الأربعاء، 22 ديسمبر 2010

السهو عن الفرائض،الضابط الخامس: كيفية الرجوع إلى الصلاة بعد السلام بقرب.


بسم الله الرحمان الرحيم
والصلاة والسلام على المبعوث رحمة للعالمين
فقه الصلاة على المذهب المالكي
السهو عن الفرائض
الضوابط الفقهيّة لتدارك الفرض
المنسي من غير الركعة الأخيرة
الضابط الخامس: كيفية الرجوع إلى الصلاة بعد السلام بقرب.

المقرر في مذهبنا، أن من خرج من الصلاة بالسلام، إماما كان أو فذا، فتذكر بالقرب منه، ولم يخرج من المسجد، أو يطرأ عليه ما ينقض وضوءه، أنه بقي عليه شيء من الفرائض، رجع لإصلاح صلاته، بإحرام ينوي به الرجوع لتكميلها، بعد أن يستقبل القبلة، ولو قرب البناء جدا، وذلك على جهة الوجوب، وله أن يرفع يديه عند تكبيرة الإحرام استحبابا، سواء سلم خطأ، أو لم يسلم أصلا، أو سلم معتقدا تمام صلاته وكمالها، وفي كيفية الرجوع لإصلاح الصلاة، يقول الإمام مالك ـ رحمه الله، تعالى ـ: "وكل من رجع لإصلاح ما بقي عليه، فليرجع بإحرام" وهو ـ أيضا ـ مذهب تلميذه ابن القاسم، وجمهرة من مجتهدي المذهب، عليهم جميعا سحائب الرحمة.
 وبناء على هذا، فإنه إذا رجع المنصرف من صلاته للإتيان بما بقي عليه منها يجب، أن يرجع إلى الموضع الذي فارق فيه الصلاة إن فارقه، فيستقبل القبلة، ثم يحرم ناويا إصلاح صلاته وإتمامها، على النحو المذكور بالضابط الرابع من الضوابط الفقهيّة المتعلقة بغير الركعة الأخيرة.
بيد أنه إن كان سلم من ركعتين، جلس وجوبا، من غير تكبير إن تذكر وهو قائم، ثم كبر للإحرام وقام لإصلاح صلاته، لأن الجلوس هو الحالة التي فارق فيها الصلاة، ولأنه لو كبّر قائما يكون قد زاد الانحطاط من حال القيام إلى الجلوس، وذلك على الأظهر من الأقوال، خلافا لمن قال يكبر من قيام لأجل الفور، وأما إن تذكر وهو جالس، فلا إشكال، يكبّر ثمّ يقوم لإتمام صلاته، وإصلاحها.
وأما لو سلم من ركعة واحدة تامة، أو من ثلاث ركعات تامات، ثم تذكر ما بقي عليه من صلاته وهو قائم، أو جالس، وجب عليه الرجوع إلى حال رفعه من السجود، ثم يحرم حينئذ، دون جلوس، ذلك أنّ الركعة الواحدة، أو الثلاث ركعات لم تكن موضع جلوس له، إذ الواجب عليه أن يقوم من السجود، دون أن يرجع إلى الجلوس.
والله اعلم ، والحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على المبعوث رحمة للعالمين وعلى وآله، وصحبه، ومن والاه.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ





ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق