الأربعاء، 25 أغسطس 2010

مفسدات الصوم:النفــاس


بسم الله الرحمان الرحيم

والصلاة والسلام على المبعوث رحمة للعالمين


مسألة فقهية، رقم:3
في فقه الصيام على المذهب المالكي
مفسدات الصوم
18) النفاس
النفاس هوـ أيضا ـ مفسد للصوم، بجميع أنواعه... فرضا كان الصوم... أو نفلا، بل انه يسقط وجوب الصوم على النفساء، طيلة مدة سيلان الدم، وإن صامت النفساء فلن يقبل منها، أبدا، لعدم صحته.
وانما الذي يجب عليها، حين رؤية إحدى علامتي الطهر، قصة، أو جفوفا، ولو كانت معتادة القصة، أن تجدد النية لمتابعة صومها الذي قطعه النفاس، ولو كان القطع لفترة قصيرة، كسيلان الدم بعد غروب الشمس، وانقطاعه قبل الفجر، حيث لا تكفي النية الأولى، لما بقي من أيام صوم زال موجب منعه، وإن مع طلوع الفجر، أو قبله بلحظة يسيرة جدا، ولولم يتسنى لها الاغتسال، بل أولم تغتسل أصلا، إذ الطهارة ليست شرطا في صحة الصوم.
هذا، والنفساء، إذا طهرت نهارا، لا يستحب لها الإمساك، بقيت اليوم، في مذهبنا، وان وجب عليها القضاء.
وأما عن الحكم الشرعي المترتب على ذلك، فسنذكره في بابه، لاحقا، ان شاء الله ـ تعالى ـ.
تعريف النفاس
النّـفـاس لغة: هو ولادة المرأة، سواء كان معها دم، أم لا، لا نفس الدم الخارج من قبل المرأة، لأجل الولادة، هـذا وسمي النفاس، نفاسا، لتنفس الرحم بالولادة، أي، لطرح الرحم الولد، وعندئذ تسمى المرأة، نفساء، بضم النون، وفتح الفاء، على وزن عشراء، والجمع، نفاس، بضم النون، وفتح الفاء، ونفس، بضمّهما، ونفساوات بضمّ النون وفتح الفاء، وليس في الكلام العربي ما وزنه فعلاء بضمّ الفاء، يجمع على فعال، بكسر الفاء غير نفساء.
النفاس اصطلاحا: وأما النفاس في الاصطلاح الفقهي، هو: ما يسيل من قبل المرأة، من دم، أو صفرة، أو كدرة، بسبب الولادة، وان كان المولود سقطا، ظهر بعض خلقه، من اصبع، أو ظفر، أو نحوه، سواء سال أحد هذه السوائل مع الولادة، أو بعدها، لا قبلها على الأرجح، ذلك أن ما سال من دم،أو صفرة، أو كدرة قبل الولادة، لا يسمى نفاسا، وإنما هو حيض عندنا، ولو سال لأجلها.
ما لا يسمى نفاسا: وبناء على هذا، فإن الدم السائل من غير القبل ـ أو لغير الولادة ـ أو لعلة مرضية ـ أو على غير وجه العادة ـ أو قبل الولادة ـ أو زمن الحمل ـ أو بعد مضي مدة أيام النفاس المحددة، بستين يوما ـ أو بعد الولادة الجافة، بخمسة عشر يوما، فجميع ما ذكر، لا يعتبر دم نفاس، حتى تطبق عليه أحكامه، بل يمكن أن ينظر في شأنه، وفق الأحكام الفقهية، المتعلقة بالحيض.
هذا، ولمعرفة المزيد عن أحكام النفاس، يمكن مراجعة كتابي فقه الحيض والنفاس على المذهب المالكي وهو متوفر في المكتبات، ان شاء الله ـ تعالى ـ والله، أعلم.


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق