الجمعة، 3 ديسمبر 2010

سجود السهو: السجـود القبلي


بسم الله الرحمان الرحيم
والصلاة والسلام على المبعوث رحمة للعالمين
فقه الصلاة على المذهب المالكي
سجود السهو
السجـود القبلي

تعريفــه:
السجود القبلي، هو السجود الذي يقع قبل السلام من الصلاة التي حصل فيها السهو، وبعد الفراغ من التشهد الأخير، والصلاة على النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ.
صفتــه :
السجود القبلي : سجدتان بعد التشهد، بنيّة فعلهما، والتكبير لهما للخفض والرفع منهما، ثمّ بعد الفراغ منهما، يعاد التشهد استنانا على المعتمد من المذهب، ولا تعاد الصلاة على النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ لأن هذا الموضع أحد المواضع التي لا يطلب في تشهدها الدعاء، والصلاة على النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ من الدعاء، ثم بعد التشهد، يسلّم وجوبا، لأنه سلام الفريضة التي سجد لها سجدتي السهو قبل السلام.
هذا، وترك إعادة التشهد، ولو عمدا، لاشيء فيه، وكذا إيقاع سجدتي السهو قبل التشهد للفريضة، حيث تصح الصلاة بتشهد واحد له ولها. 
موجبه:
 وأمّا موجب السجود القبلي عموما، فهو: 
1 ـ نقص محقّق حصوله، لسنّة مؤكدة داخلة في الصلاة.
2 ـ نقص مشكوك في حصوله لسنّة مؤكدة داخل الصلاة.
3 ـ نقص وزيادة محققان، حتى ولو كان النقص سنّة غير مؤكدة.
4 ـ نقص وزيادة مشكوكان، حتّى ولو كان النقص سنّة غير مؤكدة.
5 ـ نقص محقق وزيادة مشكوكة، حتى ولو كان النقص سنة غير مؤكدة.
6 ـ نقص مشكوك وزيادة محققة، حتى ولو كان النقص سنّة غير مؤكدة.
7 ـ تيقّن الموجب للسجود، مع عدم ضبط سببه، هل هو نقص، أم زيادة.
السنن المؤكدة الموجبة للسجود القبلي :

وأمّا السنن المؤكدة التي يترتب على نقصها السجود القبلي فهي تلك السنن الداخلة في الصلاة والتي جمعها أحدهم نظما إذ قـــال:

سينــــــــان، شينــــــــان، كذا جيمان
تـــــــــــــــــاءان، عدد السنن الثمان
فالسينـــان : هما السر، والسورة.
والشينــان : هما التشهد الأوّل، والأخير.
والجيمـان : هما الجهر، والجلوس للتشهد.
والتـاءان : هما التكبير، والتسميع.
     فكلّ سنّة من هذه السنن يترتب عن نقصها سهوا، سجود قبلي، ما عـدا نقص السر وإبداله بالجهر، فيترتب عن نقصه سجود بعدي.

      هذا، ومثل السنن المؤكدة في الحكم، السنّتان الخفيفتان، كالتكبيرة، والتسميعة، وكذلك السهو عن قراءة الفاتحة، كلّها أو عن بعضها، ولو آية، في أقل ركعات الصلاة، بناء على القول بسنيتها في الأقل.
      وأمّا السنن الخارجة عن الصلاة، كالإقامة، مثلا، فإنّه لا يترتب على تركها، عمدا، أو سهوا، سجود أصلا، ومثلها في الحكم،السنة الخفيفة بمفردها، كالتكبيرة الواحدة ، أو التسميعة، وإن كانت داخلة في الصلاة، وكذا لو كان المتروك مستحبا من مستحبات الصلاة، كدعاء القنوت، والصلاة الإبراهيمية، إذا السجود لنقص مثل هذه السنن والمستحبات،  مبطل للصلاة.

تعمد نقص السنن المؤكدة :
       المقرّر شرعا، أن سجود السهو، إنّما يسن عند ترك سنة مؤكدة سهوا، وأما تركها عمدا،  فمبطل للصلاة عند كثير من الفقهاء، حتّى ولو سجد سجدتي السهو ، قال خليل رحمه الله تعالى: (وهل بتعمّد ترك سنّّة، أو لا ، ولا سجود ، خلاف) وعلى كلّ فمن تعمّد ذلك فليستغفر الله تعالى ولا يعد، إذ لا أنكر في الدين من التهاون بما سنّه رسول الله ـ صلى الله عليه وسلّـم. وكـذا الحكم إذا تعلّق الأمر بالسنتين الخفيفتين، سواء بسواء، وأمّا ترك أكثر من سنتين عمدا، فمبطل للصلاة على الراجح.
والله اعلم ، والحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على المبعوث رحمة للعالمين وعلى وآله، وصحبه، ومن والاه.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق