الخميس، 14 أكتوبر 2010

الصفة الكاملة لمناسك الحج: ما بعد طواف القدوم


بسم الله الرحمان الرحيم

والصلاة والسلام على المبعوث رحمة للعالمين

مسألة فقهية، رقم:6
في فقه الحـج على المذهب المالكي

14ـ التنفل بحجر إسماعيل ـ عليه الســـــــلام ـ :

وإذا ما تيسر لك بعد الصلاة في مقام إبراهيم ـ عليه السلام ـ الدخول إلى حجر إسماعيل ـ عليه السلام ـ فادخله وتنفل هناك بما تيسر، ثم ادع الله ـ تعالى ـ بالدعاء الآتي ذكره، وذلك كله على جهة الاستحباب :
"اللهم أنت ربي لا إله إلا أنت، خلقتني وأنا عبدك وأنا على عهدك ووعدك ما استطعت،أعوذ بك من شر ما صنعت، أبوء لك بنعمتك علي وأبوء بذنبي ، فاغفر لي، فإنه لا يغفر الذنوب إلا أنت.اللهم إني أسألك من خير ما سألك منه عبادك الصالحون، وأعوذ بك من شر ما استعاذ منه عبادك الصالحون، اللهم بأسمائك الحسنى، وصفاتك العليا، طهر قلوبنا من كل وصف يباعدنا عن مشاهدتك ومحبتك، وأمتنا على السنة والجماعة والشوق إلى لقائك يا ذا الجلال والإكرام، اللهم نوّر بالعلم قلبي واستعمل بطاعتك بدني، وخلص من الفتن سري، واشغل بالاعتبار فكري، وقني شر وسواس الشيطان، وأجرني منه يا رحمان حتى لا يكون له علي سلطان، ربّنا إنّنا آمنا فاغفر لنا ذنوبا وقنا عذاب النار".

15ـ الوقوف بالملتزم :

ثم بعد الفراغ من التنفل بحجر إسماعيل، قف بالملتزم وهو الحائط الذي بين الحجر الأسود وباب الكعبة، وافرش ذراعيك عليه، وادع الله ـ تعالى ـ أن يتقبل حجك ويعتقك من النار، وذلك على جهة الاستحباب، ولو دعوت بهذا الدعاء المأثور لكان أفضل:
"اللّهم يا ربّ البيت العتيق، أعتق رقابنا ورقاب أبنائنا وإخواننا وأخواتنا وأولادنا وأزواجنا من النار، يا ذا الجود والكرم والفضل والمنّ والعطاء والإحسان، أحسن عاقبتنا في الأمور كلّها وأجرنا من خزي الدنيا وعذاب الآخرة.
اللّهم إنّي عبدك وابن عبدك واقف تحت بابك ملتزم بأعتابك، أرجو رحمتك وأخشى عذابك يا قديم الإحسان.
اللّهم إنّي أسألك أن ترفع ذكري وتضع وزري وتصلح أمري وتطهّر قلبي وتغفر ذنبي ، وأسألك الدرجات العلى من الجنّة آمين.

16ـ توديع البيت :

ثمّ إثر الانتهاء من الدعاء بالملتزم، وقبل الخروج إلى بئر زمزم، يستحب لك أن تقبّل الحجر الأسود.
وهذا التقبيل، إنّما هو توديع للبيت الشريف قبل خروجك من المسجد إلى بئر زمزم والصفا والمروة.

17ـ إلى بئر زمزم :

فاخرج الآن من باب الصفا الذي هو باب بني مخزوم إلى بئر زمزم استحبابا وأكثر الشرب من مائها المبارك بنيّة حسنة وسمّ حاجتك سائلا الله العلي القدير قضاءها، وادعوه عند الشرب قائلا :
"اللّهم إنّي أسألك علما نافعا، ورزقا واسعا، وشفاء من كل داء وسقم، برحمتك يا أرحم الراحمين"
ولا تنسى أن تنقل شيئا من هذا الماء المبارك إلى بلدك عند العودة.
ولكي تحصل سنّة اتصال الطواف بالسعي انتقل وبدون تباطىء إلى الصفا والمروة وأنت على طهارة كاملة ندبا، إذ من شروط هذا السعي أن يقع عقب طواف واجب كطواف القدوم المتقدم.
واعلم أن ترك الموالاة بين الطواف والسعي موجب للهدي، إلا أن يكون الفصل يسيرا.
والله أعلم، والحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على المبعوث رحمة للعالمين، وعلى آله وصحابته، ومن والاه.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق