بسم الله الرحمان الرحيم
والصلاة والسلام على المبعوث رحمة للعالمين
مسألة فقهية، رقم:6
في فقه الحـج على المذهب المالكي
وفي انتظار يوم عرفة أحرص على الصلاة في الحرم الشريف وأكثر من قراءة القرآن الكريم، والتطوّع بالطواف، والنوافل، واذكر الله تعالى كثيرا، وسبحه، واستغفره، وادعه واسأله. وصل على رسوله سيّدنا محمّد ـ صلّى الله عليه وآله وصحبه وسلّم ـ مع عدم الغفلة عن التلبية. وكن ـ أيضا ـ على خلق إسلامي، متسامحا، رحيما، كاظما للغيظ، عفوا كريما، صادق الكلمة والوعد، طاهر اللّسان متجنّبا الرفث، والفسوق، والجدال، جوادا محسنا، معينا على الخير، مساعدا المرضى والضعفاء، آمرا بالمعروف وناهيا عن المنكر، ميسّرا غير معسّر، ومبشرا بعفو الله الكريم، ومنذرا من شديد عقابه الأليم. فإذا كان هذا هو خلق المسلم ـ يا أخي ـ طوال عمره، فما بالك وهو في مهبط الوحي ودار التنزيل، وبجوار بيت الله الحرام، ورسول رب العالمين فكن على حذر يرحمني، ويرحمك الله، ويرحم المسلمين أجمعين.
20ـ التهيؤ ليوم عرفة :
في اليوم السابع من شهر ذي الحجّة، وقبل الخروج إلى منى، يصلي الإمام بالناس في المسجد الحرام الظهر، ثمّ يصعد المنبر ويخطب خطبة واحدة ـ وقيل : يخطب خطبتين يجلس بينهما كما هو الراجح ـ يفتتحهما بالتكبير ويخللهما به، ويذكّر فيهما الحجيج بفضائل الحجّ، وكيفية خروجهم من مكّة إلى منى.
وهذه الخطبة هي أولى خطب الحجّ، وأظنّها قد تركت، وهي سنّة على المعتمد خلافا لمن قال أنّها مستحبّة. وعلى كل حال، ترصدها، فإذا سمعت النداء إليها فاحضرها.
21 ـ يوم الترويّة :
يوم التروية هو يوم ثامن شهر ذي الحجّة الذي يستحب ـ لك ـ أن تخرج فيه إلى منى بحيث تدرك فيها وقت الظهر ـ فتقيم بها قدر أداء صلوات : الظهر ـ والعصر ـ والمغرب ـ والعشاء، مقصرا الصلوات الرباعيّة واحرص على أن لا تدخلها قبل الزوال، لكراهة ذلك ثمّ تبيت بها ندبا. حيث تصلي هناك صبح يوم عرفة " تاسع ذي الحجّة" فإذا لم يتيسّر لك الخروج يوم التروية من مكّة إلى منى فلا حرج في ذلك، وعليك أن تخرج مباشرة من مكّة إلى عرفات في هذا اليوم أو صبيحة يوم عرفة عقب طلوع الشمس على جهة الاستحباب.
والله أعلم، والحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على المبعوث رحمة للعالمين، وعلى آله وصحابته، ومن والاه.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق