الأربعاء، 20 أكتوبر 2010

مزارات المدينة المنورة


بسم الله الرحمان الرحيم

والصلاة والسلام على المبعوث رحمة للعالمين

مسألة فقهية، رقم:6
في فقه الحـج على المذهب المالكي
مزارات المدينة المنورة

مزارات المدينة المنورة ، و مشاهدها عديدة ومتنوعة ، نذكر منها :
1ـ البقيع :
و هو مدفن ، أهل المدينة و آل بيت النبي – صلى عليه و سلم – و مرقد ثلة من أعلام الصحابة و التابعين و شهداء الحرة و مشائخ الإسلام ، عليهم جميعا سحائب  الرحمة و الرضوان .
ففي البقيع ، مقابر أزواج النبي ، رضي الله عنهن :
عائشة بنت الصديق و حفصة بنت الفاروق وزينب بنت جحش الاسدية و صفية بنت حييّ النضيرية و جويرية بنت الحارث المصطلقية ، و ميمونة بنت الحارث الهلالية و سودة بنت الحارث بنت زمعة  و أم سلمة بنت زاد الراكب .
و في مقابر البقيع أيضا بنات الرسول - صلى الله عليه وسلم - فاطمة الزهراء ، ورقية، و زينب، و أم كلثوم ، و ابنه عليه السلام – إبراهيم و عطرته الطيّبة. الحسن بن علي بن أبي طالب، وعلي بن الحسين بن أبي طالب و العباس عم الرسول - صلى عليه و سلم - و عمته صّفية بنت عبد المطلب .
و تحوي كذلك هذه المقبرة الطيبة قبور كثير من الصحابة رضي الله عنهم ـ كعثمان ابن عفّان وعبد الرحمان بن عوف، وسعد بن أبي وقاص ـ وسعد ابن معاذ ـ وعبد الله بن مسعود رضي الله عنهم جميعا.
وبالبقيع قبر الإمام نافع شيخ القراء ـ وقبر الإمام مالك.
هذا ومن آداب زيارة المقابر، أن يقول الزائر : السلام عليكم دار قوم مؤمنين أنتم السابقون، وإنا بكم إن شاء الله لاحقون، أنتم سلفا ونحن بالأثر، يغفر الله لنا ولكم ويرحم الله المستقدمين منكم والمستأخرين، اللهم لا تحرمنا أجرهم، واغفر لنا ولهم، اللهم اغفر لأهل بقيع الغرقد.
فلا تبخل أخي الحاج على أهل البقيع بالتحية والسلام حتى ولو من وراء الجدران والأبواب.

2 ـ جبل أحد:

وجبل أحد له في التاريخ الإسلامي شأن عظيم، إذ دارت به أكبر المعارك التي قادها النبي صلى الله عليه وسلم، وبه قبور الشهداء، حمزة بن عبد المطلب، ومصعب بن عمير وعبد الله بن جحش.
فإذا جئت أحداسلم عليهم قائلا : السلام عليك يا حمزة يا عمّ رسول الله، السلام عليك يا سيد الشهداء، السلام عليك يا أسد الله ويا أسد رسوله، السلام عليك يا عبد الله بن جحش ـ السلام عليك يا مصعب بن عمير، السلام عليكم يا شهداء أحد، السلام عليكم بما صبرتم فنعم عقبى الدار، اللهم أجزهم عن الإسلام وأهله أفضل الجزاء وأجزل ثوابهم، وأكرم مقامهم، وأرفع درجاتهم، بمنك وكرمك يا أكرم الأكرمين.

3 ـ مسجد قباء:

       وهو أوّل مسجد أسسه النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ حين هاجر إلى المدينة المنورة، فأته وصل فيه تقربا إلى الله تبارك وتعالى، إذ روى أنه ـ صلى الله عليه وسلم ـ كان يأتيه ماشيا وراكبا، وأنه المسجد الذي أشار إليه الله تبارك وتعالى في قرءانه الكريم.
حيث قال عزّ من قائل : " لمسجد أسس على التقوى من أول يوم أحق أن تقوم فيه"
-التوبة 108-

 4ـ مسجد القبلتين:

هو أحد المساجد المباركة التي عرفتها الأمة الإسلامية، منذ فجر الدعوة المحمّدية إذ هو المسجد الذي أنعم فيه الحق سبحانه، على رسوله الكريم ـ عليه السلام ـ بالتحول عن قبلة اليهود واستقبال الكعبة الشريفة، بعد أن قلّب وجهه ـ صلى الله عليه وسلم ـ مرارا عدة في السماء، سائلا ربه ـ تعالى ـ أن يصرفه عن قبلتهم.
وفي هذا نزل قوله تعالى "قد نرى تقلب وجهك في السماء فلنولينك قبلة ترضاها فوّل وجهك شطر المسجد الحرام وحيث ما كنتم فولوا وجوهكم شطره وإنّ الذين أوتوا الكتاب ليعلمون أنه الحق من ربهم وما الله بغافل عمّا يعملون".
البقرة 144-

فزر أخي الحاج هذا المسجد المبارك وصل فيه تبركا ورجاء مثوبة وابتغاء وسيلة.

5ـ مسجد أوّل جمعة لرسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ:

وذلك أنّه صلى الله عليه وسلم ـ لما هاجر إلى يثرب، نزل بقباء في بني عمرو بن عوف ، فأقام بين أظهرهم أيام الاثنين، والثلاثاء، والأربعاء والخميس ثم خرج من عندهم فأدركته الجمعة في بني سالم بن عوف، فصلاها في المسجد الذي في بطن الوادي "وادي رانوناء" فكانت أوّل جمعة لرسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ في المدينة المنورة.  فاحرص أخي الحاج على زيارة هذا المسجد المبارك وتطلع لنفحات الله ـ عز وجل ـ بين عرصاته، وشخص مسيرة الحبيب محمد ـ صلى الله عليه وسلم ـ

6 ـ بياض أول جمعة في الإسلام :

وهو الفضاء الذي جمع فيه أسعد بن زراره أربعين رجلا وصلى بهم الجمعة، وذلك لما أنفذ النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ مصعب بن عمير أميرا على المدينة المنورة، وأمره بإقامتها فنزل على أسعد بن زراره وكان أحد النقباء الإثنى عشر، فأخبره بالأمر وأمره أن يتولى الصلاة بنفسه فكانت هذه أول جمعة أقيمت بالمدينة المنورة.
فتلمس أخي الحاج الطريق إلى هناك وروّح القلب بإحدى اللوحات الرائعة التي رسمها الصحابة الأبرار، وخلدها التاريخ الإسلامي المجيد.

7 ـ مسجد الغمامة:

وهو على مسافة غير بعيدة عن المسجد النبوي الشريف الذي كان رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ يصلي فيه العيد.

8 ـ بئر رومة :

كانت بئرا غزيرة المياه سخية عذبة زلالا، وكانت على ملك أحد اليهود ولما شحت المياه بالمدينة، وانحبس المطر، اغتنم هذا اليهودي هذا الظرف العصيب وضيق على المسلمين، فمنعهم شربة الماء، ولما شكوا لرسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ سوء الحال وشدة العطش.
خطب ـ عليه السلام ـ في المسلمين حاثا على البر، ومبشرا بالجنة لمن يبتاع هذه البئر من ذاك اليهودي اللعين، فأسرع الصحابي الجليل ـ سيّدنا عثمان بن عفّان رضي الله عنه ـ فاشتراها وجعلها وقفا للمسلمين، فكانت هذه إحدى نفحات عثمان المباركة.
فزرها أخي الحاج ، وعش بعض لحظات العهد المبارك.
والله أعلم، والحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على المبعوث رحمة للعالمين، وعلى آله وصحابته، ومن والاه.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق