بسم الله الرحمان الرحيم
والصلاة والسلام على المبعوث رحمة للعالمين
فقه الصلاة على المذهب المالكي
السهو عن الفرائض
الضوابط الفقهيّة لتدارك الفرض
المنسي من غير الركعة الأخيرة
حصول السهو في ركعة والتذكر في التي بعدها
2/ تذكر الركوع حال الانحناء:
من تذكر الركوع، حال الانحناء لركوع الركعة التي بعد الركعة المتروك ركوعها، أو تذكره أثناء ركوعها، إماما كان الساهي أو فذا، بطلت تلك الركعة الناقصة الركوع، على المشهور، وحينئذ عليه أن يتمادى على إتمام هذه الركعة التي هو فيها، ويواصل صلاته على صفتها المعهودة، إن سرا فسرا، وإن جهرا فجهرا، وإن بالفاتحة والسورة، فبالفاتحة والسورة، وذلك عملا بقاعدة البناء في الأقوال والأفعال، المذكورة ضمن معرض الحديث عن السهو في الفرائض، ثم ولإتمام الصلاة يجب على الساهي أن يأتي بركعة أخرى بدلا عن ركعة النقص الملغاة، على صفة الركعة الأخيرة من صلاته، وقد انقلبت ركعاتها، فصارت الثانية أولى، والثالثة ثانية، والرابعة ثالثة، وهذه الركعة البديلة، صارت رابعة، إن كانت الركعة الملغاة هي الركعة الأولى، وكانت الصلاة رباعية الركعات، ثم بعد الفراغ من الصلاة، يسجد سجدتي، السهو بعد السلام، إن لم يكن قد نقص ولو سنة خفيفة، وإلا فقبله.
وهكذا يكون العمل في باقي ركعات الصلاة، وفي أية صلاة، بيد أنه إذا كانت الركعة الملغاة، هي الركعة الثانية، سجد الساهي سجدتي السهو قبل السلام، وذلك لنقص السورة من الركعة الثالثة التي تحولت ثانية، وأما إذا كانت الركعة الملغاة هي الثالثة، فالسجود للسهو يكون بعد السلام، إن لم يحصل نقص سنة ولو خفيفة، وإلا فقبله، لاجتماع النقص والزيادة، وأما المستنكح فإنه غير مطالب بسجدتي السهو أصلا، وإن طولب بإصلاح صلاته.
والله اعلم ، والحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على المبعوث رحمة للعالمين وعلى وآله، وصحبه، ومن والاه.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق