البهيمة بضمان ما أتلفت بهيمته، حيث فرّط في حفظها، ومنعها، لتنزل فعلها في هذه الحالة منزلة فعله.

ولكي لايلتبس الامرعلى الناظرين، في شأن صحة عبادة  الصبي، وثوابه عليها، صلاة كانت، اوغيرها، تبعا لعدم تعلق الخطاب به، اشار فقهاء مذهبنا الى ان مرجع ذلك: (ليس لأنه مأمور بها، كما في المكلف، بل ليعتادها، فلا يتركها بعد بلوغه إن شاء الله، ذلك).

وقوله: (افطــنا)، بضم الطاء، وفتحها، فعل أمر من فطن، أي: أفهمه، وأدركه، وأحذقه... والله اعلم.

يتبع ان شاء الله ـ تعالى ـ والحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحابته، ومن والاه.


ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق