الثلاثاء، 24 أغسطس 2010

معالم على الطريق : رجال خلدهم القرءان الكريم


بسم الله الرحمان الرحيم

والصلاة والسلام على المبعوث رحمة للعالمين


معالم على الطريق
رجال خلدهم القرءان الكريم

يقول الله في كتابه العزيز: {وَيَسْأَلُونَكَ عَن ذِي الْقَرْنَيْنِ قُلْ سَأَتْلُو عَلَيْكُم مِّنْهُ ذِكْراً }الكهف 83
فمن هو ذو القرنين و ما هي قصته ؟؟؟
ولد ذو القرنين في أمة مستعبدة ضعيفة احتلتها دولة مجاورة لها، و قد حز في نفسه ـ بعد أن شب، وأينع ـ أن يرى أمته على تلك الحالة من الإستسلام، والخضوع، والمهانة، فطفق يدعو قومه للتكتل والاتحاد ضد هذا الملك المحتل، إلا أن قومه الذين اعتادوا الذل، والخنوع، خشوا أن يعلم الملك المحتل بما يدبر له فيبطش بهم، فطلبوا من ذي القرنين أن يكف عن هذا الكلام.
لم ييأس ذو القرنين، بل ظل يدعو قومه إلى الإيمان بالله عز و جل ويحثهم على التوكل عليه... فالله هو الذي يمدهم بالقوة، وهو الذي يعينهم على القوم الكافرين. وذات ليلة رأى ذو القرنين فيما يرى النائم، أنه صعد إلى الشمس أوكأن الشمس اقتربت منه، فأمسكها من قرنيها، ولما صحا قص رؤياه على قومه، فقال له أصحابه: أبشر ستصير رجلا قويا و ستملك الدنيا من المشرق إلى المغرب، لكن الجهلة قالوا له: إن تفسير الرؤيا يشير إلى أن الملك الظالم سيضربك على قرني رأسك ضربا يسيل منهما الدم ، أو أنه سيقتلك ويعلقك في الفضاء من قرني شعرك، ومنذ ذلك اليوم صار اسمه ذو القرنين.
كان إيمان ذو القرنين قويا و كان ذو صفات عظيمة وهبه إياها الله تعالى، مما زاد في نفوذه، حتى بات قائدا مهابا، له جيش قوي يأتمر بأمره.
فاستعد أحسن إستعداد، و ذهب لمحاربة الملك المحتل، و بتوفيق الله تعالى تمكن من تحرير بلاده و التغلب على المعتدين، و بعد أن أصبح ملكا عظيما، قرر أن يجول في الأرض بجيشه فاتحا غازيا، ناشرا كلمة الله ـ تعالى ـفاتجه إلى مغرب الأرض حتى انتهى إلى سهول واسعة أرضها ذات طين أسود، قد اختلط ماؤها بطينها، و لما جاء وقت الغروب. تراءى لذي القرنين أن الشمس تغوص في تلك الأرض فأعجب بذلك المشهد أيما إعجاب و قد ذكر هذا في القرآن الكريم، حيث قال ـ تعالى ـ : {حَتَّى إِذَا بَلَغَ مَغْرِبَ الشَّمْسِ وَجَدَهَا تَغْرُبُ فِي عَيْنٍ حَمِئَةٍ وَوَجَدَ عِندَهَا قَوْماً قُلْنَا يَا ذَا الْقَرْنَيْنِ إِمَّا أَن تُعَذِّبَ وَإِمَّا أَن تَتَّخِذَ فِيهِمْ حُسْناً }الكهف86
و ظن ذو القرنين أن تلك العين هي نهاية الأرض وأنه لا مكان للغزو بعدها، إلا أنه وجد عند ها قوما قد عاثوا في الأرض كفرا، و فسادا. فدعاهم إلى عبادة الله الواحد الأحد، و الكف عن الظلم و الحكم بالعدل بين الناس، و بعد أن وفقه الله ـ تعالى ـ في مسعاه، قرر أن يتجه إلى مشرق الأرض، و ظل يسير، ويسير، بجيشه، حتى وصل إلى بلاد لم يكن بها شجر، أو جبال تسترها من حر الشمس، حيث قال ـ تعالى ـ: {حَتَّى إِذَا بَلَغَ مَطْلِعَ الشَّمْسِ وَجَدَهَا تَطْلُعُ عَلَى قَوْمٍ لَّمْ نَجْعَل لَّهُم مِّن دُونِهَا سِتْراً }الكهف90
وحينها بسط على بلادهم لواء حكمه و أضاء عليهم من نور الإيمان، وهداهم الى الطريق القويم، طريق الله رب العالمين، ثم اتجه نحو الشمال غازيا، فاتحا حتى انتهى إلى بلاد بين جبلين، يسكنها قوم صالحون يؤمنون بالله، إلا أنهم معزولون عن بقية العالم، وقد جاورهم قوم يدعون يأجوج و مأجوج و هما قبيلتان كافرتان مفسدتان في الأرض، و قد كانوا يعتدون على الأمة الصالحة، فلما أتاهم ذو القرنين و تبينوا أنه ملك قوي، فزعوا إليه ليصد عنهم شر هاتين القبيلتين. فأمرهم ذو القرنين أن يجمعوا له الحديد و النحاس و الخشب و الفحم، فوضع قطع الحديد بين الجبلين و أحاطها بالفحم و الخشب، ثم أذاب النحاس فوقها و صار سدا منيعا تعجز يأجوج و مأجوج أن تعلو عليه و أراح الله عباده من بطش هؤلاء الكفرة الفاسقين عن أمره
و هكذا أحبتى في الله نتبين أن من اتكل على الله و آمن به، لا يغلب أبدا، مصداق قوله ـ تعالى : {إِنَّا لَنَنصُرُ رُسُلَنَا وَالَّذِينَ آمَنُوا فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَيَوْمَ يَقُومُ الْأَشْهَادُ }غافر51
إقتباس
الطالبة أروى الغربــي

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق