الاثنين، 18 أكتوبر 2010

الصفة الكاملة لمناسك الحج: طواف الافاضة


بسم الله الرحمان الرحيم

والصلاة والسلام على المبعوث رحمة للعالمين

مسألة فقهية، رقم:6
في فقه الحـج على المذهب المالكي
30ـ طواف الإفاضة :

       فإذا رميت جمرة العقبة، وذبحت، أو نحرت، وحلقت، أو قصّرت، هكذا على الترتيب. توجه إلى مكة المكرمة، وطف بالكعبة المشرفة طواف الإفاضة، الذي هو ركن الحجّ الأخير، حيث يبطل الحجّ بتركه ولا ينجبر بالهدي.
وهو سبعة أشواط، وصفته كطواف القدوم، إلا أنه لا إسراع فيه في الأشواط الثلاثة الأولى، إلا لمن ترك الإسراع في طواف القدوم، فيستحب له الإسراع في هذا الطواف الركن.
ثم بعد الفراغ من الطواف، حافظ على طهارتك واركع ركعتين في مقام سيّدنا إبراهيم ـ صلى الله عليه وسلم ـ على نحو ما تقدم عقب طواف القدوم.
فإن لم تكن سعيت بين الصفا والمروة إثر طواف القدوم اسع الآن.
وبطواف الإفاضة تكون قد تحللت التحلل الأكبر، وجاز لك جميع ما كان محظورا، كقرب الزوجة، والصيد، والطيب...
ولو مكثت بمكة المكرمة حتى تصلي ظهر هذا اليوم المبارك، لكان أفضل وأعظم أجرا.

الرخصة في طواف الحائض :

إذا كانت الحائض مرتبطة برفقة لايمكن الانفكاك عنها او كان موعد السفر يفوت ان هي انتظرت الطهر.
جاز لها أن تطوف للإفاضة و تفدي ببدنة ، كما هو ظاهر مذهب الإمام أبي حنيفة و أصحابه، و الإمام احمد في اصح الروايتين عنه .
و قيل : لا فدية عليها لسقوط الطهارة عنها بالعجز، و ذلك قياسا على الطهارة للصلاة و هذا اصح الأقوال كما قال بعض العلماء .
وجاءفي حاشية العلامة، الفقيه المالكي، أحمد الصاوي، على الشرح الصغير:(أن الاسهل في هذه المسألة، تقليد أبي حنيفة، وأحمد، في صحة طوافها بالحيض والنفاس) اهـ . و الحمد لله على هذه النعمة .
لكن ينبغي على الحائض في هذه الحالة ان تلبس ما تحفظ به المسجد من التلوث .
  
-31  خطبة ثاني يوم النحر:

في اليوم الثاني من أيام النحر ، يصلي الإمام بالناس الظهر بمسجد منى ، ثم يخطب فيهم ، واعظا مذكرا بما بقي من أعمال الحج، و حكم التعجيل، و النزول بالمحصب .....الخ و هي كخطبة اليوم السابع التي سبق ذكرها.
و إذن فاحرص على حضورها إذا نودي لها.

32- أيام التشريق :

ثم بعد التحلل الأكبر الذي تحقق بطواف الإفاضة، عد إلى منى و أقم بها ثلاثة أيّام بلياليها إن لم تكن متعجلا ،  وإن كنت متعجلا فبت بها ليلتين وجوبا، إذ ترك المبيت ليلة من ليالي منى أو جلها يوجب الهدي.
فإذا زالت الشمس من كل يوم من أيام التشريق التي هي يوم العيد ـ وثانيه - و ثالثه- و رابعه ـ توجه قبل أن تصلي الظهر استحبابا و ارم وجوبا الجمرات الثلاث، كل واحدة بسبع حصيات.
واحرص على أن يكون رميك كل يوم قبل غروب الشمس، وإلا فهو قضاء يجب فيه الهدي في مذهبنا.
وحتى يصحّ الرمي، أبدأ بالجمرة الألى وهي الكبرى(وتوصف بالصغرى ـ ايضا ـ) ، ثم الوسطى، ثم جمرة العقبة، مكبرا على جهة الاستحباب تكبيرة واحدة عند كل رمية.
كما يستحب أن تقف قليلا مستقبلا القبلة للدعاء والتهليل، والتكبير، والصلاة على النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ إثر رمي الجمرة الأولى والوسطى.
وأما إثر رمي جمرة العقبة فلا يستحب الدعاء، بل أرمها ثم انصرف سريعا من غير دعاء.
هذا وتعجيل الرحيل من منى جائز بشرطين :
1ـ أن تنوي التعجل أي : المبيت بمنى ليلتين فقط.
2ـ أن تخرج من منى قبل غروب شمس يوم ثالث العيد بحيث تكون قبل هذا الوقت قد جاوزت جمرة العقبة، ( آخرمنى من ناحية مكة )
فإذا غربت عليك الشمس دون مجاوزة منى وجب عليك المبيت بها ليلة أخرى، ورمي جمار اليوم الرابع.

دعاء رمي الجمار :

ولرمي الجمار دعاء مأثور، وهو :
"بسم الله ، الله أكبر، رجما للشيطان وحزبه.
اللّهم اجعله حجا مبرورا، وذنبا مغفورا، وسعيا مشكورا، وعملا صالحا مقبولا، وتجارة لن تبور" .

وتقول أيضا :

"بسم الله، الله أكبر، صدق وعده، ونصر عبده، وأعزّ جنده، وهزم الأحزاب وحده.
لا إله إلا الله، ولا نعبد إلا إياه، مخلصين له الدين ولو كره الكافرون.
وصلى الله على سيّدنا محمّد وعلى آله وصحبه وسلم"
ثم بعد الفراغ من الرمي، تنحّ جانبا، وادع إن شئت بهذا الدعاء المأثور :
"الحمد لله كثيرا طيّبا مباركا فيه، اللّهم لا أحصي ثناء عليك، أنت، كما أثنيت على نفسك، اللّهم إليك أفضت، ومن عذابك أشفقت، وإليك رغبت، ومنك رهبت، فاقبل نسكي، وأعظم أجري، وارحم تضرّعي، واقبل توبتي، وأقل عثرتي، واستجب دعوتي، وأعطني سؤلي، اللّهم ربّنا تقبل منّا ولا تجعلنا من المجرمين، ولا من المحرومين، وأدخلنا في عبادك الصالحين، يا أرحم الراحمين، اللّهم ربّنا تقبل منّا، وعافنا واعف عنّا، اللّهم توفنا مسلمين وأحينا مسلمين، وألحقنا بالصالحين"

الرخصة في رمي جمار أيام التشريق ليلا:

رمي الجمار أيام التشريق يبتدئ من الزوال ويمتد إلى الغروب، وإذا تأخر الرمي إلى ما بعد الغروب وجب فيه هدي كما هو مقرر في المذهب المالكي.
وفي المذهب الشافعي يجوز الرمي بعد منتصف الليل وكذلك هو عند الأحناف، ويمتد إلى طلوع الفجر.
وبناء على هذا فإنه يمكن لأصحاب الضرورات، لعجز أو مرض، أو زحمة شديدة، اعتماد رأي السادة الشافعية والأحناف، إذ لا حرج في التحول من مذهب إلى آخر من المذاهب السنّية، وخاصة عند الضرورة.
 وإذن لا هدي في الرمي ليلا، عملا بهذا الرأي.

التوكيل في رمي الجمار :


يجوز التوكيل في رمي الجمار، وخاصّة لأصحاب الأعذار، كالمرضى، وكبار السن، والمرأة الحامل والنفساء، وشدة الحر....
وعلى الموكّل أن يرمي عن نفسه أولا، ثم يرمي ناويا الرمي عن موكّله ثانيا، وذلك عند كل جمرة من الجمرات الثلاث.

33ـ النزول بالمحصب :

وبعد الفراغ من رمي جمار اليوم الثالث من أيام التشريق ( رابع يوم النحر ) غادر منى ولا تقم بها، وقد تم حجّك إن شاء الله ـ تعالى ـ
بيد أنه يستحب لأمير الحج أن ينزل بالمحصب حين العودة في هذا اليوم إلى مكة المكرمة، فيصلي الظهر، والعصر، والمغرب، والعشاء، مقصرا الصلاة الرباعية، ثم يدخل مكة ليلا.
وذلك لفعله ـ صلى الله عليه وسلم ـ وكذا صحابته من بعده ـ رضي الله عنهم ـ .
إلا إذا صادف يوم انصرافه هذا يوم جمعة، فإنه يستمر في سيره كي يصلي بالناس صلاة الجمعة بمكة المكرمة.
والله أعلم، والحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على المبعوث رحمة للعالمين، وعلى آله وصحابته، ومن والاه.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق