الأحد، 19 ديسمبر 2010

الضوابط الفقهيّة لتدارك الفرض المنسي من غير الركعة الأخيرة، الضابط الثالث: ما بعد فوات التدارك.


بسم الله الرحمان الرحيم
والصلاة والسلام على المبعوث رحمة للعالمين
فقه الصلاة على المذهب المالكي
السهو عن الفرائض
الضوابط الفقهيّة لتدارك الفرض
المنسي من غير الركعة الأخيرة
الضابط الثالث: ما بعد فوات التدارك.
فإذا ما فات تدارك النقص ـ حسبما ذكر آنفا ـ ألغيت الركعة صاحبة النقص وأتم الساهي الركعة التي تذكر فيها الفرض المسهو عنه الذي فات تداركه، ثم بنى عليها بقية ركعات صلاته، على هيئتها المعهودة، إن سرّا فسرا، وإن جهرا فجهرا،  وإن بالفاتحة والسورة فبالفاتحة والسورة، وذلك عملا بقاعدة البناء في الأقوال والأفعال التي سبق ذكرها، ثم ولإتمام الصلاة التي هو فيها يجب عليه الإتيان بركعة أخرى على صفة الركعة الأخيرة من صلاته بدلا عن الركعة الملغاة، التي فات تدارك إصلاحها، وهكذا تكون قد انقلبت ركعات صلاته، فتحولت الركعة الثانية أولى، والركعة الثالثة ثانية، والركعة الرابعة ثالثة، وهذه الركعة المضافة رابعة، إن كانت الصلاة رباعية الركعات، وكانت الركعة الملغاة أولى  ركعاتها، وكذلك يكون العمل لو كانت الركعة الملغاة ثانية ركعات الصلاة، أو غيرها، وفي أية صلاة.
ثم بعد الفراغ من الصلاة يسجد الساهي سجدتي السهو قبل السلام، إن كانت الركعة الملغاة التي حصل فيها النقص إحدى الركعتين الأوليين، وكان التذكر بعد فوات  تدارك الفرض المسهو عنه ركوعا كان أو رفعا منه، أو سجودا، على النحو المذكور ضمن الحديث عن:(السهوعن الفرائض ـ مابعد تدارك الفرض المنسي ـ ) وأمّا إذا كانت الركعة الملغاة من غير الركعتين الأوليين، أو كان النقص في واحدة منهما، وكان التذكر قبل فوات تدارك الفرض المسهو عنه ركوعا كان أو رفعا منه، أو سجودا فسجود سجدتي السهو، يكون بعد السلام إن لم يكن قد نقص الساهي سنة من سنن الصلاة خلال صلاته ولو كانت السنة المنقوصة خفيفة، وإلا فالسجود قبل السلام، لاجتماع النقص والزيادة، كما هو مبيّن ضمن الحديث عن:(السهوعن الفرائض ـ مابعد تدارك الفرض المنسي ـ ،  بيد أنّ مستنكح السهو غير مطالب بالسجود لمثل هذا السهو بعد إصلاح صلاته.
والله اعلم ، والحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على المبعوث رحمة للعالمين وعلى وآله، وصحبه، ومن والاه.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق