بسم الله الرحمان الرحيم
والصلاة والسلام على المبعوث رحمة للعالمين
مسألة فقهية، رقم:6
في فقه الحـج على المذهب المالكي
7ـ التلبية :
ثم عقب الإحرام أشرع في التلبية مباشرة بهذه الصيغة " لبيك اللهم لبيك، لبيك لا شريك لك لبيك ، إنّ الحمد والنعمة لك والملك، لا شريك لك ".
وهكذا جدد التلبية بين الحين والآخر، وكلما تجدد الحال وعقب كل صلاة، وعند ملاقاة الرفاق وقبل النوم وبعده، بيد أنك لا تدأب عليها حتى تضجر أو تمل. وأعلم أن التوسط في علو الصوت بها مستحب، وأن المرأة لا تسمع سوى نفسها، وأنها شعار ناطق للإحرام، واجبة على المشهور يلزم في تركها، أو ترك اتصالها بالإحرام مع الطول هدي. كما تكره الزيادة على الصيغة المذكورة، باعتبارها تلبية الرسول- صلى الله عليه وسلم ـ
واعلم، أن المبلبي لايرد السلام على من ألقى عليه السلام حتى يفرغ من تلبيته.
هذا ولا تنسى أن تحضر قلبك عند التلبية وتذكر دائما أنك تجيب مولاك ـ سبحانه ـ الذي دعاك لحضور مأدبته.
8 ـ الوصول إلى مكة المكرمة
وحين تصل إلى دور مكة المكرمة، أدع الله ـ تعالى ـ قائلا: " بسم الله الرحمان الرحيم، اللهم اجعل لي بها قرارا وارزقني فيها رزقا حلالا".
ثم اغتسل بلا تدلك على جهة الاستحباب بذي طوى وبت بها إن قدمتها ليلا. وأما الحيض، والنوافس، فلا يغتسلن لأنه غسل لطواف القدوم وهن غير مطالبات به في هذه الحالة.
و على جهة الاستحباب ـ أيضا ـ أدخل مكة نهارا من كداء وأن تدعو الله تعالى قائلا :"اللهم إن هذا الحرم حرمك، والبلد بلدك والأمن أمنك، والعبد عبدك، جئتك من بلاد بعيدة بذنوب كثيرة وأعمال سيئة، أسألك مسألة المضطرين إليك، المشفقين من عذابك، أن تستقبلني بمحض عفوك وأن تدخلني جنة النعيم.
اللهم إن هذا الحرم حرمك وحرم رسولك، فحرم لحمي ودمي وعظمي على النار.
اللهم أجرني من عذابك يوم تبعث عبادك، اللهم إني جئتك حاجا تائبا مستغفرا مسترحما أخاف عذابك وأرجو رحمتك.
اللهم لا تحرمني من فضلك وأدخلني في رحمتك يا أرحم الراحمين.
اللهم إني أسألك بأنك أنت الله الواحد الفرد الصمد، الرحمان الرحيم، أن تصلي على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه صلاة دائمة بدوامك، وأن تسلم عليه وعلى آله وصحبه سلاما طيّبا كثيرا"
وإن شئت فادع بما تعرف ، إذ لا حرج في ذلك. ثم بعد الفراغ من الدعاء عد إلى التلبية .
9ـ الوصول إلى محل الإقامة :
فإذا وصلت إلى محل الإقامة، تسلم مسكنك وحط رحالك، واطمئن على متاعك. ولكن لا تضيع كثير وقتك في ذلك.
ثم اخرج إلى المسجد الحرام وأنت على طهارة تامة" صغرى وكبرى" لتطوف طواف القدوم.
وطواف القدوم سبعة أشواط متوالية واجب ينجبر بالدم، سواء كان تاركه مفردا بالحج أو قارنا، ما لم يكن مراهقا، بأن خاف فوات وقت الوقوف بعرفة، أو ناسيا.
10ـ التوجه إلى المسجد الحرام:
وعند الوصول إلى المسجد الحرام، قف قليلا لتقل على جهة الاستحباب : "بسم الله والصلاة والسلام على رسول الله، أعوذ بالله العظيم وبوجهه الكريم وسلطانه القديم من الشيطان الرجيم.
اللهم افتح لي أبواب رحمتك ومغفرتك وأدخلني فيها. باسم الله، والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله".
ثم أدخل المسجد مقدما رجلك اليمنى من باب السلام إن أمكن ذلك، وإلا فادخل من أي باب تيسر لك الدخول منه وادع بهذا الدعاء استحبابا : " اللهم انت السلام و منك السلام وإليك يرجع السلام، فأحينا ربنا بالسلام وأدخلنا الجنة دار السلام، تباركت ربنا وتعاليت يا ذا الجلال والإكرام".
ثم لمّا تجتاز باب السلام وترى الكعبة الشريفة يستحب لك أن تقول :" لا إلاه إلا الله " ثلاث مرات . "الله أكبر" ـ ثلاث مرات ـ "لا إله إلا الله وحده لا شريك له ، له الملك وله الحمد، وهو على كل شيء قدير، أعوذ برب البيت من الكفر والفقر ومن عذاب القبر وضيق الصدر وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
اللهم زد بيتك هذا تعظيما وتشريفا ومهابة ورفعة وبرا وزد يا رب من عظمه وكرمه وشرفه من حجه أو إعتمره تعظيما وتكريما وتشريفا ومهابة وبرا.
ثم تحول بعد ذلك إلى الكعبة لتطوف طواف القدوم. وحاول قدر الإمكان أن تمر من مكان يسمى باب بني شيبة، وأنت تقول، استحبابا : "ربي أدخلني مدخل صدق وأخرجني مخرج صدق واجعل لي من لدنك سلطانا نصيرا، "وقل جاء الحق وزهق الباطل إن الباطل كان زهوقا وننزل من القرآن ما هو شفاء ورحمة للمؤمنين ولا يزيد الظالمين إلا خسارا" .
ثم بعد فراغك من الطواف يستحب في حقك أن تخرج من كدا.
والله أعلم، والحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على المبعوث رحمة للعالمين، وعلى آله وصحابته، ومن والاه.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق