السبت، 27 نوفمبر 2010

سجود السهو: الحالات النفسية


بسم الله الرحمان الرحيم
والصلاة والسلام على المبعوث رحمة للعالمين

فقه الصلاة على المذهب المالكي
سجود السهو
الحالات النفسية
بالنظر في مصنفات فقهاء أعلام المذهب المالكي تسنّى لي بعون الله ـ تعالى ـ جمع ما تيسّر من الحالات النفسيّة التي قد تعتري المصلي أثناء صلاته، ثمّ تبويبها وتصنيفها تبعا للأحكام الفقهيّة المتعلقة بها، فجاءت على النحو التالي: 
1/ السهـو:
السهو، لغة: هو الترك من غير علم.
وأما في الاصطلاح: فهو الذهول عن الشيء تقدّمه علم أو لم يتقدمه. وهو أعمّ من النسيان.
ومن مميزاته، أن الساهي لو نبّه بأدنى تنبيه لتنبّه للشيء الذي سها عنه، وذلك لكون الشيء ـ كما قالوا ـ قد زال من المدركة، مع بقائه في الحافظة.
2/ النسيان:
والنسيان، لغة: معناه، الترك ـ أيضا،
وهو في الاصطلاح : الذهول عن الشيء بعد العلم به.
ومن مميزاته، أن الناسي لا يتنبه للشيء الذي نسيه بأدنى تنبيه، وذلك لكون الشيء ـ كما قيل ـ قد زال من المدركة والحافظة معا، عكس السهو تماما.
3/ الذهول:
و أمّا الذهول عند أهل اللغة : فهو الترك تقدمه علم أو لم يتقدمه.
وهو كذلك بهذا المعنى، عند أهل الفقه: ترك، وسهو، ونسيان، تقول: ذهل عن الأمر، أي: تركه، ونسيه، وسها عنه، سبقه علم بالأمر،  أولم يسبقه.
4/ الغفلة:
وهي لغة: الترك، والسهو، ـ كسابقتها من الحالات المذكورة.
وأما في الإصلاح الفقهي: فهي بهذا المعنى اللغوي، فتقول مثلا: غفلت عن الشيء فكان ـ وغفلت عن الشيء، فلم يكن، بيد أن الفرق بينها وبين السهو أو النسيان، لغوي لا غير، ذلك  أنه لا يصح لغة، أن تقول: سهوت عن الشيء حتى كان، لأنك لو سهوت عن الشيء لم يكن ويجوز أن تغفل عنه فيكون. بل وقد تكون الغفلة عن فعل الغير كأن تقـول :  كنت غافلا عمّا كان من فلان، ولا يجوز لغة، أن تقول : سهوت أو نسيت عن فعل فلان.
5/ الشـك:
الشك، لغة: هو الارتياب، والالتباس في الأمر، و إن شئت قلت: هو نقيض اليقين.
وهو اصطلاحا: كماعرّفه بعضهم : استواء التصديق والتكذيب في نفس المتكلم، بحيث لا يستطيع الشـاك القطع بثبوت الشيء أو نفيه. لعدم وجود مرجح لديه لأحدهما، ولك أن تقول : الشاك يستوي عنده إدراك الفعل وعدمه، بدون أن يرجح أنّه فعل الفعل أو لم يفعله، ومن هنا كان الشكّ كما قيل: هو مطلق التردد.
6/ الظنّ:
وأمّا الظن في اللغة: فإنّه يأتي بمعنى العلم، والاستيقان، والاعتقاد الراجح.
وهو في الاصطلاح : إدراك الطرف الراجح، وحينئذ إذا ترجح عند الشخص أنه فعل الفعل، كان ظانا شبيها بالمستيقن، إلاّ أنّه لا تبرأ به الذمة في مجال العبادات، وخاصة منها الفرائض، إذ لا بد من الإتيان بالفرض المظنون فيه. 
7/ الوهم:
والوهم في اللّغة: يطلق على عدة معان، منها، التمثل، والتخيّل، والتصور، والترك، فتقول مثلا: وهم زيد في الشيء، أي ذهب إليه وهمه، وهو يريد غيره.
 وهو عند الفقهاء: بنفس هذه المعاني، تخيّل، وترك، وتصور لا يستند إلى قرينة أو برهان، لذلك شارك الشكّ والظنّ في الأحكام الفقهيّة المتعلقة بالفرائض.
8/ الوسوسة:
وهي لغة: الحديث بالشر، وما لا نفع فيه، ولا خير، وقد تأتي بمعنى الكلام الخفي.
وأمّا الوسوسة اصطلاحا: فهي ما يخطر بالقلب من خواطر، وقد تكون كما قيل عنها ـ أيضا ـ :أنها مرض يحدث من غلبة السوداء في الجسم، ويختلط معه الذهن.
9/ الاستنكاح:
والاستنكاح لغة: هو الدخول. 
وهو في الاصطلاح: دخول هاتيك الحالات النفسيّة أو بعضها كثيرا على الإنسان، ويعبّر عنه أحيانا، بالوسوسة، والمبتلى به يوصف بالمستنكح أو الموسوس.
وهو كما قالوا ـ: بلية من الشيطان إذا تمكنت من القلب، لا ينتج معها عمل أبدا، والدواء الشافي من هذه العلّة التي لا تورث إلا الخبل العقلي، هو الإعراض عمّا يجده الإنسان في نفسه، من خواطر، وتهيّؤات، والإكثار من ذكر الله ـ تعالى ـ وامتثال أمره، و هوّ القائل سبحانه :" وإمّا ينزغنّك من الشيطان نزغ فاستعذ بالله إنه سميع عليم. إن الذين اتقوا إذا مسهم طائف من الشيطان تذكّروا فإذا هم مبصرون".
ـ الأعراف ـ 2001
   والله اعلم، والحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على المبعوث رحمة للعالمين، وعلى آله وصحابته، ومن والاه.
                                     ... يتبع

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق