الخميس، 2 ديسمبر 2010

سجود السهو: سجود السهو في صلاة النافلة...


بسم الله الرحمان الرحيم
والصلاة والسلام على المبعوث رحمة للعالمين
فقه الصلاة على المذهب المالكي
سجود السهو
سجود السهو في صلاة النافلة:
       السهو في صلاة النافلة، تجرى عليه نفس الأحكام المقررة في الصلاة المفروضة، إلا في خمس مسـائل، وهي: ترك السرّ والجهر في محلهما، وترك السورة، فهذه السنن الثلاث لا سجود في تركها من النافلة، بخلاف الفريضة، فتركها موجب لسجود السهو، وأما المسألة الرابعة، فهي : إذا عقد الساهي  ركعة ثالثة، ورفع رأسه من ركوعها، شفعها بركعة رابعة بعد إتمامها، وسجد قبل السلام، وأما في الصلاة الفريضة، فإنّه يقطع عما هو فيه من زيادة  فور تذكره، ويسجد لسهوه إن  قبليا فقبليا، وإن بعديا فبعديا، وخامس المسائل، أنه إذا ترك الساهي ركنا من صلاة النافلة وتذكره بعد طــول، أو شرع في صلاة مفروضة مطلقا، أو صلاة نافلة وركع، لا يلزمه قضاؤها، بخلاف الصلاة المفروضة، فإنّه يقضيها أبدا.
ولبعضهم في هذا نظم قال فيه :

وسهو بنفل، مثل سهو بفريضـة
سوى خمسة، سرّ وجهر، وسورة
وعقد ركوع جاء بثالثة، ومــن
عن الركن قد يسهـو وطال، تثبت
       هذا والمقرّر في مذهبنا، أنّ من قام لركعة خامسة في صلاة النافلة، يجب عليه أن يرجع عقدها أم لم يعقدها، ثمّ يسجد قبل السلام، وذلك لنقص السلام وحده، إن جلس لدعاء التشهد، أو لنقصه إن لم يجلس، وزيادة القيام للركعة الخامسة، فإن لم يرجع بطلت الصلاة.

تكرار الموجب لسجـــود السهو:
       السجود للسهو، قبليا كان أو بعديا، سجدتان لا أكثر، ولو تكرّر السهو قبل الإتيان به، سواء كان المكرر من نوع واحد، كزيادة أو نقص، أو كان المكرّر زيادة ونقصا معا.

       وأما إذا تكرّر السهو بعد الإتيان بسجدتي السهو فإن السجود يتكرر ـ أيضا ـ وذلك كما إذا سجد المسبوق مع إمامه السجود القبلي، ثمّ سها في قضائه بنقص، أو زيادة، أو هما معا، فإنّه يسجد لسهوه الثاني ولا يجتزئ بسجوده السابق الذي سجده مع الإمام، وكذا، إذا تكلّم المصلي بعد سجوده السجود القبلي وقبل سلامه منه،  فإنّه يسجد بعد السلام، لأجل هذه الزيادة، وكذلك أيضا ـ لو سجد القبلي ثلاثا، خلافا لبعضهم، وأمّا إذا سجد السجود البعدي ثلاثا، فلا يسجد لهذه الزيادة أصلا.

حكم الزيادة على سجدتي السهو:
       الزيادة على سجدتي السهو، حرام،  ما لم تكن سهوا، وحينئذ يسجد لها سجدتي السهو بعد السلام، وذلك إذا حصلت الزيادة في السجود القبلي، وأما إذا كان السجود بعديا، وحصلت فيه الزيادة، فعلى الساهي أن يسلّم  ولا يسجد لها. وذلك كمن سجد للسهو ثلاث سجدات سهوا عوضا عن سجدتين.

حكم النقص من سجود السهو:
       سجود السهو سجدتان، ولا تجزئ السجدة الواحدة، فإذا حصل ذلك سهوا، وتذكر الساهي قبل السلام، أضاف إليها أخرى، وإن تذكّر بعد السلام بقرب، سجد السجدة الأخرى، أيضاـ وتشهد وسلم، ولا سجود عليه لما حصل.

وقــت أدائه:
       وقت أداء سجود السهو يختلف باختلاف نوع الصلاة التي حصل فيها السهو، على النحو التالي:

أ) فإن كانت الصلاة التي حصل فيها السهو فرضا، وكان السجود المترتب عنه، بعديا، جاز أداؤه في أيّ وقت من ليل أو نهار، ولو كان الوقت وقت نهي. ما لم يكن المصلي في صلاة فريضة أو نافلة، ذلك أنّه إن كان في واحدة منهما، مضى عليها ولا يجوز له إفسادها، فإذا فرغ منها، سجد السجود البعدي المتخلد بذمته. 
ب) وأما إن كانت الصلاة التي حصل فيها السهو نافلة، وكان السجود المترتب عنه بعديا، فلا يجوز أداؤه إلا في الوقت الذي تحلّ فيه النافلة.
ج) وأما لو كان السجود المترتب عن السهو في الصلاة، قبليا، فوقت أدائه قبل السلام منها، حتى ولو كان الوقت وقت نهي، وكذا لو تأخر أداؤه قليلا بعد السلام من الصلاة التي حصل فيها السهو، فإنّه لا يضرّ، وإلاّ بأن طال عرفا تأخر أدائه بعد السلام بطلت الصلاة، إن ترتب عن نقص ثلاث سنن خفيفة، على المشهور من المذهب.

ما لا ينفع فيه سجود ولا تدارك:
       قد يسهو المصلي فيتدارك ما سها عنه، أو يجبره بسجود السهو، لكنّ السهو عن نيّة الصلاة المعينة أو تكبيرة الإحرام، لا يمكن تداركهما أو جبرهما بالسجود للسهو، إذ أنّ تاركهما ساهيا، لا يعتبر مصليّا، أصلا، وحينئذ وجبت إعادة الصلاة أبـدا.
 والله اعلم ، والحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على المبعوث رحمة للعالمين وعلى وآله، وصحبه، ومن والاه.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق